الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَلَمَّ خَيَالٌ مِنْ قُتَيْلَةَ بَعْدَمَا * وَهَى حَبْلُها مِنْ حَبْلِنا فَتَصَرَّمَا
٢ فبِتُّ كأنِّي شارِبٌ بعدَ هَجْعةٍ * سُخامِيَّةً حَمْرَاءَ تُحسَبُ عَندَمَا
٣ إذا بُزِلَتْ مِنْ دَنِّها فاحَ ريحُها * وَقد أُخرِجَتْ مِن أسَودِ الجَوْفِ أدهمَا
٤ لها حَارِسٌ ما يبرحُ الدّهرَ بيتَها * إذا ذُبِحَتْ صلَّى عليها وزَمْزَمَا
٥ بِبابِلَ لمْ تُعْصَرْ فجاءتْ سُلافَةً * تُخَالِطُ قِنْدِيدًا وَمِسكًا مُختَّمَا
٦ يَطُوفُ بهَا سَاقٍ عَلَيْنَا مُتَوَّمٌ * خَفِيفٌ ذفيفٌ ما يزالُ مُفَدَّما
٧ بِكَأسٍ وَإبْريقٍ كَأنَّ شَرَابَهُ * إذا صُبَّ في المِصْحَاةِ خالَطَ بَقَّمَا
٨ لنا جُلَّسانٌ عندَها وبَنَفْسَجٌ * وَسِيسِنْبَرٌ وَالمَرْزَجُوشُ مُنَمنَمَا
٩ وَآسٌ وَخيرِيٌّ وَمَرْوٌ وَسَوْسَنٌ * إذا كان هِنْزمْنٌ وَرُحْتُ مُخَشَّمَا
١٠ وشَاهَسْفَرِمْ والياسمينُ ونرجسٌ * يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّمَا
١١ ومُسْتُقُ سِينِينٍ وَوَنٌّ وبَرْبَطٌ * يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنَّمَا
١٢ وَفِتْيَانُ صِدْقٍ لا ضَغائِنَ بَيْنَهُمْ * وقدْ جعلوني فَيْسَحَاهًا مُكَرَّما
١٣ فَدَعْ ذا وَلكِن رُبَّ أرْضٍ مُتِيهَةٍ * قطعتُ بِحُرْجُوجٍ إذا اللّيلُ أَظْلَمَا
١٤ بِنَاجِيَةٍ كالفحلِ فيها تَجَاسِرٌ * إذا الرَّاكِبُ النَّاجِي استَقى وَتَعَمَّمَا
١٥ ترى عينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُؤْقِها * تُرَاقبُ في كَفِّي القَطيعَ المُحرَّمَا
١٦ كأنِّي ورَحْلِي والفِتَانَ ونُمْرُقِي * عَلى ظَهْرِ طَاوٍ أسْفَعِ الخَدِّ أخثَمَا
١٧ عليهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تحتَهُ * أرَنْدَجَ إسْكَافٍ يُخالِطُ عِظْلِما
١٨ فَبَاتَ عَذُوبًا للسَّماءِ كَأنَّمَا * يُوَائِمُ رَهْطًا للعَرُوبَةِ صُيَّمَا
١٩ يَلُوذُ إلى أرْطَاةِ حِقْفٍ تَلُفُّهُ * خَرِيقُ شَمَالٍ تَترُكُ الوَجهَ أقْتَمَا
٢٠ مُكِبًّا على رَوْقِيهِ يَحْفِرُ عِرْقَهَا * عَلى ظَهْرِ عُرْيَانِ الطَّرِيقَةِ أهْيَمَا
٢١ فلمَّا أضاءَ الصَّبحُ قام مُبَادِرًا * وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِن حيثُ خَيَّمَا
٢٢ فَصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَيَّةً * كِلابُ الفتى البكرِيِّ عوْفِ بنِ أرْقَمَا
٢٣ فأطْلَقَ عَنْ مَجْنِوبِها فاتَّبَعنَهُ * كمَا هَيَّج السَّامي المُعَسِّلُ خَشرَمَا
٢٤ لدنْ غُدْوَةً حتى أتى الّليلُ دونَهُ * وجشَّمَ صبرًا وَرْقَهُ فَتَجَشَّما
٢٥ وَأنْحَى عَلى شُؤْمَى يَدَيْهِ فَذَادَها * بأَظْمَأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤابة ِ أَسْحَمَا
٢٦ وَأنْحَى لهَا إذْ هَزَّ في الصَّدْرِ رَوْقَهُ * كما شَكَّ ذو العوُدِ الجَرَادَ المُخَزَّمَا
٢٧ فَشَكَّ لها صَفْحَاتِها صَدْرُ رَوْقِهِ * كما شكَّ ذو العوُدِ الجَرادَ المُنَظَّمَا
٢٨ وأَدْبَرَ كالشِّعرى وُضُوحًا وَنُقْبَةً * يُوَاعِنُ مِنْ حَرِّ الصَّرِيمَةِ مُعظَما
٢٩ فَذلِكَ بَعدَ الجَهدِ شَبَّهتُ ناقَتي * إذا الشَّاةُ يومًا في الكِنَاسِ تَجَرْثَمَا
٣٠ تَؤُمُّ إِياسًا إنَّ رَبِّي أَبَى لهُ * يَدَ الدّهْرِ إلاَّ عِزَّةً وَتَكَرُّمَا
٣١ نَمَاهُ الإلهُ فوقَ كلِّ قَبِيلَةٍ * أبًا فأبًا يَأبَى الدَّنِيَّةَ أيْنَمَا
٣٢ ولم يَنْتَكِسْ يومًا فَيُظْلِمَ وَجْهُهُ * لِيَرْكَبَ عَجْزًا أوْ يُضَارِعَ مَأْثَمَا
٣٣ وَلَوْ أنَّ عِزَّ النّاسِ في رَأسِ صَخرَةٍ * مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الأَرَحَّ المُخَدَّما
٣٤ لأعطاكَ ربُّ النّاسِ مِفتاحَ بابِها * ولوْ لمْ يكنْ بابٌ لأعطاكَ سُلَّما
٣٥ فما نِيلُ مِصْرِ إذْ تَسَامَى عُبَابُهُ * ولا بَحْرُ بانِقيا إذا رَاحَ مُفْعَمَا
٣٦ بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً إنَّ بَعْضَهُمْ * إذا سُئِلَ المعروفَ صَدَّ وجَمْجَمَا
٣٧ هُوَ الوَاهِبُ الكُومَ الصَّفَايا لجَارِهِ * يُشَبَّهْنَ دَوْمًا أوْ نخيلاً مُكَمَّمَا
٣٨ وكلَّ كميتٍ كالقناةِ مَحَالُهُ * وكلَّ طِمِرٍّ كالهِرَاوَةِ أَدْهَمَا
٣٩ وكلَّ مِزَاقٍ كالقناةِ طِمِرَّةٍ * وأَجْرَدَ جَيَّاشِ الأَجَارِيِّ مِرْجَمَا
٤٠ وَكُلَّ ذَمُولٍ كَالفَنِيقِ وَقَيْنَةٍ * تَجُرُّ إلى الحَانُوتِ بُرْدًا مُسَهَّمَا
٤١ ولمْ يَدْعُ مَلْهُوفٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلَهُ * ليَدْفَعَ ضَيْمًا أوْ ليَحمِلَ مَغرَمَا

بيانات القصيدة

الرابط المختصر