١ |
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا |
* |
لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا |
٢ |
صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ |
* |
لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا |
٣ |
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني |
* |
وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا |
٤ |
صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً |
* |
وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا |
٥ |
رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن |
* |
سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا |
٦ |
كانَ مِن هَمِّ نَهاري راحَتي |
* |
وَنَدامايَ وَنَقلِيَ وَالشَرابا |
٧ |
إِن يَجِدني يَتَحَدَّث أَو يَجِد |
* |
مَلَلاً يَطوي الأَحاديثَ اقتِضابا |
٨ |
تَجِدُ الكُتبَ عَلى النَقدِ كَما |
* |
تَجِدُ الإِخوانَ صِدقًا وَكِذابا |
٩ |
فَتَخَيَّرها كَما تَختارُهُ |
* |
وَادَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا |
١٠ |
صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى |
* |
وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا |
١١ |
غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ |
* |
مِن كِتابِ اللهِ في الإِجلالِ قابا |
١٢ |
قَلِّبِ الإِنجيلَ وَانظُر في الهُدى |
* |
تَلقَ لِلتاريخِ وَزنًا وَحِسابا |
١٣ |
رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ |
* |
بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا |
١٤ |
وَاطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً |
* |
تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا |
١٥ |
عاشَ خَلقٌ وَمَضَوا ما نَقَصوا |
* |
رُقعَةَ الأَرضِ وَلا زادوا التُرابا |
١٦ |
أَخَذَ التاريخُ مِمّا تَرَكوا |
* |
عَمَلاً أَحسَنَ أَو قَولاً أَصابا |
١٧ |
وَمِنَ الإِحسانِ أَو مِن ضِدِّهِ |
* |
نَجَحَ الراغِبُ في الذِكرِ وَخابا |
١٨ |
مَثَلُ القَومِ نَسوا تاريخَهُمْ |
* |
كَلَقيطٍ عَيَّ في الناسِ انتِسابا |
١٩ |
أَو كَمَغلوبٍ عَلى ذاكِرَةٍ |
* |
يَشتَكي مِن صِلَةِ الماضي انقِضابا |
٢٠ |
يا أَبا الحُفّاظِ قَد بَلَّغتَنا |
* |
طِلبَةً بَلَّغَكَ اللَهُ الرِغابا |
٢١ |
لَكَ في الفَتحِ وَفي أَحداثِهِ |
* |
فَتَحَ اللهُ حَديثًا وَخِطابا |
٢٢ |
مَن يُطالِعهُ وَيَستَأنِس بِهِ |
* |
يَجِدِ الجِدَّ وَلا يَعدَمْ دِعابا |
٢٣ |
صُحُفٌ أَلَّفَتها في شِدَّةٍ |
* |
يَتَلاشى دونَها الفِكرُ انتِهابا |
٢٤ |
لُغَةُ الكامِلِ في استِرسالِهِ |
* |
وَابنُ خَلدونَ إِذا صَحَّ وَصابا |
٢٥ |
إِنَّ لِلفُصحى زِمامًا وَيَدًا |
* |
تَجنِبُ السَهلَ وَتَقتادُ الصَعابا |
٢٦ |
لُغَةُ الذِكرِ لِسانُ المُجتَبى |
* |
كَيفَ تَعيا بِالمُنادينَ جَوابا |
٢٧ |
كُلُّ عَصرٍ دارُها إِنْ صادَفَتْ |
* |
مَنزِلاً رَحبًا وَأَهلاً وَجَنابا |
٢٨ |
اِئتِ بِالعُمرانِ رَوضًا يانِعًا |
* |
وَادعُها تَجرِ يَنابيعَ عِذابا |
٢٩ |
لا تَجِئها بِالمَتاعِ المُقتَنى |
* |
سَرَقًا مِن كُلِّ قَومٍ وَنِهابا |
٣٠ |
سَل بِها أَندَلُسًا هَل قَصَّرَت |
* |
دونَ مِضمارِ العُلا حينَ أَهابا |
٣١ |
غُرِسَت في كُلِّ تُربٍ أَعجَمٍ |
* |
فَزَكَت أَصلاً كَما طابَت نِصابا |
٣٢ |
وَمَشَت مِشيَتَها لَم تَرتَكِب |
* |
غَيرَ رِجلَيها وَلَم تَحجِل غُرابا |
٣٣ |
إِنَّ عَصرًا قُمتَ تَجلوهُ لَنا |
* |
لَبِسَ الأَيّامَ دَجنًا وَضَبابا |
٣٤ |
المَماليكُ تَمَشّى ظُلمُهُمْ |
* |
ظُلُماتٍ كَدُجى اللَيلِ حِجابا |
٣٥ |
كُلُّهُمْ كافورُ أَو عَبدُ الخَنا |
* |
غَيرَ أَنَّ المُتَنَبّي عَنهُ خابا |
٣٦ |
وَلِكُلٍّ شيعَةٌ مِن جِنسِهِ |
* |
إِنَّ لِلشَرِّ إِلى الشَرِّ انجِذابا |
٣٧ |
ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها |
* |
غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا |
٣٨ |
زيدَتِ الأَخلاقُ فيهِ حائِطًا |
* |
فَاحتَمى فيها رِواقًا وَقِبابا |
٣٩ |
وَتَرى الأَعزالَ مِن أَشياخِهِ |
* |
صَيَّروهُ بِسِلاحِ الحَقِّ غابا |
٤٠ |
قَسَمًا لَولاهُ لَم يَبقَ بِها |
* |
رَجُلٌ يَقرَأُ أَو يَدري الكِتابا |
٤١ |
حَفِظَ الدينَ مَلِيًّا وَمَضى |
* |
يُنقِذُ الدُنيا فَلَم يَملِك ذَهابا |
٤٢ |
أوذِيَت هَيبَتُهُ مِن عَجزِهِ |
* |
وَقُصارى عاجِزٍ أَلا يُهابا |
٤٣ |
لَم تُغادِر قَلَمًا في راحَةٍ |
* |
دَولَةٌ ما عَرَفَت إِلا الحِرابا |
٤٤ |
أَقعَدَ اللَهُ الجَبرَتِيَّ لَها |
* |
قَلَمًا عَن غائِبِ الأَقلامِ نابا |
٤٥ |
خَبَّأَ الشَيخُ لَها في رُدنِهِ |
* |
مِرقَمًا أَدهى مِنَ الصِلِّ انسِيابا |
٤٦ |
مَلِكٌ لَم يُغضِ عَن سَيِّئَةٍ |
* |
يا لَهُ مِن مَلَكٍ يَهوى السِبابا |
٤٧ |
لا يَراهُ الظُلمُ في كاهِلِهِ |
* |
وَهوَ يَكوي كاهِلَ الظُلمِ عِقابا |
٤٨ |
صُحُفُ الشَيخِ وَيَومِيّاتُهُ |
* |
كَزَمانِ الشَيخِ سُقمًا وَاضطِرابا |
٤٩ |
مِن حَواشٍ كَجَليدٍ لَم يَذُب |
* |
وَفُصولٍ تُشبِهُ التِبرَ المُذابا |
٥٠ |
وَالجَبَرتِيُّ عَلى فِطنَتِهِ |
* |
مَرَّةً يَغبى وَحينًا يَتَغابى |
٥١ |
مُنصِفٌ ما لَم يَرُض عاطِفَةً |
* |
أَو يُعالِجُ لِهَوى النَفسِ غِلابا |
٥٢ |
وَإِذا الحَيُّ تَوَلّى بِالهَوى |
* |
سيرَةَ الحَيِّ بَغى فيها وَحابى |
٥٣ |
وَقعَةُ الأَهرامِ جَلَّت مَوقِعًا |
* |
وَتَعالَت في المَغازي أَن تُرابا |
٥٤ |
عِظَةُ الماضي وَمُلقى دَرسِهِ |
* |
لِعُقولٍ تَجعَلُ الماضي مَثابا |
٥٥ |
مِن بَناتِ الدَهرِ إِلا أَنَّها |
* |
تَنشُرُ الدَهرَ وَتَطويهِ كَعابا |
٥٦ |
وَمِنَ الأَيّامِ ما يَبقى وَإِن |
* |
أَمعَنَ الأَبطالُ في الدَهرِ احتِجابا |
٥٧ |
هِيَ مِن أَيِّ سَبيلٍ جِئتَها |
* |
غايَةٌ في المَجدِ لا تَدنو طِلابا |
٥٨ |
اُنظُرِ الشَرقَ تَجِدها صَرَّفَت |
* |
دَولَةَ الشَرقِ استِواءً وَانقِلابا |
٥٩ |
جَلَبَت خَيرًا وَشَرًّا وَسَقَت |
* |
أُمَمًا في مَهدِهِم شُهدًا وَصابا |
٦٠ |
في تصيبينَ لَبِسنا حُسنَها |
* |
وَعَلى التَلِّ لَبِسناها مَعابا |
٦١ |
إِنَّ سِربًا زَحَفَ النَسرُ بِهِ |
* |
قَطَعَ الأَرضَ بِطاحًا وَهِضابا |
٦٢ |
إِن تَرامَت بَلَدًا عِقبانُهُ |
* |
خَطَفَت تاجًا وَاصطادَت عُقابا |
٦٣ |
شَهِدَ الجَيزِيُّ مِنهُم عُصبَةً |
* |
لَبِسوا الغارَ عَلى الغارِ اغتِصابا |
٦٤ |
كَذِئابِ القَفرِ مِن طولِ الوَغى |
* |
وَاختِلافِ النَقعِ لَونًا وَإِهابا |
٦٥ |
قادَهُمْ لِلفَتحِ في الأَرضِ فَتًى |
* |
لَو تَأَنّى حَظَّهُ قادَ الصَحابا |
٦٦ |
غَرَّتِ الناسَ بِهِ نَكبَتُهُ |
* |
جَمَعَ الجُرحُ عَلى اللَيثِ الذُبابا |
٦٧ |
بَرَزَت بِالمَنظَرِ الضاحي لَهُمْ |
* |
فَيلَقٌ كَالزَهرِ حُسنًا وَالتِهابا |
٦٨ |
حُلِّيَ الفُرسانُ فيها جَوهَرًا |
* |
وَجَلالُ الخَيلِ دُرًّا وَذَهابا |
٦٩ |
في سِلاحٍ كَحُلِيِّ الغيدِ ما |
* |
لَمَسَت طَعنًا وَلا مَسَّت ضِرابا |
٧٠ |
طَرِحَت مِصرٌ فَكانَت مومِيا |
* |
بَينَ لِصَّينِ أَراداها جُذابا |
٧١ |
نالَها الأَعرَضُ ظَفَرًا مِنهُما |
* |
مِن ذِئابِ الحَربِ وَالأَطوَلُ نابا |
٧٢ |
وَبَنو الوادي رِجالاتُ الحِمى |
* |
وَقَفوا مِن ساقِهِ الجَيشَ ذُنابى |
٧٣ |
مَوقِفَ العاجِزِ مِن حِلفِ الوَغى |
* |
يَحرُسُ الأَحمالَ أَو يَسقي مُصابا |