١ |
أَلاَ بَكَرتْ عِرْسِي تَلُوم وتَعْذُلُ |
* |
وغيرُ الذي قالتْ أعفُّ وأجملُ |
٢ |
ولَمَّا رأتْ رأسي تبدَّلَ لونُهُ |
* |
بَيَاضًا عن اللونِ الذي كان أَوَّلُ |
٣ |
أَرَنَّتْ مِن الشَّيْبِ العَجِيبِ الذي رأتْ |
* |
وهل أَنتِ منِّي وَيْبَ غَيْرِك أَمْثَلُ |
٤ |
كِلانَا عَلَتْهُ كِبْرَةٌ فَكَأَنَّما |
* |
رَمَتْهُ سِهَامٌ في المَفَارِقِ نُصَّلُ |
٥ |
وقد أَشْهَدُ الكأسَ الرَوِيَّةَ لاهِيًا |
* |
أُعَلُّ قُبَيلَ الصُّبحِ منها وأُنْهَلُ |
٦ |
يُنَازِعُنِيها لَيِّنٌ غيرُ فاحِشٍ |
* |
مُبَادِرُ غاياتِ التِّجارِ مُعَذِّلُ |
٧ |
إذا غلَبتْهُ الكأسُ لا مُتَعبِّسُ |
* |
حَصُورٌ ولا مِن دونِها يَتَبَسَّلُ |
٨ |
وليس خَلِيلي بالمَلُولِ ولا الَّذِي |
* |
يلومُ على البُخْلِ البَخِيلَ ويَبْخَلُ |
٩ |
لنا حَاجَةٌ في صَرْحَةِ الحَيِّ بعدَما |
* |
بَدَا لهمُ أَنْ يَظْعَنوا فتَحَمَّلُوا |
١٠ |
نَشَاوَى نَدِيمُ الكأسِ منا مُرنَّحٌ |
* |
وعِيسٌ مُنَاخاتٌ عليهنَّ أَرْحُلُ |
١١ |
وحَجْلٌ سَلِيمٌ قَدْ كشَفْنا جِلاَلَه |
* |
وآخَرُ في أَنْضَاءِ مَسْحٍ مُسَرْبَلُ |
١٢ |
وصَرْمَاءَ مِذْكَارٍ كأنَّ دَوِيَّها |
* |
بُعَيدَ جَنَانِ الّليلِ مِمَّا يُخَيَّلَ |
١٣ |
حَدِيثُ أُنَاسِيٍّ فَلَمَّا سَمِعْتُهُ |
* |
إذا ليسَ فيه ما أَبِينُ فأَعْقِلُ |
١٤ |
قطَعْتُ يُمَاشِينِي بها مُتَضَائِلٌ |
* |
مِن الطُّلْسِ أحيانًا يَخُبُّ ويَعْسِلُ |
١٥ |
يُحِبُّ دُنُوَّ الإِنْسِ منهُ وما بِهِ |
* |
إلى أَحَدٍ يومًا مِن الإنسِ مَنْزِلُ |
١٦ |
تَقَرَّبَ حتى قُلْتُ لم يَدْنُ هكذا |
* |
مِن الإنسِ إِلاَّ جَاهِلٌ أو مُضَلَّلُ |
١٧ |
مَدَى النَّبْلِ تَغْشَانِي إذا ما زَجَرْتُهُ |
* |
قُشَعْرِيرَةٌ مِن وَجْهِهِ وهو مُقْبِلُ |
١٨ |
إذا ما عَوَى مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ جَاوبَتْ |
* |
مَسَامِعُهُ فَاهُ على الزَّادِ مُعْوِلُ |
١٩ |
كَسُوبٌ إلى أَنْ شَبَّ مِن كَسْبِ وَاحِدٍ |
* |
مُحَالِفُهُ الإِقْتَارُ لا يَتَمَوَّلُ |
٢٠ |
كأنَّ دُخَانَ الرِّمْثِ خَالَطَ لَوْنَهُ |
* |
يُغَلُّ بِهِ مِن بَاطِنٍ ويُجَلَّلُ |
٢١ |
بَصِيرٌ بأدغالِ الضَّراءِ إذا خَدَا |
* |
يَعِيلُ ويَخْفَى بالجَهَاد ويَمْثُلُ |
٢٢ |
تَرَاه سَمِينًا ما شَتَا وكأَنَّهُ |
* |
حَمِيٌّ إذا ما صافَ أو هو أَهْزَلُ |
٢٣ |
كأَنَّ نَسَاهُ شِرْعَةٌ وَكَأَنَّهُ |
* |
إذا ما تَمَطَّى وِجْهَةَ الرِّيحِ مِحْمَلُ |
٢٤ |
وحَمْشٌ بَصِيرٌ المُقْلَتيْنِ كأنَّهُ |
* |
إذا ما مشَى مُسْتكرِهَ الرِّيحِ أقْزَلُ |
٢٥ |
يكاد يَرَى ما لا تَرَى عينُ واحِدٍ |
* |
يُثيرُ له ما غَيَّبَ التُّرْبُ مِعْوَلُ |
٢٦ |
إذا حَضَرَانِي قُلْتُ لو تَعْلَمَانِهِ |
* |
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنِّي مِن الزَّادِ مُرْمِلُ |
٢٧ |
غُرَابٌ وذِئْبٌ يَنْظَرَانِ متى أَرَى |
* |
مُنَاخُ مَبِيتٍ أو مَقِيلاً فَأَنْزِلُ |
٢٨ |
أَغَارَا على ما خَيَّلَتْ وَكِلاهما |
* |
سَيُخْلِفُهُ مِنِّي الذي كانَ يَأْمَلُ |
٢٩ |
كأنَّ شُجَاعَيْ رَمْلَةٍ دَرَجَا مَعًا |
* |
فمَرَّا بنا لَوْلاَ وقوفٌ ومَنْزَلُ |
٣٠ |
فَلَمْ يَجِدَا إِلاَّ مُنَاخَ مَطِيَّةٍ |
* |
تَجَافَى بها زَوْرٌ نَبِيلٌ وَكَلْكَلُ |
٣١ |
ومَضْرَبَها تحتَ الحَصَى بِجرَانِها |
* |
ومَثْنَى نَوَاجٍ لم يَخُنْهُنَّ مِفْصَلُ |
٣٢ |
وأَتْلَعَ يُلْوَى بالجَدِيل كأنَّهُ |
* |
عَسِيبٌ سَقَاهُ مِن سُمَيحَةَ جَدْولُ |
٣٣ |
ومَوْضِعَ طُولِيٍّ وأَحْنَاءَ قاتِرٍ |
* |
يَئِطُّ إذا ما شُدَّ بالنِّسْعِ مِن عَلُ |
٣٤ |
وسُمْرٌ ظِمَاءٌ واتَرَتْهُنَّ بعدَما |
* |
مَضَتْ هَجْعةٌ مِن آخرِ اللّيلِ ذُبَّلُ |
٣٥ |
سَفَى فَوقهنَّ التُّرْبَ ضافٍ كأَنَّهُ |
* |
على الفَرْجِ والحاذَيْنِ قِنْوٌ مُذَلَّلُ |
٣٦ |
ومُضْطَمِرٌ مِن خَاشِعِ الطَّرْفِ خَائِفٌ |
* |
لِمَا تَضَعُ الأرضُ القَوَاءُ وتَحْمِلُ |
٣٧ |
أَنَخْتُ قَلُوصِي واكْتَلأْتُ بِعَيْنِهَا |
* |
وآمَرْتُ نَفْسِي أيَّ أمْرَيَّ أفعَلُ |
٣٨ |
أَأَكْلَؤُها خَوْفَ الحَوَادِثِ إِنَّها |
* |
تَرِيبُ على الإنسانِ أَمْ أَتَوَكَّلُ |
٣٩ |
فأَقْسَمْتُ بالرَّحمنِ لا شيءَ غَيْرُهُ |
* |
يَمِينَ امرئٍ بَرٍّ ولا أَتَحلَّلُ |
٤٠ |
لأَسْتَشْعِرَنْ أعْلى دَرِيسَيَّ مُسْلِمًا |
* |
لوَجْهِ الذي يُحْيِي الأَنَامَ ويَقْتُلُ |
٤١ |
هو الحَافِظُ الوَسْنانَ باللّيل مَيِّتًا |
* |
على أَنَّهُ حَيُّ من النوْمِ مثقلُ |
٤٢ |
مِن الأَسْودِ السَّارِي وَإِنْ كان ثَائِرًا |
* |
على حَدِّ نَابَيْهِ السِّمَامُ المُثَمِّلُ |
٤٣ |
فَلَمَّا اسْتَدَارَ الفَرْقَدَانِ زَجَرْتُهَا |
* |
وَهَبَّ سِمَاكٌ ذو سِلاَحٍ وأعْزَلُ |
٤٤ |
فحَطَّتْ سَرِيعًا لم يَخُنْها فُؤَادُها |
* |
ولا عَيْنُها مِن خَشْيةِ السَّوْطِ تَغْفُلُ |
٤٥ |
يُقَطِّعُ سَيْرَ النَّاعِجاتِ ذَمِيلُها |
* |
نَجَاءً اذا اخْتَبَّ النَّجَاءُ المُعَوِّلُ |
٤٦ |
مُنَفَّجَةُ الدَّفًّينُ طُيِّن لَحْمُهَا |
* |
كَمَا طِينَ بالضَّاحِي مِن اللِّبْنِ مَِجْدَلُ |
٤٧ |
وَدَفٌّ لَهَا مِثْلُ الصَّفَاةِ وَمِرْفَقٌ |
* |
عن الزَّوْرِ مَفْتُولُ المُشَاشةِ أَفْتَلُ |
٤٨ |
وَسَالِفَةٌ رَيَّا يُبَلُّ جَدِيلُها |
* |
إذا ما عَلاَها مَاؤُها المُتَبَزِّلُ |
٤٩ |
وَصَافِيةٌ تَنْفِي القَذَاةَ كَأَنَّها |
* |
على الأَيْنِ يَجْلُوها جِلاَءٌ وتُكْحَلُ |
٥٠ |
فمَنْ للقَوَافِي شانَها مَنْ يَحُوكُها |
* |
إذا ما ثَوَى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْوَلُ |
٥١ |
يقولُ فلا يَعْيَا بشيءٍ يقولُهُ |
* |
ومِنْ قَائِلِيها مَنْ يُسِيءُ وَيَعْمَلُ |
٥٢ |
يُقَوِّمُها حتى تَقُومَ مُتُونُها |
* |
فيَقْصُرُ عنها كلُّ ما يُتَمَثَّلُ |
٥٣ |
كَفَيْتُكَ لا تَلْقَى مِن النَّاسِ شَاعِرًا |
* |
تَنَخَّلَ منها مثلَ ما أَتَنَخَّلُ |