الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَلا يالقَومٍ أَرَّقَت أُمَّ نَوفَلٍ * وَصَحبي هَجودٌ بَينَ غَيٍّ وَغُرَّبِ
٢ وَلَيلَةَ فَيفا نَخلَتَينِ طَرَقتِنا * وَنَحنُ بِوادٍ ذي أَراكٍ وَتَنضُبِ
٣ فَنَبَّهتُ أَصحابي فَقاموا عَلى الكَرى * إِلى ساهِماتٍ في الأَزِمَّةِ لُغَّبِ
٤ وَقُمتُ إِلى عَيرانَةٍ قَد تَخَدَّدَت * وَقاسَت يَداها كُلَّ خَمسٍ مُذَيَّبِ
٥ فَلَمّا استَوَت أَقدامُنا وَتَمَكَّنَت * إِلى كُلِّ غَرزٍ بَينَ دَفٍّ وَمَنكِبِ
٦ قَبَضنَ بِنا قَبضَ النَحائِصِ راعَها * تَوَجُّسُ رامٍ خِفنَهُ عِندَ مَشرَبِ
٧ فَقُلتُ لَهُم أُمّوا هدى القَصدِ وَارفَعوا * بِسَيرٍ يُدَنّي حاجَةَ الرَكبِ مُهذِبِ
٨ فَأَصبَحنَ يَنهَضنَ الرِحالَ وتَرتَمي * رُؤوسُ المَهارى بِاللُغامِ المُعَصَّبِ
٩ بِصَحراءَ مِن نَجدٍ كَأَنَّ رِعانَها * رِجالٌ قِيامٌ في مُلاءٍ مُجَوَّبِ
١٠ غَداةَ يَقولُ القَومُ أَكلَلتَ وَانبَرى * قُوى العيسِ خَمسٌ بَعدَ خَمسٍ عَصبصبِ
١١ إِذا ما المَهارى بَلَّغَتنا بِلادَها * فَبُعدُ المَهارى مِن حَسيرٍ وَمُتعَبِ
١٢ خَليلَيَّ مَن لا يَعنِهِ الهَمُّ لا يَزَل * خَلِيًّا وَمَن يَستَحدِثِ الشَوقَ يُطرَبِ
١٣ وَمَن لا يَزَل يُرجى بِغَيبٍ إِيابُهُ * وَتَرمي بِهِ الأَطماعُ في الهَولِ يَشجُبِ
١٤ وَقُفٍّ تَظَلُّ الريحُ عاصِفَةً بِهِ * كَأَنَّ قَراهُ في الضُحى ظَهرُ هَوزَبِ
١٥ شَجَبتُ الصَوى مِن رَأسِهِ أَو خَرَمتُهُ * بِشُعبٍ وَأَنقاضِ الوَجيفِ المُأَوِّبِ
١٦ وَقَد وَقَفَت شَمسُ النَهارِ وَأَوقَدَت * ظَهيرَتُها ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبِ
١٧ وَديقَةِ يَومٍ ذي سَمومٍ تَنَزَّلَت * بِهِ الشَمسُ في نَجمٍ مِنَ القَيظِ مُلهِبِ
١٨ وَقَد ظَلَّ حِرباءُ السُمومِ كَأَنَّهُ * رَبيئَةُ قَومٍ ماثِلٌ فَوقَ مَرقَبِ
١٩ وَفِتيانِ صِدقٍ قَد بَنَيتُ عَلَيهِمُ * خِباءً كَظِلِّ الطائِرِ المُتَقَلَّبِ
٢٠ قَليلًا كَتَحليلِ القَطا ثُمَّ قَلَّصَت * بِنا طالِباتُ الحَقِّ مِن كُلِّ مَطلَبَ
٢١ بِدَوِيَّةٍ لا يَبلُغُ القَومَ مَنهَلًا * بِها دونَ خِمسٍ يُتعِبُ القَومَ مُطنِبِ
٢٢ قَليلٍ بِها الأَصواتُ إِلّا تَفَجُّعًا * مِنَ الذِئبِ أَو صَوتِ الصَدى المُتَحَوِّبِ
٢٣ بِها العينُ أَرفاضًا كَأَنَّ سِخالَها * وُقوفَ عَذارى سوقِطَت حَولَ مَلعَبِ
٢٤ وَكُلُّ لَياحٍ بِالفَلاةِ إِذا غَدا * مَشى فَزِعًا كَالرائِحِ المُتَنَكِّبِ
٢٥ قَطَعتُ بِمِقلاقِ الوِشاحِ كَأَنَّها * طَريدَةُ وَحشٍ أُفلِتَت مِن مُكَلِّبِ
٢٦ وَإِنّي لَقَوّالٌ لِكُلِّ قَصيدَةٍ * طَلوعِ الثَنايا لَذَّةٍ لِلمُشَبِّبِ
٢٧ إِذا أُنشِدَت لَذَّت إِلى القَومِ وَارتَمى * بِها كُلُّ رَكبٍ مُصعِدٍ أَو مُصَوِّبِ
٢٨ وَإِنّي لَأَسعى لِلتَكَرُّمِ راغِبًا * وَمَن يُحصِ أَخلاقَ التَكَرُّمِ يَرغَبِ
٢٩ إِلى شيمَةٍ مِنّي وَتَأديبِ والِدي * وَلا يَعرِفُ الأَخلاقَ مَن لَم يُؤَدَّبِ
٣٠ وَقَد يَخذُلُ المَولى دُعايَ وَيَحتَذي * أَذاتي وَإِن يُعزَل بِهِ الضَيمُ أَغضَبِ
٣١ وَأَعرِفُ في بَعضِ الدُنُوِ مَلالَةَ الصْـ * ـصَديقِ وَأستَبقيهِمُ بِالتَجَنُّبِ
٣٢ تَعَجَّبُ هِندٌ أَن رَأَت لَونَ لِمَّتي * وَمَن يَرَ شَيبي بَعدَ عَهدِكِ يَعجَبِ
٣٣ وَكانَت تَراهُ كَالجَناحِ فَراعَها * تَغَيُّرُ لَونٍ بَعدَ ذَلِكَ مُعقِبِ
٣٤ فَإِمّا تَرَيني قَد عَلا الشَيبُ مَفرِقي * وَفَضلُ النُهى وَالحِلمُ عِندَ التَشَيُّبِ
٣٥ فَإِنّي امرَؤٌ ما يَخبَأُ النارَ مَوقِدي * بِسِترٍ وَما تَستَنكِرُ الضَيفَ أَكلُبي
٣٦ وَما أَنا لِلمَولى بِذِئبٍ إِذا رَأى * لَهُ غِرَّةً أَدلى مَعَ المُتَذَئِّبِ
٣٧ وَلَكِنَّني إِن خافَ قَومي عَظيمَةً * رَمَوني بِنَحرِ المانِعِ المُتَأَرِّبِ
٣٨ فَصَرَّفتُ صَعبَ الأَمرِ حَتّى أَذِلَّهُ * وَيَركَبُ مِن أَظفارِهِ كُلَّ مَركَبِ
٣٩ وَلَستُ إِذا الفِتيانُ هَزّوا إِلى العُلا * بِذي العِلَّةِ الآبي وَلا المُتَخَيِّبِ
٤٠ وَلا أَجعَلُ المَعروفَ حِلَّ أَلِيَّتي * وَلا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيِّبِ
٤١ وَلَستَ بِلاقي الحَمدِ ما لَم تجنّه * وَلا مُقتَدٍ بِاللُبِّ ما لَم تَلَبَّبِ
٤٢ وَلَستَ بِلاقي الرَأسِ مِن آلِ فَقعَسٍ * فَيُنسَبَ إِلّا كانَ خالِيَ أَو أَبي
٤٣ وَجَدتُ أَبي يُنمي بَنيهِ وَيَنتَمي * إِلى الفَرعِ مِنهُمْ وَاللُبابِ المُهَذَّبِ
٤٤ إِلى شَجَرِ النَبعِ الَّذي لَيسَ نابِتًا * مِنَ الأَرضِ إِلّا في مَكانٍ مُطَيَّبِ
٤٥ أُولَئِكَ قَومي إِن أَعُدُّ الَّذي لَهُمْ * أُكَرَّم وَإِنْ أَفخَر بِهِمْ لَم أُكَذَّبِ
٤٦ هُمُ مَلجَأُ الجاني إِذا كانَ خائِفًا * وَمَأوى الضَريكِ وَالفَقيرِ المُعَصَّبِ
٤٧ بِطاءٌ عَنِ الفَحشاءِ لا يَحضُرونَها * سِراعٌ إِلى داعي الصَباحِ المُثَوِّبِ
٤٨ مَناعيشُ لِلمَولى مَساميحُ بِالقِرى * مَصاليتُ تَحتَ العارِضِ المُتَلَهِّبِ
٤٩ وَجَدتُ أَبي فيهِم وَخالي كِلاهُما * يُطاعُ وَيُعطى أَمرُهُ وَهوَ مُحتَبي
٥٠ فَلَم أَتَعَمَّل لِلسِيادَةِ فيهِمُ * وَلَكِن أَتَتني وادِعًا غَيرَ مُتعَبِ
٥١ وَلَم أَتَّبِع ما يَكرَهونَ وَلَم يَكُن * لِأَعدائِهِم مِن سائِرِ الناسِ مَنكِبي

بيانات القصيدة

الصفحات

١ - البيتان (١-٢) في صفحة (١٥٢)،
٢ - الأبيات (٣-١٣) في صفحة (١٥٣)،
٣ - الأبيات (١٤-٢٤) في صفحة (١٥٤)،
٤ - الأبيات (٢٥-٣٥) في صفحة (١٥٥)،
٥ - الأبيات (٣٦-٤٦) في صفحة (١٥٦)،
٦ - الأبيات (٤٧-٥١) في صفحة (١٥٧)،

الرابط المختصر