الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ * كُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ
٢ أَسَدٌ لَعَمرُكَ مَن يَموتُ بِظُفرِهِ * عِندَ اللِقاءِ كَمَن يَموتُ بِنابِهِ
٣ إِن نامَ عَنكَ فَكُلُّ طِبٍّ نافِعٌ * أَو لَم يَنَم فَالطِبُّ مِن أَذنابِهِ
٤ داءُ النُفوسِ وَكُلُّ داءٍ قَبلَهُ * هَمٌّ نَسينَ مَجيئَهُ بِذَهابِهِ
٥ النَفسُ حَربُ المَوتِ إِلّا أَنَّها * أَتَتِ الحَياةَ وَشُغلَها مِن بابِهِ
٦ تَسَعُ الحَياةَ عَلى طَويلِ بَلائِها * وَتَضيقُ عَنهُ عَلى قَصيرِ عَذابِهِ
٧ هُوَ مَنزِلُ الساري وَراحَةُ رائِحٍ * كَثُرَ النَهارُ عَلَيهِ في إِنعابِهِ
٨ وَشَفاءُ هَذي الروحِ مِن آلامِها * وَدَواءُ هَذا الجِسمِ مِن أَوصابِهِ
٩ مَن سَرَّهُ أَلّا يَموتَ فَبِالعُلا * خَلُدَ الرِجالُ وَبِالفِعالِ النابِهِ
١٠ ما ماتَ مَن حازَ الثَرى آثارَهُ * وَاِستَولَتِ الدُنيا عَلى آدابِهِ
١١ قُل لِلمُدِلِّ بِمالِهِ وَبِجاهِهِ * وَبِما يُجِلُّ الناسُ مِن أَنسابِهِ
١٢ هَذا الأَديمُ يَصُدُّ عَن حُضّارِهِ * وَيَنامُ مِلءَ الجَفنِ عَن غُيّابِهِ
١٣ إِلّا فَتًىً يَمشي عَلَيهِ مُجَدِّدًا * ديباجَتَيهِ مُعَمِّرًا بِخَرابِهِ
١٤ صادَت بِقارِعَةِ الصَعيدِ بَعوضَةٌ * في الجَوِّ صائِدَ بازِهِ وَعُقابِهِ
١٥ وَأَصابَ خُرطومُ الذُبابَةِ صَفحَةً * خُلِقَت لِسَيفِ الهِندِ أَو لِذُبابِهِ
١٦ طارَت بِخافِيَةِ القَضاءِ وَرَأرَأَت * بِكَريمَتَيهِ وَلامَسَت بِلُعابِهِ
١٧ لا تَسمَعَنَّ لِعُصبَةِ الأَرواحِ ما * قالوا بِباطِلِ عِلمِهِم وَكِذابِهِ
١٨ الروحُ لِلرَحمَنِ جَلَّ جَلالُهُ * هِيَ مِن ضَنائِنِ عِلمِهِ وَغِيابِهِ
١٩ غُلِبوا عَلى أَعصابِهِم فَتَوَهَّموا * أَوهامَ مَغلوبٍ عَلى أَعصابِهِ
٢٠ ما آبَ جَبّارُ القُرونِ وَإِنَّما * يَومُ الحِسابِ يَكونُ يَومَ إِيابِهِ
٢١ فَذَروهُ في بَلَدِ العَجائِبِ مُغمَدًا * لا تَشهَروهُ كَأَمسِ فَوقَ رِقابِهِ
٢٢ المُستَبِدُّ يُطاقُ في ناووسِهِ * لا تَحتَ تاجَيهِ وَفَوقَ وِثابِهِ
٢٣ وَالفَردُ يُؤمَنُ شَرُّهُ في قَبرِهِ * كَالسَيفِ نامَ الشَرُّ خَلفَ قِرابِهِ
٢٤ هَل كانَ توتَنخٌ تَقَمَّصُ روحُهُ * قُمُصَ البَعوضِ وَمُستَخَسَّ إِهابِهِ
٢٥ أَو كانَ يَجزيكَ الرَدى عَن صُحبَةٍ * وَهوَ القَديمُ وَفاؤُهُ لِصِحابِهِ
٢٦ تَاللَهِ لَو أَهدى لَكَ الهَرَمَينِ مِن * ذَهَبٍ لَكانَ أَقَلَّ ما تُجزى بِهِ
٢٧ أَنتَ البَشيرُ بِهِ وَقَيِّمُ قَصرِهِ * وَمُقَدِّمُ النُبَلاءِ مِن حُجّابِهِ
٢٨ أَعلَمتَ أَقوامَ الزَمانِ مَكانَهُ * وَحَشَدتَهُم في ساحِهِ وَرِحابِهِ
٢٩ لولا بَنانُكَ في طَلاسِمِ تُربِهِ * ما زادَ في شَرَفٍ عَلى أَترابِهِ
٣٠ أَخنى الحِمامُ عَلى اِبنِ هِمَّةِ نَفسِهِ * في المَجدِ وَالباني عَلى أَحسابِهِ
٣١ الجائِبُ الصَخرَ العَتيدَ بِحاجِرٍ * دَبَّ الزَمانُ وَشَبَّ في أَسرابِهِ
٣٢ لَو زايَلَ المَوتى مَحاجِرَهُم بِهِ * وَتَلَفَّتوا لَتَحَيَّروا كَضَبابِهِ
٣٣ لَم يَألُهُ صَبرًا وَلَم يَنِ هِمَّةً * حَتّى اِنثَنى بِكُنوزِهِ وَرِغابِهِ
٣٤ أَفضى إِلى خَتمِ الزَمانِ فَفَضَّهُ * وَحَبا إِلى التاريخِ في مِحرابِهِ
٣٥ وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى * فِرعَونَ بَينَ طَعامِهِ وَشَرابِهِ
٣٦ المَندَلُ الفَيّاحُ عودُ سَريرِهِ * وَاللُؤلُؤُ اللَمّاحُ وَشيُ ثِيابِهِ
٣٧ وَكَأَنَّ راحَ القاطِفينَ فَرَغنَ مِن * أَثمارِهِ صُبحًا وَمِن أَرطابِهِ
٣٨ جَدَثٌ حَوى ما ضاقَ غُمدانٌ بِهِ * مِن هالَةِ المُلكِ الجَسيمِ وَغابِهِ
٣٩ بُنيانُ عُمرانٍ وَصَرحُ حَضارَةٍ * في القَبرِ يَلتَقِيانِ في أَطنابِهِ
٤٠ فَتَرى الزَمانَ هُناكَ عِندَ مَشيبِهِ * مِثلَ الزَمانِ اليَومَ بَعدَ شَبابِهِ
٤١ وَتُحِسُّ ثَمَّ العِلمَ عِندَ عُبابِهِ * تَحتَ الثَرى وَالفَنُّ عِندَ عُجابِهِ
٤٢ يا صاحِبَ الأُخرى بَلَغتَ مَحَلَّةً * هِيَ مِن أَخي الدُنيا مُناخُ رِكابِهِ
٤٣ نُزُلٌ أَفاقَ بِجانِبَيهِ مِنَ الهَوى * مَن لا يُفيقُ وَجَدَّ مِن تَلعابِهِ
٤٤ نامَ العَدُوُّ لَدَيهِ عَن أَحقادِهِ * وَسَلا الصَديقُ بِهِ هَوى أَحبابِهِ
٤٥ الراحَةُ الكُبرى مِلاكُ أَديمِهِ * وَالسَلوَةُ الطولى قِوامُ تُرابِهِ
٤٦ وادي المُلوكِ بَكَت عَلَيكَ عُيونُهُ * بِمُرَقرَقٍ كَالمُزنِ في تَسكابِهِ
٤٧ أَلقى بَياضَ الغَيمِ عَن أَعطافِهِ * حُزنًا وَأَقبَلَ في سَوادِ سَحابِهِ
٤٨ يَأسى عَلى حَرباءِ شَمسِ نَهارِهِ * وَنَزيلُ قيعَتِهِ وَجارُ سَرابِهِ
٤٩ وَيَوَدُّ لَو أُلبِستَ مِن بَردِيَّهِ * بُردَينِ ثُمَّ دُفِنتَ بَينَ شِعابِهِ
٥٠ نَوَّهتَ في الدُنيا بِهِ وَرَفَعتَهُ * فَوقَ الأَديمِ بِطاحِهِ وَهِضابِهِ
٥١ أَخرَجتَ مِن قَبرٍ كِتابَ حَضارَةٍ * الفَنُّ وَالإِعجازُ مِن أَبوابِهِ
٥٢ فَصَّلتَهُ فَالبَرقُ في إيجازِهِ * يُبنى البَريدُ عَلَيهِ في إِطنابِهِ
٥٣ طَلَعا عَلى لَوزانَ وَالدُنيا بِها * وَعَلى المُحيطِ ما وَراءَ عُبابِهِ
٥٤ جِئتَ الشُعوبَ المُحسِنينَ بِشافِعٍ * مِن مِثلِ مُتقَنِ فَنِّهِم وَلُبابِهِ
٥٥ فَرَفَعتَ رُكنًا لِلقَضِيَّةِ لَم يَكُن * سَحبانُ يَرفَعُهُ بِسِحرِ خِطابِهِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

ذكرى كانارفون

الصفحات

١ - الأبيات (١-١٢) في صفحة (٧٤)،
٢ - الأبيات (١٣-٢٦) في صفحة (٧٥)،
٣ - الأبيات (٢٧-٤٢) في صفحة (٧٦)،
٤ - الأبيات (٤٣-٥٥) في صفحة (٧٧)،

الرابط المختصر