الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ تَصَدَّت لَنا دَعدٌ وَصَدت عَلى عَمدِ * وَأَقبِل بِها عِندَ التَصَدّي وَفي الصَدِّ
٢ شَكَوتُ إِلَيها الوَجدَ يَومَ تَعَرَّضَتْ * فَأُبتُ وَقَد حُمِّلتُ وَجدًا عَلى وَجدِ
٣ سَلاها بِمَ استَحلَلتِ قَتلَ أَخي هَوىً * صَفا لَكِ مِنهُ ما يُجِنُّ وَما يُبدي
٤ أَلا إِنَّما دَعدٌ لِقَلبِكَ فِتنَةٌ * فَإِلّا تَدَعها تَلقَ حَتفَكَ في دَعدِ
٥ وَقِدمًا زَجَرتُ النَفسَ عَنها فَخالَفَت * إِلَيها عَلى قُربٍ مِنَ الدارِ أَو بُعدِ
٦ وَما زادَني إِلّا اشتِياقًا صُدودُها * وَإِلّا وَفاءً وَاصطِبارًا عَلى العَهدِ
٧ يُذَكِّرُنيها الرِئمُ وَالغُصنُ وَالمَها * وَيُذكِرُنيها البَدرُ في المَطلَعِ السَعدِ
٨ فَلِلرِئمِ عَيناها وَلِلبَدرِ وَجهُها * وَلِلغُصنِ مِنها ما حَكاهُ مِنَ القَدِّ
٩ وَما ابتَسَمَت إِلّا خَفا البَرقُ لامِعًا * ذَطوفًا لَأَبصارِ الرُناةِ عَلى قَصدِ
١٠ سَلامٌ عَلَيها قَد شَجيتُ بِبُعدِها * فَلا هِيَ تُدنيني وَلا أَنا بِالجَلدِ
١١ وَغَرَّ أُناسًا مِنِّيَ الحِلمُ بُرهَةً * وَفي الحِلمِ ما يُعلي وَفي الهِلمِ ما يُردي
١٢ فَإِن أُبدِ حِلمًا لا أَكُن مُتَضائِلًا * وَإِن أَنتَقِم أُقدِم عَلى الأَسَدِ الوَردِ
١٣ وَكَيفَ أُخَشّى بِالهِجاءِ مِنَ العِدا * وَلي مِقوَلٌ أَمضى مِنَ الصارِمِ الفَردِ
١٤ وَقَد عاجَمَتني الحادِثاتُ فَصادَفَتْ * صَبورًا عَلى اللَأواءِ مُنشَحِذِ الحَدِّ
١٥ يُلاقونَني بِالبِشرِ وَالرَحبِ خُدعَةً * وَكُلُّ طَوى كَشحَيهِ مِنّي عَلى حِقدِ
١٦ وَكَيفَ انخِداعُ الذِئبِ وَالذِئبُ خادِعٌ * خَتولٌ عَلى الحالاتِ لِلبَطَلِ النَجدِ
١٧ يُعِدّونَ لي الإِرجافَ ما غِبتُ عَنهُمُ * تَشَفِّيَ غِمرٍ لا يَريمُ وَلا يُجدي
١٨ وَما رُمتُ مِنهُمْ جانِبًا فَوَجَدتُهُ * مَنيعًا وَلا أَعمَلتُ في صَعبِهِمْ جُهدي
١٩ وَلَكِنَّني أُغضي إِلى وَقتِ غِرَّةٍ * فَأَهتَبِلُ المَغرورَ مُقتَنِصًا وَحدي
٢٠ وَمَن يُعجِلِ الأَعداءَ قَبلَ تَمَكُّنِ * فَذاكَ الَّذي لَم يَبنِ أَمرًا عَلى وَكدِ
٢١ وَقَد فاتَهُمْ شَأوي بِتَقصيرِ شَأوِهِمْ * فَلَم يَملِكوا سَبقي وَلَم يَملِكوا رَدّي
٢٢ لِيَهنَئْ أَخِلّايَ الَّذينَ أَوَدُّهُمْ * ذَخائِرُ ما في الصَدرِ مِن صادِقِ الوِدِّ
٢٣ فَما أَنا بِالقالي وَلا الطَرِفِ الَّذي * إِذا وَدَّ أَلهاهُ الطَريفُ عَنِ التَلدِ

بيانات القصيدة

الصفحات

١ - الأبيات (١-١١) في صفحة (٨٣٣)،
٢ - الأبيات (١٢-٢٣) في صفحة (٨٣٤)،

الرابط المختصر