الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَلاَ بَكَرتْ عِرْسِي تَلُوم وتَعْذُلُ * وغيرُ الذي قالتْ أعفُّ وأجملُ
٢ ولَمَّا رأتْ رأسي تبدَّلَ لونُهُ * بَيَاضًا عن اللونِ الذي كان أَوَّلُ
٣ أَرَنَّتْ مِن الشَّيْبِ العَجِيبِ الذي رأتْ * وهل أَنتِ منِّي وَيْبَ غَيْرِك أَمْثَلُ
٤ كِلانَا عَلَتْهُ كِبْرَةٌ فَكَأَنَّما * رَمَتْهُ سِهَامٌ في المَفَارِقِ نُصَّلُ
٥ وقد أَشْهَدُ الكأسَ الرَوِيَّةَ لاهِيًا * أُعَلُّ قُبَيلَ الصُّبحِ منها وأُنْهَلُ
٦ يُنَازِعُنِيها لَيِّنٌ غيرُ فاحِشٍ * مُبَادِرُ غاياتِ التِّجارِ مُعَذِّلُ
٧ إذا غلَبتْهُ الكأسُ لا مُتَعبِّسُ * حَصُورٌ ولا مِن دونِها يَتَبَسَّلُ
٨ وليس خَلِيلي بالمَلُولِ ولا الَّذِي * يلومُ على البُخْلِ البَخِيلَ ويَبْخَلُ
٩ لنا حَاجَةٌ في صَرْحَةِ الحَيِّ بعدَما * بَدَا لهمُ أَنْ يَظْعَنوا فتَحَمَّلُوا
١٠ نَشَاوَى نَدِيمُ الكأسِ منا مُرنَّحٌ * وعِيسٌ مُنَاخاتٌ عليهنَّ أَرْحُلُ
١١ وحَجْلٌ سَلِيمٌ قَدْ كشَفْنا جِلاَلَه * وآخَرُ في أَنْضَاءِ مَسْحٍ مُسَرْبَلُ
١٢ وصَرْمَاءَ مِذْكَارٍ كأنَّ دَوِيَّها * بُعَيدَ جَنَانِ الّليلِ مِمَّا يُخَيَّلَ
١٣ حَدِيثُ أُنَاسِيٍّ فَلَمَّا سَمِعْتُهُ * إذا ليسَ فيه ما أَبِينُ فأَعْقِلُ
١٤ قطَعْتُ يُمَاشِينِي بها مُتَضَائِلٌ * مِن الطُّلْسِ أحيانًا يَخُبُّ ويَعْسِلُ
١٥ يُحِبُّ دُنُوَّ الإِنْسِ منهُ وما بِهِ * إلى أَحَدٍ يومًا مِن الإنسِ مَنْزِلُ
١٦ تَقَرَّبَ حتى قُلْتُ لم يَدْنُ هكذا * مِن الإنسِ إِلاَّ جَاهِلٌ أو مُضَلَّلُ
١٧ مَدَى النَّبْلِ تَغْشَانِي إذا ما زَجَرْتُهُ * قُشَعْرِيرَةٌ مِن وَجْهِهِ وهو مُقْبِلُ
١٨ إذا ما عَوَى مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ جَاوبَتْ * مَسَامِعُهُ فَاهُ على الزَّادِ مُعْوِلُ
١٩ كَسُوبٌ إلى أَنْ شَبَّ مِن كَسْبِ وَاحِدٍ * مُحَالِفُهُ الإِقْتَارُ لا يَتَمَوَّلُ
٢٠ كأنَّ دُخَانَ الرِّمْثِ خَالَطَ لَوْنَهُ * يُغَلُّ بِهِ مِن بَاطِنٍ ويُجَلَّلُ
٢١ بَصِيرٌ بأدغالِ الضَّراءِ إذا خَدَا * يَعِيلُ ويَخْفَى بالجَهَاد ويَمْثُلُ
٢٢ تَرَاه سَمِينًا ما شَتَا وكأَنَّهُ * حَمِيٌّ إذا ما صافَ أو هو أَهْزَلُ
٢٣ كأَنَّ نَسَاهُ شِرْعَةٌ وَكَأَنَّهُ * إذا ما تَمَطَّى وِجْهَةَ الرِّيحِ مِحْمَلُ
٢٤ وحَمْشٌ بَصِيرٌ المُقْلَتيْنِ كأنَّهُ * إذا ما مشَى مُسْتكرِهَ الرِّيحِ أقْزَلُ
٢٥ يكاد يَرَى ما لا تَرَى عينُ واحِدٍ * يُثيرُ له ما غَيَّبَ التُّرْبُ مِعْوَلُ
٢٦ إذا حَضَرَانِي قُلْتُ لو تَعْلَمَانِهِ * أَلَمْ تَعْلَمَا أَنِّي مِن الزَّادِ مُرْمِلُ
٢٧ غُرَابٌ وذِئْبٌ يَنْظَرَانِ متى أَرَى * مُنَاخُ مَبِيتٍ أو مَقِيلاً فَأَنْزِلُ
٢٨ أَغَارَا على ما خَيَّلَتْ وَكِلاهما * سَيُخْلِفُهُ مِنِّي الذي كانَ يَأْمَلُ
٢٩ كأنَّ شُجَاعَيْ رَمْلَةٍ دَرَجَا مَعًا * فمَرَّا بنا لَوْلاَ وقوفٌ ومَنْزَلُ
٣٠ فَلَمْ يَجِدَا إِلاَّ مُنَاخَ مَطِيَّةٍ * تَجَافَى بها زَوْرٌ نَبِيلٌ وَكَلْكَلُ
٣١ ومَضْرَبَها تحتَ الحَصَى بِجرَانِها * ومَثْنَى نَوَاجٍ لم يَخُنْهُنَّ مِفْصَلُ
٣٢ وأَتْلَعَ يُلْوَى بالجَدِيل كأنَّهُ * عَسِيبٌ سَقَاهُ مِن سُمَيحَةَ جَدْولُ
٣٣ ومَوْضِعَ طُولِيٍّ وأَحْنَاءَ قاتِرٍ * يَئِطُّ إذا ما شُدَّ بالنِّسْعِ مِن عَلُ
٣٤ وسُمْرٌ ظِمَاءٌ واتَرَتْهُنَّ بعدَما * مَضَتْ هَجْعةٌ مِن آخرِ اللّيلِ ذُبَّلُ
٣٥ سَفَى فَوقهنَّ التُّرْبَ ضافٍ كأَنَّهُ * على الفَرْجِ والحاذَيْنِ قِنْوٌ مُذَلَّلُ
٣٦ ومُضْطَمِرٌ مِن خَاشِعِ الطَّرْفِ خَائِفٌ * لِمَا تَضَعُ الأرضُ القَوَاءُ وتَحْمِلُ
٣٧ أَنَخْتُ قَلُوصِي واكْتَلأْتُ بِعَيْنِهَا * وآمَرْتُ نَفْسِي أيَّ أمْرَيَّ أفعَلُ
٣٨ أَأَكْلَؤُها خَوْفَ الحَوَادِثِ إِنَّها * تَرِيبُ على الإنسانِ أَمْ أَتَوَكَّلُ
٣٩ فأَقْسَمْتُ بالرَّحمنِ لا شيءَ غَيْرُهُ * يَمِينَ امرئٍ بَرٍّ ولا أَتَحلَّلُ
٤٠ لأَسْتَشْعِرَنْ أعْلى دَرِيسَيَّ مُسْلِمًا * لوَجْهِ الذي يُحْيِي الأَنَامَ ويَقْتُلُ
٤١ هو الحَافِظُ الوَسْنانَ باللّيل مَيِّتًا * على أَنَّهُ حَيُّ من النوْمِ مثقلُ
٤٢ مِن الأَسْودِ السَّارِي وَإِنْ كان ثَائِرًا * على حَدِّ نَابَيْهِ السِّمَامُ المُثَمِّلُ
٤٣ فَلَمَّا اسْتَدَارَ الفَرْقَدَانِ زَجَرْتُهَا * وَهَبَّ سِمَاكٌ ذو سِلاَحٍ وأعْزَلُ
٤٤ فحَطَّتْ سَرِيعًا لم يَخُنْها فُؤَادُها * ولا عَيْنُها مِن خَشْيةِ السَّوْطِ تَغْفُلُ
٤٥ يُقَطِّعُ سَيْرَ النَّاعِجاتِ ذَمِيلُها * نَجَاءً اذا اخْتَبَّ النَّجَاءُ المُعَوِّلُ
٤٦ مُنَفَّجَةُ الدَّفًّينُ طُيِّن لَحْمُهَا * كَمَا طِينَ بالضَّاحِي مِن اللِّبْنِ مَِجْدَلُ
٤٧ وَدَفٌّ لَهَا مِثْلُ الصَّفَاةِ وَمِرْفَقٌ * عن الزَّوْرِ مَفْتُولُ المُشَاشةِ أَفْتَلُ
٤٨ وَسَالِفَةٌ رَيَّا يُبَلُّ جَدِيلُها * إذا ما عَلاَها مَاؤُها المُتَبَزِّلُ
٤٩ وَصَافِيةٌ تَنْفِي القَذَاةَ كَأَنَّها * على الأَيْنِ يَجْلُوها جِلاَءٌ وتُكْحَلُ
٥٠ فمَنْ للقَوَافِي شانَها مَنْ يَحُوكُها * إذا ما ثَوَى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْوَلُ
٥١ يقولُ فلا يَعْيَا بشيءٍ يقولُهُ * ومِنْ قَائِلِيها مَنْ يُسِيءُ وَيَعْمَلُ
٥٢ يُقَوِّمُها حتى تَقُومَ مُتُونُها * فيَقْصُرُ عنها كلُّ ما يُتَمَثَّلُ
٥٣ كَفَيْتُكَ لا تَلْقَى مِن النَّاسِ شَاعِرًا * تَنَخَّلَ منها مثلَ ما أَتَنَخَّلُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر