الرئيسة >> ديوان العرب >> البحتري >> حاشاكِ مِن ذَكَرٍ ثَنَتهُ كَئيبا * وَصَبابَةٍ مَلَأَت حَشاهُ نُدوبا
١ | حاشاكِ مِن ذَكَرٍ ثَنَتهُ كَئيبا | * | وَصَبابَةٍ مَلَأَت حَشاهُ نُدوبا |
٢ | وَهَوىً هَوى بِدُموعِهِ فَتَبادَرَتْ | * | نَسَقًا يَطَأنَ تَجَلُّدًا مَغلوبا |
٣ | وَإِنِ اتَّخَذتِ الهَجرَ دارَ إِقامَةٍ | * | وَأَخَذتِ مِن مَحضِ الصُدودِ نَصيبا |
٤ | أَعَداوَةً كانَت فَمِن عَجَبِ الهَوى | * | أَن يُصطَفى فيهِ العَدُوُّ حَبيبا |
٥ | أَم وُصلَةً صُرِفَت فَعادَت هِجرَةً | * | أَن عادَ رَيعانُ الشَبابِ مَشيبا |
٦ | أَرَأَيتِهِ مِن بَعدِ جَثلٍ فاحِمٍ | * | جَونِ المَفارِقِ بِالنَهارِ خَضيبا |
٧ | فَعَجِبتِ مِن حالَينِ خالَفَ مِنهُما | * | رَيبُ الزَمانِ وَما رَأَيتِ عَجيبا |
٨ | إِنَّ الزَمانَ إِذا تَتابَعَ خَطوُهُ | * | سَبَقَ الطَلوبَ وَأَدرَكَ المَطلوبا |
٩ | فاتَ العُلا بِأَبي سَعيدٍ صِنوِها الـ | * | ـأَدنى وَأَعقَبَها أَبا يَعقوبا |
١٠ | كَالبَدرِ جَلّى لَيلَهُ ثُمَّ ابتَدَتْ | * | شَمسُ المَشارِقِ إِذ أَجَدَّ غُروبا |
١١ | أَو كَالسِماكِ إِذا تَدَلّى رُمحُهُ | * | كانَت لَهُ الكَفُّ الخَضيبُ رَقيبا |
١٢ | أَو كَالخَريفِ مَضى وَأَصبَحَ بَعدَهُ | * | وَشيُ الرَبيعِ عَلى النَجادِ قَشيبا |
١٣ | أَو كَالسَحابِ إِذا انقَضى شُؤبوبُهُ | * | أَنشا يُؤَلِّفُ بَعدَهُ شُؤَبوبا |
١٤ | أَو كَالحُسامِ أُعيرَ حَدّاهُ الرَدى | * | إِنْ كَلَّ هَذا كانَ ذاكَ قَضوبا |
١٥ | فَاليَومَ أَصبَحَ شَملُنا مُتَجَمِّعًا | * | يُشجي العَدُوَّ وَصَدعُنا مَرؤوبا |
١٦ | كَرُمَت خَلائِقُ يوسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ | * | فينا وَهُذِّبَ فِعلُهُ تَهذيبا |
١٧ | أَلوى إِذا طَعَنَ المُدَجِّجَ صَكَّهُ | * | لِيَدَيهِ أَو نَثَرَ القَناةَ كُعوبا |
١٨ | أَعلى الخَليفَةُ قَدرَهُ وَأَحَلَّهُ | * | شَرَفًا يَبيتُ النَجمُ مِنهُ قَريبا |
١٩ | وَرَمى بِثُغرَتِهِ الثُغورَ فَسَدَّها | * | طَلقَ اليَدَينِ مُؤَمَّلًا مَرهوبا |
٢٠ | وَأَنا النَذيرُ لِمَن تَغَطرَسَ أَو طَغى | * | مِن مارِقٍ يَدَعُ النُحورَ جُيوبا |
٢١ | وَلَقَد عَذَلتُ أَبا أُمَيَّةَ لَو وَعَت | * | أُذُناهُ ذاكَ العَزلَ وَالتَأنيبا |
٢٢ | بِالسَيفِ أَرسَلَهُ الخَليفَةُ مُصلِتًا | * | وَالمَوتُ هَبَّ مِنَ العِراقِ جَنوبا |
٢٣ | قَصَدَ الهُدى بِالمُعضِلاتِ يَكيدُهُ | * | وَدَعا إِلى إِذلالِهِ فَأُجيبا |
٢٤ | حَتّى تَقَنَّصَ في أَظافِرِ ضَيغَمٍ | * | مَلَأَتْ هَماهِمُهُ القُلوبَ وَجيبا |
٢٥ | وَنَهَيتُ آشوطَ بنِ حَمزَةَ لَو نَهى | * | أَمَلًا كَبارِقَةِ الجَهامِ كَذوبا |
٢٦ | ظَنَّ الظُنونَ صَواعِدًا فَرَدَدنَهُ | * | خَزيانَ يَحمِلُ مَنكِبًا مَنكوبا |
٢٧ | مُتَقَسَّمُ الأَحشاءِ يَنفُضُ رَوعُهُ | * | قَلبًا كَأُنبوبِ اليَراعِ نَخيبا |
٢٨ | كَلِفًا بِشِعبِ نُقانَ يَعلَمُ أَنَّهُ | * | لاقٍ مَتى مازالَ عَنهُ شَعوبا |
٢٩ | ثَكِلَتكَ كافِرَةٌ أَتَت بِكَ فَجرَةً | * | أَلّا اجتَنَبتَ العارِضَ المَجنوبا |
٣٠ | حَذَّرتُكَ المَلِكَ الَّذي اجتَمَعَت لَهُ | * | أَيدي المُلوكِ قَبائِلًا وَشُعوبا |
٣١ | ساداتُ نَبهانَ بنِ عَمرٍ أَقبَلوا | * | يُزجونَ قَحطَبَةً بِهِ وَشَبيبا |
٣٢ | وَجَحاجَحُ الأَزدِ بنِ غَوثٍ حَولَهُ | * | فِرَقًا يَهُزّونَ اللِحاءَ الشيبا |
٣٣ | وَالصَيدُ مِن أَودِ بنِ صَعبٍ إِنَّهُمْ | * | باتوا عَلَيكَ حَوادِثًا وَخُطوبا |
٣٤ | وَحُماةُ هَمدانَ بنِ أَوسَلَةَ الَّتي | * | أَمسَيتَ مَأكولًا بِهِمْ مَشروبا |
٣٥ | عُصَبٌ يَمانِيَةٌ يَعِدنَكَ إِن تَعُد | * | يَومًا كَأَيّامِ الحَياةِ عَصيبا |
٣٦ | لا يُحجِمونَ عَنِ الفَلا أَن يَقطَعوا | * | مِنها إِلَيكَ سَباسِبًا وَسُهوبا |
٣٧ | مُتَوَقِّعينَ لِأَمرِ أَغلَبَ لَم يَزَل | * | جُرحُ الضَلالِ عَلى يَدَيهِ رَحيبا |
٣٨ | أَفضى إِلى إيدامِ جِردَ وَدونَها | * | لَيلٌ يَبيتُ اللَيلُ فيهِ غَريبا |
٣٩ | فَأَفاءَها وافي العَزيمَةِ صَدَّقَتْ | * | أَيامُهُ التَرغيبَ وَالتَرهيبا |
٤٠ | وَلَوَ اَنَّها امتَنَعَت لَغادَرَ هَضبَها | * | بِدَمِ المُحاوِلِ مَنعَها مَهضوبا |
٤١ | يا أَهلَ حَوزَةِ أَذرَبيجانَ الأُلى | * | حازوا المَكارِمَ مَشهَدًا وَمَغيبا |
٤٢ | ما كانَ نَصرُكُمُ بِمَذمومٍ وَلا | * | إِحسانُكُمْ بِالسَيِّئاتِ مَشوبا |
٤٣ | لَم تَقصُرِ الأَيدي وَلَم تَنبُ الظُبا | * | مِنكُم وَلَم تَكُنِ المَقالَةُ حوبا |
٤٤ | وَأَرى الوَفاءَ مُفَرَّقًا وَمُجَمَّعًا | * | يَحتَلُّ مِنكُم أَلسُنًا وَقُلوبا |
٤٥ | ها إِنَّ نَجمَكُمُ عَلى كَرهي العِدا | * | يَعلو وَريحَكُمُ تَزيدُ هُبوبا |
٤٦ | يَكفيكُمُ حَسَبًا وَواسِطُ دارِكُمْ | * | نَسَبًا إِذا وَصَلَ النَسيبُ نَسيبا |
٤٧ | وَلِيَ البِلادَ فَكانَ عَدلًا شائِعًا | * | يَنفي الظَلامَ وَنائِلًا مَوهوبا |
٤٨ | وَغَدَت نَوافِلُهُ لَكُمْ مَبذولَةً | * | وَشَذاهُ عَنكُمْ نائِيًا مَحجوبا |
٤٩ | فَأَفادَ مُحسِنَكُمْ وَقالَ لِمُخطِئٍ | * | لا لَومَ في خَطَإٍ وَلا تَثريبا |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
ديوان البحتري (١/١٨٤-١٨٩)، تحقيق حسن كامل الصيرفي، دار المعارف، مصر - البحر:: كامل
- الروي:: باء
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
٢ - الأبيات (٧-١٦) في صفحة (١٨٥)،
٣ - الأبيات (١٧-٢٥) في صفحة (١٨٦)،
٤ - الأبيات (٢٦-٣٣) في صفحة (١٨٧)،
٥ - الأبيات (٣٤-٤٤) في صفحة (١٨٨)،
٦ - الأبيات (٤٥-٤٩) في صفحة (١٨٩)،