موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> أكثم بن صيفي >> أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ يُعَزِّي عَمْرَو بنَ هِنْدٍ عَنْ أَخِيْهِ
قَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ يُعَزِّي عَمْرَو بنَ هِنْدٍ عَنْ أَخِيْهِ :
إِنَّ أَهْلَ هَذِهِ الدَّارِ سَفْرٌ، لا يَحُلُّونَ عَقْدَ الرِّحَالِ إِلا في غَيْرِهَا، وَقَدْ أَتَاكَ مَا لَيْسَ بِمَرْدُودٍ عَنْكَ، وَارْتَحَلَ عَنْكَ مَا لَيْسَ بِرَاجِعٍ إِلَيْكَ، وَأَقَامَ مَعَكَ مَنْ سَيَظْعَنُ عَنْكَ وَيَدَعُكَ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ :
فَأَمْسِ عِظَةٌ، وَشَاهِدُ عَدْلٍ، فَجَعَكَ بِنَفْسِهِ، وَأَبْقَى لَكَ وَعَلَيْكَ حِكْمَتَهُ.
وَاليَوْمَ غَنِيْمَةٌ، وَصَدِيقٌ أَتَاكَ وَلم تَأْتِهِ، طَالَتْ عَلَيْكَ غَيْبَتُهُ، وَسَتُسْرِعُ عَنْكَ رِحْلَتُهُ.
وَغَدًا لا تَدْرِي مَنْ أَهْلُهُ، وَسَيَأْتِيْكَ إِنْ وَجَدَكَ.
فَمَا أَحْسنَ الشُّكْرَ لِلْمُنْعِمِ، وَالتَّسْلِيْمَ لِلْقَادِرِ. وَقَدْ مَضَتْ لَنَا أُصُوْلٌ نَحْنُ فُرُوعُهَا؛ فَمَا بَقَاءُ الفُرُوعِ بَعْدَ أُصُولِهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ مِنَ المُصِيْبَةِ سُوءُ الخَلَفِ مِنْهَا، وَخَيْرٌ مِنَ الخَيْرِ مُعْطِيْهِ، وَشَرٌّ مِنَ الشَّرِّ فَاعِلُهُ.

Twitter Facebook Whatsapp