الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ * هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
٢ فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ * بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
٣ وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ * بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
٤ لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ * أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
٥ وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَتْ * أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
٦ لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ * لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ
٧ خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرِي * أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ
٨ وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلا * أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ
٩ تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ * أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
١٠ وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في الـ * ـهَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ
١١ قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد * إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ
١٢ كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ * في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ
١٣ إِن خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بِآدابِ الوَغى * فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ
١٤ في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ * فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ
١٥ يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ * كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ
١٦ فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ * يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ
١٧ حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحًا * يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ
١٨ يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ * يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ
١٩ وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ * تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ
٢٠ رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ * وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ
٢١ فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ * وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ
٢٢ وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ * عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ
٢٣ تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها * تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ
٢٤ بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ * مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ
٢٥ فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى * راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ
٢٦ المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ * ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ
٢٧ مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم * مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ
٢٨ يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ * أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ
٢٩ خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً * وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ
٣٠ وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ * وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ
٣١ وَالطُرْقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا * وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ
٣٢ نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما * يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ
٣٣ وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها * فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ
٣٤ ما زِلتَ تَضرِبُهُمْ دِراكًا في الذُرى * ضَربًا كَأَنَّ السَيفَ فيهِ اِثنانِ
٣٥ خَصَّ الجَماجِمَ وَالوُجوهَ كَأَنَّما * جاءَتْ إِلَيكَ جُسومُهُمْ بِأَمانِ
٣٦ فَرَمَوا بِما يَرمونَ عَنهُ وَأَدبَروا * يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرنانِ
٣٧ يَغشاهُمُ مَطَرُ السَحابِ مُفَصَّلاً * بِمُثَقَّفٍ وَمُهَنَّدٍ وَسِنانِ
٣٨ حُرِموا الَّذي أَمِلوا وَأَدرَكَ مِنهُمُ * آمالَهُ مَن عادَ بِالحِرمانِ
٣٩ وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ * شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ
٤٠ هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ * كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني
٤١ وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمُ * فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ
٤٢ قَد سَوَّدَتْ شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُمْ * فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ
٤٣ وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني * فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ
٤٤ إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُمْ * كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ
٤٥ تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ * مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ
٤٦ رَفَعَتْ بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَتْ * قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ
٤٧ أَنسابُ فَخرِهِمُ إِلَيكَ وَإِنَّما * أَنسابُ أَصلِهِمُ إِلى عَدنانِ
٤٨ يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ * أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ
٤٩ فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري * وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح سيف الدولة عند منصرف من بلاد الروم

الصفحات

١ - الأبيات (١-٤) في صفحة (١٧٤)،
٢ - الأبيات (٥-٩) في صفحة (١٧٥)،
٣ - الأبيات (١٠-١٤) في صفحة (١٧٦)،
٤ - الأبيات (١٥-١٩) في صفحة (١٧٧)،
٥ - الأبيات (٢٠-٢٣) في صفحة (١٧٨)،
٦ - الأبيات (٢٤-٢٨) في صفحة (١٧٩)،
٧ - البيتان (٢٩-٣٠) في صفحة (١٨٠)،
٨ - الأبيات (٣١-٣٣) في صفحة (١٨١)،
٩ - الأبيات (٣٤-٣٨) في صفحة (١٨٢)،
١٠ - الأبيات (٣٩-٤٢) في صفحة (١٨٣)،
١١- الأبيات (٤٢-٤٦) في صفحة (١٨٤)،
١٢ - الأبيات (٤٧-٤٩) في صفحة (١٨٥)،

الرابط المختصر