١ |
تَأَمَّلْ خَلِيليَ هَلْ تَرَى ضَوْءَ بَارِقٍ |
* |
يَمَانٍ مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ فَفَتَّرَا |
٢ |
مَرَتْهُ الصَّبَا بِالغَوْرِ غَوْرِ تِهَامَةٍ |
* |
فَلَمَّا وَنَتْ عَنْهُ بِشَعْفَيْنِ أَمْطَرَا |
٣ |
يَمَانِيَةٌ تَمْرِي الرَّبَابَ كَأَنَّهُ |
* |
رِئَالُ نَعَامٍ بَيْضُهُ قَدْ تَكَسَّرَا |
٤ |
وطَبَّقَ لَوْذَانَ القَبَائِلِ بَعْدَمَا |
* |
سَقَى الجِزْعَ مِنْ لوْذَانَ صَفْوًا وأَكْدَرَا |
٥ |
فَأَمْسَى يَحُطُّ المُعْصِمَاتِ حَبِيُّهُ |
* |
وأَصْبَحَ زَيَّافَ الغَمَامَةِ أَقْمَرَا |
٦ |
كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاةِ ورَهْوَةٍ |
* |
ونَاصِفَةِ الضَّبْعَيْنِ غَابًا مُسَعَّرَا |
٧ |
فَغَادَرَ مَلْحُوبًا تُمَشِّي ضِبَابُهُ |
* |
عَبَاهيلَ لَمْ يَتْرُكْ لَهَا المَاءُ مَحْجَرا |
٨ |
أَقَامَ بِشُطَّانِ الرِّكَاءِ ورَاكِسٍ |
* |
إِذَا غَرِقَ ابْنُ المَاءِ في الوَبْلِ بَرْبَرَا |
٩ |
أَصَاخَتْ لَهُ فدْرُ اليَمَامَةِ بَعْدَمَا |
* |
تَدَثَّرَهَا مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا |
١٠ |
أَنَاخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِنَاخَةَ الـ |
* |
ـيَمَانِي قِلاَصًا حَطَّ عَنْهُنَّ أَكْوُرَا |
١١ |
أجِدِّي أَرَى هذَا الزَّمَانَ تَغَيَّرا |
* |
وبَطنَ الرِّكَاءِ مِنْ مَوَالِيَّ أَقْفَرَا |
١٢ |
وكَائِنْ تَرَى مِنْ مَنْهَلٍ بَادَ أَهْلُهُ |
* |
وعِيدَ عَلَى مَعْرُوفِهِ فَتَنَكَّرَا |
١٣ |
أَتَاهُ قَطَا الأَجْبَابِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ |
* |
فَنَقَّرَ في أَعْطَانِهِ ثُمَّ طَيَّرَا |
١٤ |
فَإِمَّا تَرَيْني قَدْ أَطَاعَتْ جَنيبَتِي |
* |
وخُيِّطَ رَأْسي بَعْدَ مَا كَانَ أَوْفَرَا |
١٥ |
وأَصْبَحْتُ شَيْخًا أَقْصَرَ اليَوْمَ بَاطِلي |
* |
وأَدَّيْتُ رَيْعَانَ الصِّبَا المُتَعوَّرَا |
١٦ |
وقَدَّمْتُ قُدَّامِي العَصَا أَهْتَدِي بِهَا |
* |
وأَصْبَحَ كَرِّي لِلصَّبَابَةِ أَعْسَرَا |
١٧ |
فَقَدْ كُنْتُ أُحْذِي النَّابَ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً |
* |
فأُبْقِى ثَلاثًا والوَظِيفَ المُكَعْبَرَا |
١٨ |
وأَزْجُرُ فِيهَا قَبْلَ تَمِّ ضَحَائِهَا |
* |
مَنِيحَ القِدَاحِ والصَّرِيعَ المُجَبَّرَا |
١٩ |
تُخُيِّرَ نَبْعَ العَيْكَتَيْن ودُونَهُ |
* |
مَتَالِفُ هَضْبٍ تَحْبِسُ الطَّيْرَ أَوْعَرَا |
٢٠ |
فَمَا زَالَ حَتَّى نَالَهُ مُتَغَلْغِلٌ |
* |
تَخَيَّرَ مِنْ أَمْثَالِهِ مَا تَخَيَّرَا |
٢١ |
فَشَذَّبَ عَنْهُ النَّبْعَ ثُمَّ غَدَا بِهِ |
* |
مُجَلًّى مِنَ اللاَّئِي يُفَدَّيْنَ مِطْحَرَا |
٢٢ |
يُطِيعُ البَنَانَ غَمْزُهُ وهْوَ مَانِعٌ |
* |
كَأَنَّ عَلَيْهِ زَعْفَرَانًا مُعَطَّرَا |
٢٣ |
تَخِرُّ حِظَاءُ النَّبْعِ تَحْتَ جَبِينِهِ |
* |
إِذَا سَنَحَتْ أَيْدِي المُفِيضينَ صَدَّرَا |
٢٤ |
تَبَادَرُهُ أَيْدِي الرِّجَالِ إِذَا بَدَتْ |
* |
نَوَاهِد مِنْ أَيْدِي السَّرَابِيلِ حُسَّرَا |
٢٥ |
وإِنِّيَ لأَسْتَحْيِي وفي الحَقِّ مُسْتَحىً |
* |
إِذَا جَاءَ بَاغِي العُرْفِ أَنْ أَتَعَذَّرَا |
٢٦ |
إِذَا مِتُّ عَنْ ذِكْرِ القَوَافِي فَلَنْ تَرَى |
* |
لَهَا تَالِيًا مِثْلَي أَطَبَّ وأَشْعَرَا |
٢٧ |
وأَكْثَرَ بَيْتًا مَارِدًا ضُرِبَتْ لَهُ |
* |
حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ حَتَّى تَيَسَّرَا |
٢٨ |
أَغَرَّ غَرِيبًا يَمْسَحُ النَّاسُ وَجْهَهُ |
* |
كَمَا تَمْسَحُ الأَيْدِي الأَغَرَّ المُشَهَّرَا |
٢٩ |
فَإِنْ تَكُ عِرْسي نَامَتِ الَّليْلَ كُلَّهُ |
* |
فَقَدْ وَكَلَتْني أنْ أَصَبَّ وأَسْهَرَا |
٣٠ |
أَلاَ لَيْتَ ليْلَى بَيْنَ أَجْمَادِ عَاجِفٍ |
* |
وتِعْشَارِ أَجْلَى في سَرِيجٍ وَأَسْفَرَا |
٣١ |
ولكِنَّمَا لَيْلَى بِأَرْضٍ غَرِيبَةٍ |
* |
تُقَاسي إِذَا النَّجْمُ العِرَاقِيُّ غَوَّرَا |
٣٢ |
فإِمَّا تَرَيْنَا أَلْحَمَتْنَا رِمَاحُنَا |
* |
وخِفَّةُ أَحْلاَمٍ ضِبَاعًا وأَنْسُرَا |
٣٣ |
فَمَا نَحْنُ إِلاَّ مِنْ قُرُونٍ تُنُقِّصَتْ |
* |
بأَصْغَرَ مِمَّا قَدْ لَقِيتُ وأَكْبَرَا |
٣٤ |
وشَاعِرِ قَوْمٍ مُعْجَبِينَ بِشِعْرِهِ |
* |
مَدَدْتُ لَهُ طُولَ العِنَانِ فَقَصَّرَا |
٣٥ |
لَقَدْ كَانَ فِينَا مَنْ يَحُوطُ ذِمَارَنَا |
* |
ويُحْذِي الكَمِيَّ الزَّاعِبِيَّ المُؤَمَّرَا |
٣٦ |
ويَنْفَعُنَا يَوْمَ البَلاءِ بَلاَؤُهُ |
* |
إِذَا اسْتَلْحَمَ الأَمْرُ الدَّثورَ المُغَمَّرَا |
٣٧ |
وخَطَّارَةٍ لَمْ يَنْضَحِ السِّلْمُ فَرْجَهَا |
* |
تُلَقَّحُ بِالمُرَّانِ حَتَّى تَشَذَّرَا |
٣٨ |
شَهِدْنَا فَلَمْ نَحْرِمْ صُدُورَ رِمَاحِنَا |
* |
مَقَاتِلَهَا والمُشْرَفيَّ المذَكَّرَا |
٣٩ |
وكُنا إِذَا مَا الخَصْمُ ذُو الضِّغْنِ هَرَّنَا |
* |
قَدَعْنَا الجَمُوحَ واخْتَلَعْنَا المُعَذَّرَا |
٤٠ |
نَقُومُ بِجُلاَّنَا فَنَكْشِفُهَا مَعًا |
* |
وإِنْ رَامَنَا أَعْمَى العَشِيَّةِ أَبْصَرَا |
٤١ |
ويَقْدُمُنَا سُلاَّفُ حَيٍّ أَعِزَّةٍ |
* |
تَحُلُّ جُنَاحًا أَوْ تَحُلُّ مُحَجَّرَا |
٤٢ |
كَأَنْ لَمْ تُبَوِّئْنَا عَنَاجِيجُ كَالقَنَا |
* |
جَنَابًا تَحَامَاهُ السَّنَابِكُ أخْضَرَا |
٤٣ |
ولَمْ يَجْرِ بِالأَخْبَارِ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ |
* |
أَشَقُّ سَبُوحٌ لَحْمُهُ قَدْ تَحَسَّرَا |
٤٤ |
كَأَنَّ يدَيْهِ والغُلاَمُ يَكُفُّهُ |
* |
جَنَاحَانِ مِنْ سُوذَانِقٍ حِينَ أَدْبَرَا |
٤٥ |
أَقَبُّ كَسِرْحَانِ الغَضَا رَاحَ مُؤْصِلًا |
* |
إِذَا خَافَ إِدْرَاكَ الطَّوَالِبِ شَمَّرَا |
٤٦ |
أَلَهْفِي عَلَى عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ |
* |
وظِلٍّ شَبَابٍ كُنْتُ فِيهِ فَأَدْبَرَا |
٤٧ |
وَلَهْفِي عَلَى حَيَّيْ حُنَيْفٍ كِلَيْهِمَا |
* |
إِذَا الغَيْثُ أَمْسَى كَابِي الَّلوْنِ أَغْبَرَا |
٤٨ |
يُذَكِّرُنِي حَيَّيْ حُنَيفٍ كِلَيْهِمَا |
* |
حَمَامٌ تَرَادَفْنَ الرَّكِيَّ المُعَوَّرَا |
٤٩ |
ومَا لِيَ لاَ أَبْكِي الدِّيَارَ وأَهْلَهَا |
* |
وقَدْ حَلَّهَا رُوَّادُ عَكّ وحِمْيَرَا |
٥٠ |
فَإِنَّ بَنِي قَنْيَانَ أَصْبَحَ سَرْبُهُمْ |
* |
بِجَرْعَاءِ عَبْسٍ آمِنًا أَنْ يُنَفَّرَا |