الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَبعَدُ نَأيِ المَليحَةِ البَخَلُ * في البُعدِ ما لا تُكَلَّفُ الإِبلُ
٢ مَلولَةٌ ما يَدومُ لَيسَ لَها * مِن مَلَلٍ دائِمٍ بِها مَلَلُ
٣ كَأَنَّما قَدُّها إذا انفَتَلَتْ * سَكرانُ مِن خَمرِ طَرفِها ثَمِلُ
٤ يَجذِبُها تَحتَ خَصرِها عَجُزٌ * كَأَنَّهُ مِن فِراقِها وَجِلُ
٥ بي حَرُّ شَوقٍ إِلى تَرَشُّفِها * يَنفَصِلُ الصَبرُ حينَ يَتَّصِلُ
٦ الثَغرُ وَالنَحرُ وَالمُخَلخَلُ وَالـ * ـمِعصَمُ دائي وَالفاحِمُ الرَجِلُ
٧ وَمَهمَهٍ جُبتُهُ عَلى قَدَمي * تَعجِزُ عَنهُ العَرامِسُ الذُلُلُ
٨ بِصارِمي مُرتَدٍ بِمَخبُرَتي * مُجتَزِئٌ بِالظَلامِ مُشتَمِلُ
٩ إِذا صَديقٌ نَكِرتُ جانِبَهُ * لَم تُعيِني في فِراقِهِ الحِيَلُ
١٠ في سَعَةِ الخافِقَينِ مُضطَرَبٌ * وَفي بِلادٍ مِن أُختِها بَدَلُ
١١ وَفي اعتِمادِ الأَميرِ بَدرِ بنِ عَمـ * ـمارٍ عَنِ الشُغلِ بِالوَرى شُغُلُ
١٢ أَصبَحَ مالٌ كَمالُهُ لِذَوي الـ * ـحاجَةِ لا يُبتَدى وَلا يُسَلُ
١٣ هانَ عَلى قَلبِهِ الزَمانُ فَما * يَبينُ فيهِ غَمٌّ وَلا جَذَلُ
١٤ يَكادُ مِن طاعَةِ الحِمامِ لَهُ * يَقتُلُ مَن مادَنا لَهُ أَجَلُ
١٥ يَكادُ مِن صِحَّةِ العَزيمَةِ ما * يَفعَلُ قَبلُ الفِعالِ يَنفَعِلُ
١٦ تُعرَفُ في عَينِهِ حَقائِقُهُ * كَأَنَّهُ بِالذَكاءِ مُكتَحِلُ
١٧ أُشفِقُ عِندَ اتِّقادِ فِكرَتِهِ * عَلَيهِ مِنها أَخافُ يَشتَعِلُ
١٨ أَغَرُّ أَعداؤُهُ إِذا سَلِموا * بِالهَرَبِ استَكبَروا الَّذي فَعَلوا
١٩ يُقْبِلُهُمْ وَجهَ كُلِّ سابِحَةٍ * أَربَعُها قَبلَ طَرفِها تَصِلُ
٢٠ جَرداءَ مِلءِ الحِزامِ مُجفَرَةٍ * تَكونُ مِثلَي عَسيبِها الخُصَلُ
٢١ إِن أَدبَرَت قُلتَ لا تَليلَ لَها * أَو أَقبَلَت قُلتَ ما لَها كَفَلُ
٢٢ وَالطَعنُ شَزرٌ وَالأَرضُ واجِفَةٌ * كَأَنَّما في فُؤادِها وَهَلُ
٢٣ قَد صَبَغَت خَدَّها الدِماءُ كَما * يَصبُغُ خَدَّ الخَريدَةِ الخَجَلُ
٢٤ وَالخَيلُ تَبكي جُلودُها عَرَقًا * بِأَدمُعٍ ما تَسُحُّها مُقَلُ
٢٥ سارٍ وَلا قَفرَ في مَواكِبِهِ * كَأَنَّما كُلُّ سَبسَبٍ جَبَلُ
٢٦ يَمنَعُها أَن يُصيبَها مَطَرٌ * شِدَّةُ ما قَد تَضايَقَ الأَسَلُ
٢٧ يا بَدرُ يا بَحرُ يا عَمامَةُ يا * لَيثَ الشَرى يا حِمامُ يا رَجُلُ
٢٨ إِنَّ البَنانَ الَّذي تُقَلِّبُهُ * عِندَكَ في كُلِّ مَوضِعٍ مَثَلُ
٢٩ إِنَّكَ مِن مَعشَرٍ إِذا وَهَبوا * ما دونَ أَعمارِهِمْ فَقَد بَخَلوا
٣٠ قُلوبُهُمْ في مَضاءِ ما اِمتَشَقوا * قاماتُهُم في تَمامِ ما اِعتَقَلوا
٣١ أَنتَ نَقيضُ اِسمِهِ إِذا اختَلَفَت * قَواضِبُ الهِندِ وَالقَنا الذُبُلُ
٣٢ أَنتَ لِعَمري البَدرُ المُنيرُ وَلَـ * ـكِنَّكَ في حَومَةِ الوَغى زُحَلُ
٣٣ كَتيبَةٌ لَستَ رَبَّها نَفَلٌ * وَبَلدَةٌ لَستَ حَليَها عُطُلُ
٣٤ قُصِدتَ مِن شَرقِها وَمَغرِبِها * حَتّى اشتَكَتكَ الرِكابُ وَالسُبُلِ
٣٥ لَم تُبقِ إِلا قَليلَ عافِيَةٍ * قَد وَفَدَت تَجتَدِيكَها العِلَلُ
٣٦ عُذرُ المَلومَينِ فيكَ أَنَّهُما * آسٍ جَبانٌ وَمِبضَعٌ بَطَلُ
٣٧ مَدَدتَ في راحَةِ الطَبيبِ يَدًا * وَما دَرى كَيفَ يُقطَعُ الأَمَلُ
٣٨ إِن يَكُنِ البَضعُ ضَرَّ باطِنَها * فَرُبَّما ضَرَّ ظَهرَها القُبَلُ
٣٩ يَشُقُّ في عِرقِها الفِصادُ وَلا * يَشُقُّ في عِرقِ جودِها العَذَلُ
٤٠ خامَرَهُ إِذ مَدَدتَها جَزَعٌ * كَأَنَّهُ مِن حَذافَةٍ عَجِلُ
٤١ جازَ حُدودَ اِجتِهادِهِ فَأَتى * غَيرَ اجتِهادٍ لأُمِّهِ الهَبَلُ
٤٢ أَبلَغُ ما يُطلَبُ النَجاحُ بِهِ الـ * ـطَبعُ وَعِندَ التَعَمُّقِ الزَلَلُ
٤٣ اِرثِ لَها إِنَّها بِما مَلَكَتْ * وَبِالَّذي قَد أَسَلتَ تَنهَمِلُ
٤٤ مِثلُكَ يا بَدرُ لا يَكونُ وَلا * تَصلُحُ إِلا لِمِثلِكَ الدُوَلُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح بدر بن عمار وقد فصد لعلة

الصفحات

١ - البيتان (١-٢) في صفحة (٢٠٩)،
٢ - الأبيات (٣-٥) في صفحة (٢١٠)،
٣ - الأبيات (٦-٩) في صفحة (٢١١)،
٤ - الأبيات (١٠-١٣) في صفحة (٢١٢)،
٥ - الأبيات (١٤-١٩) في صفحة (٢١٣)،
٦ - الأبيات (٢٠-٢٣) في صفحة (٢١٤)،
٧ - الأبيات (٢٤-٢٧) في صفحة (٢١٥)،
٨ - الأبيات (٢٨-٣٢) في صفحة (٢١٦)،
٩ - البيتان (٣٣-٣٤) في صفحة (٢١٧)،
١٠ - الأبيات (٣٥-٣٨) في صفحة (٢١٨)،
١١ - البيت (٣٩) في صفحة (٢١٩)،
١٢ - الأبيات (٤٠-٤٤) في صفحة (٢٢٠)،

الرابط المختصر