الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ نَأَتْ بِسُعَادَ عَنْكَ نَوًى شَطُونُ * فَبَانَتْ والفُؤَادُ بِهَا رَهِينُ
٢ بِنَبْلٍ غيرِ مُطَّلَبٍ إليها * ولكنَّ الحَوَائِنَ قَدْ تَحِينُ
٣ عَدَتْنَا مِن زِيَارَتِها العَوَادِي * وَحَالَتْ بَيْنَنَا حَرْبٌ زَبُونُ
٤ وَحَلَّتْ في بَنِي القَيْنِ بنِ جَسْرٍ * فَقَدْ نَبَغَتْ لَنَا مِنهمْ شُؤُونُ
٥ فَكيفَ مَزَارُها إِلاَّ بِعَقْدٍ * مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُهُ الخَؤُونُ
٦ فَإِنْ تَكُ قَدْ نَأَتْ وَنَأَيْتَ عَنْهَا * وَأَصْبَحَ وَاهِيًا حَبْلٌ مَتِينُ
٧ فَكُلُّ قَرِينَةٍ وَمَقَرِّ إِلْفٍ * مُفَارِقُهُ إلى الشَّحَطِ القَرِينُ
٨ وكلُّ فَتًى وَإِنْ أَمْشَى وَأَثْرَى * سَتُخْلِجُهُ عنِ الدُّنيا مَنُونُ
٩ سَأَرْعَى كلَّ ما اسْتُودِعْتُ جَهْدِي * وَقَدْ يَرْعَى أَمَانَتَهُ الأَمِينُ
١٠ عَرَفْتُ لها مَنَازِلَ مُقْفِرَاتٍ * تُعَفِّيها مُذَعْذَعَةٌ حَنُونُ
١١ بِمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فِيهِ * حَنِينَ الجُلْبِ في البَلَدِ السَّنِينِ
١٢ وَيُعْقِبُها فَيَسْهَكُهَا مُلِثٌّ * صَدُوقُ الرَّعْدِ مُنْكَبٌ هَتُونُ
١٣ وَقَدْ تَغْنَى بها والدَّهْرُ ضَافٍ * لَهُ وَرَقٌ تَمِيدُ بِهِ الغُصُونُ
١٤ أَصَاحِ تَرَى وأنتَ إِذْن بَصِيرٌ * حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ
١٥ كَأَنَّ حُدُوجَهُمْ في الآلِ ظُهْرًا * إذا أَفْرَعْنَ مِن نَشَزٍ سَفِينُ
١٦ أو النَّخَلاتُ مِن جَبَّارِ قُرْحٍ * تَرَبَّبَهُنَّ يَعْبُوبٌ مَعِينُ
١٧ قَطِينُ الدَّارِ جِزْعَ عُرَيْتِنَاتٍ * فَجِزْعَ أَرِيكَ فَانْتَقَلَ القَطِينُ
١٨ فَلأْيًا بعدَ لأَيٍ أَلْحَقَتْنِي * بِأُولَى الظَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ أَمُونُ
١٩ زَفُوفُ الرِّجْلِ طَامِحَةٌ يَدَاهَا * إذا اتَّقَدَ الصَّحَاصِحُ والصُّحُونُ
٢٠ تُشِيحُ على الفَلاةِ فَتَعْتَلِيها * بِبَوْعِ القِدْرِ إذا قَلِقَ الوَضِينُ
٢١ كَأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَذُوفٌ * مِن الجَوْنِيِّ هَادِيَةٌ عَنُونُ
٢٢ نَحُوصٌ قد تَفَلَّقَ فَائِلاها * كَأَنَّ سَرَاتَها سُبَدٌ دَهِينُ
٢٣ رَبَاعٌ قَدْ أَضَرَّ بِهَا رَبَاعٌ * بِذَاتِ الجِزْعِ مِشْحَاجٌ شَنُونُ
٢٤ مِن المُتَعَرِّضَاتِ بِعَيْنِ نَخْلٍ * كَأَنَّ بَيَاضِ لَبَّتِهِ سَدِينُ
٢٥ كَقَوْسِ المَاسِخِيِّ يَرِنُّ فيها * مِن الشَّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَنِينُ
٢٦ تَرَبَّعَتِ الشِّهَاقَ فَجَانِبَيْهِ * ولاقاها مِن الصَّمَّانِ عُونُ
٢٧ نَهَزْنَ البَقْلِ بالقِيعَانِ حتى * تَغَالى النَّبْتُ والتَقَتِ البُطُونُ
٢٨ كَأَنَّ شُوَاظَهُنَّ بِجَانِبَيْهِ * نُحَاسُ الصُّفْرِ تَضْرِبُهُ القُيُونُ
٢٩ يُسَوِّقُها على الأَشْرَافِ صَعْلٌ * كَرَبِّ الذَّوْدِ أَشْأَزَهُ الدُّيُونُ
٣٠ تَأَوَّبَنِي بِيَعْمَلَةَ اللَّواتِي * مَنَعْنَ النَّومَ إذْ هَدَأَتْ عُيُونُ
٣١ كَأَنَّ الهَمَّ ليس يُرِيدُ غَيْرِي * ولو أَمْسَى بها شَتَّى هُدُونُ
٣٢ وقالَ الشَّامِتُونَ هَوَى زِيَادٌ * لكلِّ مَنِيَّةٍ سَبَبٌ مُبِينُ
٣٣ حَلَفْتُ بِمَا تُسَاقُ لَهُ الهَدَايَا * على التَّأْوِيبِ يَعْصِمُها الدَّرِينُ
٣٤ وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ بكلِّ سَهْبٍ * بِشُعْثِ القَوْمِ مَوْعِدُها الحَجُونُ
٣٥ لو اخْتَانَتْكَ مِنِّي ذاتُ خَمْسٍ * يَمِينِي لم تُصَاحِبْنِي يَمِينِي
٣٦ أَتَانِي أَنَّ دَاهِيَةً نَآدَى * على شَحَطٍ أَتَاكَ بها مَيُونُ
٣٧ فَبِتُّ كَأَنَّنِي حَرِجٌ لَعِينٌ * نَفَاهُ النَّاسُ أو دَنِفٌ طَعِينُ
٣٨ أُقَلِّبَ أَظْهٌرًا أَمْرِي بُطُونًا * وهل تُغْنِي مِن الخَوفِ الفُنُونُ
٣٩ أَغَيْرَكَ مَعْقِلاً أَبْغِي وَحِصْنًا * فَأَعْيَتْنِي المَعَاقِلُ والحُصُونُ
٤٠ فَجِئْتُكَ عَارِيًا خَلِقًا ثِيَابِي * على خَوْفٍ تَظُنُّ بِيَ الظُّنُونُ
٤١ يَخُبُّ بِيَ الكُمَيْتُ قَلِيلَ وَفْرٍ * أذَكَّر بالأُمُورِ وَأَسْتَعِينُ
٤٢ فَأَلْفَيْتُ الأَمَانَةَ لم تَخُنْهَا * كذلك كانَ نُوحٌ لا يَخُونُ
٤٣ فِدَاءٌ ما تُقِلُّ النَّعْلُ مِنِّي * وما أَحْوَى ولو رَغِمَ الظُّنُونُ
٤٤ فَمَا وَخَدَتْ بِمِثْلِكِ ذاتُ غَرْبٍ * حَطُوطٌ في الزِّمَامِ ولا لَجُونُ
٤٥ أَبَرَّ بِذِمَّةٍ وَأَعَزَّ جَارًا * إذا جَعَلَتْ عُرَى مَلِكٍ تَلِينُ
٤٦ بُعِثْتَ على البَرِيَّةِ خيرَ رَاعٍ * فَأَنْتَ إِمَامُها والنَّاسُ دِينُ
٤٧ نَكونُ رَعِيَّةً ما دُمْتَ حَيًّا * وَنَهْبًا بعدَ مَوْتِكَ ما نكونُ
٤٨ وَأَنْتَ الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيهِ * وأنتَ السُّمُّ خَالَطَهُ البُرونُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

من زيادات ابن السكيت

الرابط المختصر