موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> نثر العرب >> الحسن البصري >> مقام الحسن البصري عند النضر بن عمرو
قال :
أيّها الأميرُ أَيَّدَك اللهُ إِنَّ أخاك مَن نَصَحَك في دينِك وبَصَّرَك عيوبَك وهداكَ إلى مَرَاشِدِكَ، وإِنَّ عَدُوَّك مَن غَرَّك وَمَنَّاك.
أيُّها الأميرُ، اتَّقِ اللهَ؛ فإِنَّك أصبحتَ مُخَالِفًا للقومِ في الهدي والسيرةِ والعلانيةِ والسريرةِ، وأنت مع ذلك تَتَمَنَّى الأماني، وتُرْجِحُ في طَلَبِ العُذْرِ، والناس أصلحكَ اللهُ طالبانِ فطالبُ دُنيا، وطالِبُ آخرةٍ.
وايم اللهِ لقد أدركَ طالبُ الآخرةِ واستراحَ، وتَعِبَ الآخَرُ واخْتَرَمَ فاحذرْ أيُّها الأميرُ أَنْ تَشْقَى بِطَلَبِ الفَانِي، وتَرْكِ الباقي، فتكونَ مِن النَّادِمينَ، واعْلَمْ أَنَّ حَكيمًا قال :
أينَ المُلُوكُ التي عن حَظِّها غَفَلَتْ *** حتى سَقَاها بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيها
نعوذُ باللهِ مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ، ومِن الضّلالةِ بعدَ الهَدْيِ، لقد حُدِّثْتُ أيُّها الأميرُ عن بعضِ الصَّالحينَ أَنَّه كان يقولُ : كَفَى بالمرءِ خيانةً أَنْ يكون للخونةِ أَمِينًا، وعلى أعمالِهم مُعِينًا.

Twitter Facebook Whatsapp