الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَجِدَّكَ ما يَنفَكُّ يَسري لِزَينَبا * خَيالٌ إِذا آبَ الظَلامُ تَأَوَّبا
٢ سَرى مِن أَعالي الشامِ يَجلُبُهُ الكَرى * هُبوبَ نَسيمِ الرَوضِ تَجلُبُهُ الصَبا
٣ وَما زارَني إِلّا وَلِهتُ صَبابَةً * إِلَيهِ وَإِلّا قُلتُ أَهلًا وَمَرحَبا
٤ وَلَيلَتَنا بِالجَزعِ باتَ مُساعِفًا * يُريني أَناةَ الخَطوِ ناعِمَةَ الصِبا
٥ أَضَرَّت بِضَوءِ البَدرِ وَالبَدرُ طالِعٌ * وَقامَت مَقامَ البَدرِ لَمّا تَغَيَّبا
٦ وَلَو كانَ حَقّا ما أَتَتهُ لَأَطفَأَت * غَليلا وَلَافتَكَّت أَسيرًا مُعَذَّبا
٧ عَلِمتُكِ إِنْ مَنَّيتِ مَنَّيتِ مَوعِدًا * جَهامًا وَإِن أَبرَقتِ أَبرَقتِ خُلَّبا
٨ وَكُنتُ أَرى أَنَّ الصُدودَ الَّذي مَضى * دَلالٌ فَما إِن كانَ إِلّا تَجَنُّبا
٩ فَوا أَسَفي حَتّامَ أَسأَلُ مانِعًا * وَآمَنُ خَوّانًا وَأُعتِبُ مُذنِبا
١٠ سَأَثني فُؤادي عَنكِ أَو أَتبَعُ الهَوى * إِلَيكِ إِنِ استَعصى فُؤادِيَ أَو أَبى
١١ أَقولُ لِرَكبٍ مُعتَفينَ تَدَرَّعوا * عَلى عَجَلٍ قِطعًا مِنَ اللَيلِ غَيهَبا
١٢ رِدوا نائِلَ الفَتحِ بنِ خاقانَ إِنَّهُ * أَعَمُّ نَدىً فيكُمْ وَأَقرَبُ مَطلَبا
١٣ هُوَ العارِضُ الثَجّاجُ أَخضَلَ جودُهُ * وَطارَت حَواشي بَرقِهِ فَتَلَهَّبا
١٤ إِذا ما تَلَظّى في وَغى أَصعَقَ العِدا * وَإِنْ فاضَ في أَكرومَةٍ غَمَرَ الرُبا
١٥ رَزينٌ إِذا ما القَومُ خَفَّتْ حُلومُهُمْ * وَقورٌ إِذا ما حادِثُ الدَهرِ أَجلَبا
١٦ حَياتُكَ أَنْ يَلقاكَ بِالجودِ راضِيًا * وَمَوتُكَ أَنْ يَلقاكَ بِالبَأسِ مُغضَبا
١٧ حَرونٌ إِذا عازَزتَهُ في مُلِمَّةٍ * فَإِنْ جِئتَهُ مِن جانِبِ الذُلِّ أَصحَبا
١٨ فَتىً لَم يُضَيِّع وَجهَ حَزمٍ وَلَم يَبِت * يُلاحِظُ أَعجازَ الأُمورِ تَعَقُّبا
١٩ إِذا هَمَّ لَم يَقعُد بِهِ العَجزُ مَقعَدًا * وَإِنْ كَفَّ لَم يَذهَب بِهِ الخُرقُ مَذهبا
٢٠ أُعيرَ مَوَدّاتِ الصُدورِ وَأُعطِيَت * يَداهُ عَلى الأَعداءِ نَصرا مُرَهِّبا
٢١ وَقَيناكَ صَرفَ الدَهرِ بِالأَنفُسِ الَّتي * تُبَجِّلُ لا نَألوكَ أُمًّا وَلا أَبا
٢٢ فَلَم تَخلُ مِن فَضلٍ يُبَلِّغُكَ الَّتي * تَرومُ وَمِن رَأيٍ يُريكَ المُغَيَّبا
٢٣ وَما نَقَمَ الحُسّادُ إِلّا أَصالَةً * لَدَيكَ وَفِعلًا أَريَحِيًّا مُهَذَّبا
٢٤ وَقَد جَرَّبوا بِالأَمسِ مِنكَ عَزيمَةً * فَضَلتَ بِها السَيفَ الحُسامَ المُجَرَّبا
٢٥ غَداةَ لَقيتَ اللَيثَ وَاللَيثُ مُخدِرٌ * يُحَدِّدُ نابًا لِلِّقاءِ وَمَخلَبا
٢٦ يُحَصِّنُهُ مِن نَهرِ نَيزَكَ مَعقِلٌ * مَنيعٌ تَسامى غابُهُ وَتَأَشَّبا
٢٧ يَرودُ مَغارًا بِالظَواهِرِ مُكثِبا * وَيَحتَلُّ رَوضًا بِالأَباطِحِ مُعشِبا
٢٨ يُلاعِبُ فيهِ أُقحُوانًا مُفَضَّضًا * يَبِصُّ وَحَوذانًا عَلى الماءِ مُذهَبا
٢٩ إِذا شاءَ غادى عانَةً أَو عَدا عَلى * عَقائِلِ سِربٍ أَو تَقَنَّصَ رَبرَبا
٣٠ يَجُرُّ إِلى أَشبالِهِ كُلَّ شارِقٍ * عَبيطًا مُدَمًّا أَو رَميلًا مُخَضَّبا
٣١ وَمَن يَبغِ ظُلمًا في حَريمِكَ يَنصَرِف * إِلى تَلَفٍ أَو يُثنَ خَزيانَ أَخيَبا
٣٢ شَهِدتُ لَقَد أَنصَفتَهُ يَومَ تَنبَري * لَهُ مُصلِتًا عَضبًا مِنَ البيضِ مِقضَبا
٣٣ فَلَم أَرَ ضِرغامَينِ أَصدَقَ مِنكُما * عِراكًا إِذا الهَيّابَةُ النِكسُ كَذَّبا
٣٤ هِزَبرٌ مَشى يَبغي هِزَبرًا وَأَغلَبٌ * مِنَ القَومِ يَغشى باسِلَ الوَجهِ أَغلَبا
٣٥ أَدَلَّ بِشَغبٍ ثُمَّ هالَتهُ صَولَةٌ * رَآكَ لَها أَمضى جَنانًا وَأَشغَبا
٣٦ فَأَحجَمَ لَمّا لَم يَجِد فيكَ مَطمَعًا * وَأَقدَمَ لَمّا لَم يَجِد عَنكَ مَهرَبا
٣٧ فَلَم يُغنِهِ أَن كَرَّ نَحوَكَ مُقبِلًا * وَلَم يُنجِهِ أَنْ حادَ عَنكَ مُنَكِّبا
٣٨ حَمَلتَ عَلَيهِ السَيفَ لا عَزمُكَ انثَنى * وَلا يَدُكَ ارتَدَّت وَلا حَدُّهُ نَبا
٣٩ وَكُنتَ مَتى تَجمَع يَمينَيكَ تَهتِكِ الضـ * ـضَريبَةَ أَو لا تُبقِ لِلسَيفِ مَضرِبا
٤٠ أَلَنتَ لِيَ الأَيّامَ مِن بَعدِ قَسوَةٍ * وَعاتَبتَ لي دَهري المُسيءَ فَأَعتَبا
٤١ وَأَلبَستَني النُعمى الَّتي غَيَّرَت أَخي * عَلَيَّ فَأَضحى نازِحَ الوُدِّ أَجنَبا
٤٢ فَلا فُزتُ مِن مَرِّ اللَيالي بِراحَةٍ * إِذا أَنا لَم أُصبِح بِشُكرِكَ مُتعَبا
٤٣ عَلى أَنَّ أَفوافَ القَوافي ضَوامِنٌ * لِشُكرِكَ ما أَبدى دُجى اللَيلِ كَوكَبا
٤٤ ثَناءٌ تَقَصّى الأَرضَ نَجدًا وَغائِرًا * وَسارَت بِهِ الرُكبانُ شَرقًا وَمَغرِبا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الفتح بن خاقان، ويذكر منازلته الأسد

الصفحات

١ - الأبيات (١-٤) في صفحة (١٩٦)،
٢ - الأبيات (٥-١٢) في صفحة (١٩٧)،
٣ - الأبيات (١٣-٢٢) في صفحة (١٩٨)،
٤ - الأبيات (٢٣-٢٩) في صفحة (١٩٩)،
٥ - الأبيات (٣٠-٣٦) في صفحة (٢٠٠)،
٦ - الأبيات (٣٧-٤٤) في صفحة (٢٠١)،

الرابط المختصر