| 1 | أَلا يالقَومٍ أَرَّقَت أُمَّ نَوفَلٍ | * | وَصَحبي هَجودٌ بَينَ غَيٍّ وَغُرَّبِ |
| 2 | وَلَيلَةَ فَيفا نَخلَتَينِ طَرَقتِنا | * | وَنَحنُ بِوادٍ ذي أَراكٍ وَتَنضُبِ |
| 3 | فَنَبَّهتُ أَصحابي فَقاموا عَلى الكَرى | * | إِلى ساهِماتٍ في الأَزِمَّةِ لُغَّبِ |
| 4 | وَقُمتُ إِلى عَيرانَةٍ قَد تَخَدَّدَت | * | وَقاسَت يَداها كُلَّ خَمسٍ مُذَيَّبِ |
| 5 | فَلَمّا استَوَت أَقدامُنا وَتَمَكَّنَت | * | إِلى كُلِّ غَرزٍ بَينَ دَفٍّ وَمَنكِبِ |
| 6 | قَبَضنَ بِنا قَبضَ النَحائِصِ راعَها | * | تَوَجُّسُ رامٍ خِفنَهُ عِندَ مَشرَبِ |
| 7 | فَقُلتُ لَهُم أُمّوا هدى القَصدِ وَارفَعوا | * | بِسَيرٍ يُدَنّي حاجَةَ الرَكبِ مُهذِبِ |
| 8 | فَأَصبَحنَ يَنهَضنَ الرِحالَ وتَرتَمي | * | رُؤوسُ المَهارى بِاللُغامِ المُعَصَّبِ |
| 9 | بِصَحراءَ مِن نَجدٍ كَأَنَّ رِعانَها | * | رِجالٌ قِيامٌ في مُلاءٍ مُجَوَّبِ |
| 10 | غَداةَ يَقولُ القَومُ أَكلَلتَ وَانبَرى | * | قُوى العيسِ خَمسٌ بَعدَ خَمسٍ عَصبصبِ |
| 11 | إِذا ما المَهارى بَلَّغَتنا بِلادَها | * | فَبُعدُ المَهارى مِن حَسيرٍ وَمُتعَبِ |
| 12 | خَليلَيَّ مَن لا يَعنِهِ الهَمُّ لا يَزَل | * | خَلِيًّا وَمَن يَستَحدِثِ الشَوقَ يُطرَبِ |
| 13 | وَمَن لا يَزَل يُرجى بِغَيبٍ إِيابُهُ | * | وَتَرمي بِهِ الأَطماعُ في الهَولِ يَشجُبِ |
| 14 | وَقُفٍّ تَظَلُّ الريحُ عاصِفَةً بِهِ | * | كَأَنَّ قَراهُ في الضُحى ظَهرُ هَوزَبِ |
| 15 | شَجَبتُ الصَوى مِن رَأسِهِ أَو خَرَمتُهُ | * | بِشُعبٍ وَأَنقاضِ الوَجيفِ المُأَوِّبِ |
| 16 | وَقَد وَقَفَت شَمسُ النَهارِ وَأَوقَدَت | * | ظَهيرَتُها ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبِ |
| 17 | وَديقَةِ يَومٍ ذي سَمومٍ تَنَزَّلَت | * | بِهِ الشَمسُ في نَجمٍ مِنَ القَيظِ مُلهِبِ |
| 18 | وَقَد ظَلَّ حِرباءُ السُمومِ كَأَنَّهُ | * | رَبيئَةُ قَومٍ ماثِلٌ فَوقَ مَرقَبِ |
| 19 | وَفِتيانِ صِدقٍ قَد بَنَيتُ عَلَيهِمُ | * | خِباءً كَظِلِّ الطائِرِ المُتَقَلَّبِ |
| 20 | قَليلًا كَتَحليلِ القَطا ثُمَّ قَلَّصَت | * | بِنا طالِباتُ الحَقِّ مِن كُلِّ مَطلَبَ |
| 21 | بِدَوِيَّةٍ لا يَبلُغُ القَومَ مَنهَلًا | * | بِها دونَ خِمسٍ يُتعِبُ القَومَ مُطنِبِ |
| 22 | قَليلٍ بِها الأَصواتُ إِلّا تَفَجُّعًا | * | مِنَ الذِئبِ أَو صَوتِ الصَدى المُتَحَوِّبِ |
| 23 | بِها العينُ أَرفاضًا كَأَنَّ سِخالَها | * | وُقوفَ عَذارى سوقِطَت حَولَ مَلعَبِ |
| 24 | وَكُلُّ لَياحٍ بِالفَلاةِ إِذا غَدا | * | مَشى فَزِعًا كَالرائِحِ المُتَنَكِّبِ |
| 25 | قَطَعتُ بِمِقلاقِ الوِشاحِ كَأَنَّها | * | طَريدَةُ وَحشٍ أُفلِتَت مِن مُكَلِّبِ |
| 26 | وَإِنّي لَقَوّالٌ لِكُلِّ قَصيدَةٍ | * | طَلوعِ الثَنايا لَذَّةٍ لِلمُشَبِّبِ |
| 27 | إِذا أُنشِدَت لَذَّت إِلى القَومِ وَارتَمى | * | بِها كُلُّ رَكبٍ مُصعِدٍ أَو مُصَوِّبِ |
| 28 | وَإِنّي لَأَسعى لِلتَكَرُّمِ راغِبًا | * | وَمَن يُحصِ أَخلاقَ التَكَرُّمِ يَرغَبِ |
| 29 | إِلى شيمَةٍ مِنّي وَتَأديبِ والِدي | * | وَلا يَعرِفُ الأَخلاقَ مَن لَم يُؤَدَّبِ |
| 30 | وَقَد يَخذُلُ المَولى دُعايَ وَيَحتَذي | * | أَذاتي وَإِن يُعزَل بِهِ الضَيمُ أَغضَبِ |
| 31 | وَأَعرِفُ في بَعضِ الدُنُوِ مَلالَةَ الصْـ | * | ـصَديقِ وَأستَبقيهِمُ بِالتَجَنُّبِ |
| 32 | تَعَجَّبُ هِندٌ أَن رَأَت لَونَ لِمَّتي | * | وَمَن يَرَ شَيبي بَعدَ عَهدِكِ يَعجَبِ |
| 33 | وَكانَت تَراهُ كَالجَناحِ فَراعَها | * | تَغَيُّرُ لَونٍ بَعدَ ذَلِكَ مُعقِبِ |
| 34 | فَإِمّا تَرَيني قَد عَلا الشَيبُ مَفرِقي | * | وَفَضلُ النُهى وَالحِلمُ عِندَ التَشَيُّبِ |
| 35 | فَإِنّي امرَؤٌ ما يَخبَأُ النارَ مَوقِدي | * | بِسِترٍ وَما تَستَنكِرُ الضَيفَ أَكلُبي |
| 36 | وَما أَنا لِلمَولى بِذِئبٍ إِذا رَأى | * | لَهُ غِرَّةً أَدلى مَعَ المُتَذَئِّبِ |
| 37 | وَلَكِنَّني إِن خافَ قَومي عَظيمَةً | * | رَمَوني بِنَحرِ المانِعِ المُتَأَرِّبِ |
| 38 | فَصَرَّفتُ صَعبَ الأَمرِ حَتّى أَذِلَّهُ | * | وَيَركَبُ مِن أَظفارِهِ كُلَّ مَركَبِ |
| 39 | وَلَستُ إِذا الفِتيانُ هَزّوا إِلى العُلا | * | بِذي العِلَّةِ الآبي وَلا المُتَخَيِّبِ |
| 40 | وَلا أَجعَلُ المَعروفَ حِلَّ أَلِيَّتي | * | وَلا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيِّبِ |
| 41 | وَلَستَ بِلاقي الحَمدِ ما لَم تجنّه | * | وَلا مُقتَدٍ بِاللُبِّ ما لَم تَلَبَّبِ |
| 42 | وَلَستَ بِلاقي الرَأسِ مِن آلِ فَقعَسٍ | * | فَيُنسَبَ إِلّا كانَ خالِيَ أَو أَبي |
| 43 | وَجَدتُ أَبي يُنمي بَنيهِ وَيَنتَمي | * | إِلى الفَرعِ مِنهُمْ وَاللُبابِ المُهَذَّبِ |
| 44 | إِلى شَجَرِ النَبعِ الَّذي لَيسَ نابِتًا | * | مِنَ الأَرضِ إِلّا في مَكانٍ مُطَيَّبِ |
| 45 | أُولَئِكَ قَومي إِن أَعُدُّ الَّذي لَهُمْ | * | أُكَرَّم وَإِنْ أَفخَر بِهِمْ لَم أُكَذَّبِ |
| 46 | هُمُ مَلجَأُ الجاني إِذا كانَ خائِفًا | * | وَمَأوى الضَريكِ وَالفَقيرِ المُعَصَّبِ |
| 47 | بِطاءٌ عَنِ الفَحشاءِ لا يَحضُرونَها | * | سِراعٌ إِلى داعي الصَباحِ المُثَوِّبِ |
| 48 | مَناعيشُ لِلمَولى مَساميحُ بِالقِرى | * | مَصاليتُ تَحتَ العارِضِ المُتَلَهِّبِ |
| 49 | وَجَدتُ أَبي فيهِم وَخالي كِلاهُما | * | يُطاعُ وَيُعطى أَمرُهُ وَهوَ مُحتَبي |
| 50 | فَلَم أَتَعَمَّل لِلسِيادَةِ فيهِمُ | * | وَلَكِن أَتَتني وادِعًا غَيرَ مُتعَبِ |
| 51 | وَلَم أَتَّبِع ما يَكرَهونَ وَلَم يَكُن | * | لِأَعدائِهِم مِن سائِرِ الناسِ مَنكِبي |