الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ نَرى عِظَمًا بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ * وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُمُ
٢ وَمَن لُبُّهُ مَع غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ * وَمَن سِرُّهُ في جَفنِهِ كَيفَ يَكتُمُ
٣ وَلَمّا التَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا * غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ
٤ فَلَم أَرَ بَدرًا ضاحِكًا قَبلَ وَجهِها * وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتًا يَتَكَلَّمُ
٥ ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها * ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
٦ بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ * وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
٧ فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِيًا * وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
٨ أَثافٍ بِها ما بِالفُؤادِ مِنَ الصَلى * وَرَسمٌ كَجِسمي ناحِلٌ مُتَهَدِّمُ
٩ بَلَلتُ بِها رُدنَيَّ وَالغَيمُ مُسعِدي * وَعَبرَتُهُ صِرفٌ وَفي عَبرَتي دَمُ
١٠ وَلَو لَم يَكُن ما انهَلَّ في الخَدِّ مِن دَمي * لَما كانَ مُحمَرًّا يَسيلُ فَأَسقَمُ
١١ بِنَفسي الخَيالُ الزائِري بَعدَ هَجعَةٍ * وَقَولَتُهُ لي بَعدَنا الغُمضَ تَطعَمُ
١٢ سَلامٌ فَلَولا الخَوفُ وَالبُخلُ عِندَهُ * لَقُلتُ أَبو حَفصٍ عَلَينا المُسَلِّمُ
١٣ مُحِبُّ النَدى الصابي إِلى بَذلِ مالِهِ * صُبوًّا كَما يَصبو المُحِبُّ المُتَيَّمُ
١٤ وَأُقسِمُ لَولا أَنَّ في كُلِّ شَعرَةٍ * لَهُ ضَيغَمًا قُلنا لَهُ أَنتَ ضَيغَمُ
١٥ أَنَنقُصُهُ مِن حَظِّهِ وَهوَ زائِدٌ * وَنَبخَسُهُ وَالبَخسُ شَيءٌ مُحَرَّمُ
١٦ يَجِلُّ عَنِ التَشبيهِ لا الكَفُّ لُجَّةٌ * وَلا هُوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ
١٧ وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى * وَلا حَدُّهُ يَنبو وَلا يَتَثَلَّمُ
١٨ وَلا يُبرَمُ الأَمرُ الَّذي هُوَ حالِلٌ * وَلا يُحلَلُ الأَمرُ الَّذي هُوَ مُبرِمُ
١٩ وَلا يَرمَحُ الأَذيالُ مِن جَبَرِيَّةٍ * وَلا يَخدُمُ الدُنيا وَإِيّاهُ تَخدُمُ
٢٠ وَلا يَشتَهي يَبقى وَتَفنى هِباتُهُ * وَلا تَسلَمُ الأَعداءُ مِنهُ وَيَسلَمُ
٢١ أَلَذُّ مِنَ الصَهباءِ بِالماءِ ذِكرُهُ * وَأَحسَنُ مِن يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ
٢٢ وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِ شَكلُهُ * وَأَعوَزُ مِن مُستَرفِدٍ مِنهُ يُجرَمُ
٢٣ وَأَكثَرُ مِن بَعدِ الأَيادي أَيادِيًا * مِنَ القَطرِ بَعدَ القَطرِ وَالوَبلُ مُثجِمُ
٢٤ سَنِيُّ العَطايا لَو رَأى نَومَ عَينِهِ * مِنَ اللُؤمِ آلى أَنَّهُ لا يُهَوِّمُ
٢٥ وَلَو قالَ هاتوا دِرهَمًا لَم أَجُد بِهِ * عَلى سائِلٍ أَعيا عَلى الناسِ دِرهَمُ
٢٦ وَلَو ضَرَّ مَرءً قَبلَهُ ما يَسُرُّهُ * لاثَّرَ فيهِ بَأسُهُ وَالتَكَرُّمُ
٢٧ يُرَوّي بِكَالفِرصادِ في كُلِّ غارَةٍ * يَتامى مِنَ الأَغمادِ تُنضى فَتوتِمُ
٢٨ إِلى اليَومِ ما حَطَّ الفِداءُ سُروجَهُ * مُذُ الغَزوُ سارٍ مُسرَجُ الخَيلِ مُلجَمُ
٢٩ يَشُقُّ بِلادَ الرومِ وَالنَقعُ أَبلَقٌ * بِأَسيافِهِ وَالجَوُّ بِالنَقعِ أَدهَمُ
٣٠ إِلى المَلِكِ الطاغي فَكَم مِن كَتيبَةٍ * تُسايِرُ مِنهُ حَتفَها وَهيَ تَعلَمُ
٣١ وَمِن عاتِقٍ نَصرانَةٍ بَرَزَت لَهُ * أَسيلَةِ خَدٍّ عَن قَريبٍ سَتُلطَمُ
٣٢ صُفوفًا لِلَيثٍ في لُيوثٍ حُصونُها * مُتونُ المَذاكي وَالوَشيجُ المُقَوَّمُ
٣٣ تَغيبُ المَنايا عَنهُمُ وَهوَ غائِبٌ * وَتَقدَمُ في ساحاتِهِم حينَ يَقدَمُ
٣٤ أَجِدَّكَ ما تَنفَكُّ عانٍ تَفُكُّهُ * عُمَ ابنَ سُلَيمانَ وَمالٌ تُقَسِّمُ
٣٥ مُكافيكَ مَن أَولَيتَ دينَ رَسولِهِ * يَدًا لا تُؤَدّي شُكرَها اليَدُ وَالفَمُ
٣٦ عَلى مَهَلٍ إِن كُنتَ لَستَ بِراحِمٍ * لِنَفسِكَ مِن جودٍ فَإِنَّكَ تُرحَمُ
٣٧ مَحَلُّكَ مَقصودٌ وَشانيكَ مُفحَمُ * وَمِثلُكَ مَفقودٌ وَنَيلُكَ خِضرِمُ
٣٨ وَزارَكَ بي دونَ المُلوكِ تَحَرُّجي * إِذا عَنَّ بَحرٌ لَم يَجُز لي التَيَمُّمُ
٣٩ فَعِش لَو فَدى المَملوكُ رَبًّا بِنَفسِهِ * مِنَ المَوتِ لَم تُفقَد وَفي الأَرضِ مُسلِمُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح عمر بن سليمان الشيباني، وهو يومئذ يتولى الفداء بين العرب والروم

الصفحات

١ - الأبيات (١-٤) في صفحة (٨١)،
٢ - الأبيات (٥-٧) في صفحة (٨٢)،
٣ - الأبيات (٨-١١) في صفحة (٨٣)،
٤ - الأبيات (١٢-١٦) في صفحة (٨٤)،
٥ - الأبيات (١٧-١٩) في صفحة (٨٥)،
٦ - الأبيات (٢٠-٢٣) في صفحة (٨٦)،
٧ - الأبيات (٢٤-٢٨) في صفحة (٨٧)،
٨ - البيت (٢٩) في صفحة (٨٨)،
٩ - الأبيات (٣٠-٣٤) في صفحة (٨٩)،
١٠ - الأبيات (٣٥-٣٧) في صفحة (٩٠)،
١١ - البيتان (٣٨-٣٩) في صفحة (٩١)،

الرابط المختصر