١ |
في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ |
* |
كُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ |
٢ |
أَسَدٌ لَعَمرُكَ مَن يَموتُ بِظُفرِهِ |
* |
عِندَ اللِقاءِ كَمَن يَموتُ بِنابِهِ |
٣ |
إِن نامَ عَنكَ فَكُلُّ طِبٍّ نافِعٌ |
* |
أَو لَم يَنَم فَالطِبُّ مِن أَذنابِهِ |
٤ |
داءُ النُفوسِ وَكُلُّ داءٍ قَبلَهُ |
* |
هَمٌّ نَسينَ مَجيئَهُ بِذَهابِهِ |
٥ |
النَفسُ حَربُ المَوتِ إِلّا أَنَّها |
* |
أَتَتِ الحَياةَ وَشُغلَها مِن بابِهِ |
٦ |
تَسَعُ الحَياةَ عَلى طَويلِ بَلائِها |
* |
وَتَضيقُ عَنهُ عَلى قَصيرِ عَذابِهِ |
٧ |
هُوَ مَنزِلُ الساري وَراحَةُ رائِحٍ |
* |
كَثُرَ النَهارُ عَلَيهِ في إِنعابِهِ |
٨ |
وَشَفاءُ هَذي الروحِ مِن آلامِها |
* |
وَدَواءُ هَذا الجِسمِ مِن أَوصابِهِ |
٩ |
مَن سَرَّهُ أَلّا يَموتَ فَبِالعُلا |
* |
خَلُدَ الرِجالُ وَبِالفِعالِ النابِهِ |
١٠ |
ما ماتَ مَن حازَ الثَرى آثارَهُ |
* |
وَاِستَولَتِ الدُنيا عَلى آدابِهِ |
١١ |
قُل لِلمُدِلِّ بِمالِهِ وَبِجاهِهِ |
* |
وَبِما يُجِلُّ الناسُ مِن أَنسابِهِ |
١٢ |
هَذا الأَديمُ يَصُدُّ عَن حُضّارِهِ |
* |
وَيَنامُ مِلءَ الجَفنِ عَن غُيّابِهِ |
١٣ |
إِلّا فَتًىً يَمشي عَلَيهِ مُجَدِّدًا |
* |
ديباجَتَيهِ مُعَمِّرًا بِخَرابِهِ |
١٤ |
صادَت بِقارِعَةِ الصَعيدِ بَعوضَةٌ |
* |
في الجَوِّ صائِدَ بازِهِ وَعُقابِهِ |
١٥ |
وَأَصابَ خُرطومُ الذُبابَةِ صَفحَةً |
* |
خُلِقَت لِسَيفِ الهِندِ أَو لِذُبابِهِ |
١٦ |
طارَت بِخافِيَةِ القَضاءِ وَرَأرَأَت |
* |
بِكَريمَتَيهِ وَلامَسَت بِلُعابِهِ |
١٧ |
لا تَسمَعَنَّ لِعُصبَةِ الأَرواحِ ما |
* |
قالوا بِباطِلِ عِلمِهِم وَكِذابِهِ |
١٨ |
الروحُ لِلرَحمَنِ جَلَّ جَلالُهُ |
* |
هِيَ مِن ضَنائِنِ عِلمِهِ وَغِيابِهِ |
١٩ |
غُلِبوا عَلى أَعصابِهِم فَتَوَهَّموا |
* |
أَوهامَ مَغلوبٍ عَلى أَعصابِهِ |
٢٠ |
ما آبَ جَبّارُ القُرونِ وَإِنَّما |
* |
يَومُ الحِسابِ يَكونُ يَومَ إِيابِهِ |
٢١ |
فَذَروهُ في بَلَدِ العَجائِبِ مُغمَدًا |
* |
لا تَشهَروهُ كَأَمسِ فَوقَ رِقابِهِ |
٢٢ |
المُستَبِدُّ يُطاقُ في ناووسِهِ |
* |
لا تَحتَ تاجَيهِ وَفَوقَ وِثابِهِ |
٢٣ |
وَالفَردُ يُؤمَنُ شَرُّهُ في قَبرِهِ |
* |
كَالسَيفِ نامَ الشَرُّ خَلفَ قِرابِهِ |
٢٤ |
هَل كانَ توتَنخٌ تَقَمَّصُ روحُهُ |
* |
قُمُصَ البَعوضِ وَمُستَخَسَّ إِهابِهِ |
٢٥ |
أَو كانَ يَجزيكَ الرَدى عَن صُحبَةٍ |
* |
وَهوَ القَديمُ وَفاؤُهُ لِصِحابِهِ |
٢٦ |
تَاللَهِ لَو أَهدى لَكَ الهَرَمَينِ مِن |
* |
ذَهَبٍ لَكانَ أَقَلَّ ما تُجزى بِهِ |
٢٧ |
أَنتَ البَشيرُ بِهِ وَقَيِّمُ قَصرِهِ |
* |
وَمُقَدِّمُ النُبَلاءِ مِن حُجّابِهِ |
٢٨ |
أَعلَمتَ أَقوامَ الزَمانِ مَكانَهُ |
* |
وَحَشَدتَهُم في ساحِهِ وَرِحابِهِ |
٢٩ |
لولا بَنانُكَ في طَلاسِمِ تُربِهِ |
* |
ما زادَ في شَرَفٍ عَلى أَترابِهِ |
٣٠ |
أَخنى الحِمامُ عَلى اِبنِ هِمَّةِ نَفسِهِ |
* |
في المَجدِ وَالباني عَلى أَحسابِهِ |
٣١ |
الجائِبُ الصَخرَ العَتيدَ بِحاجِرٍ |
* |
دَبَّ الزَمانُ وَشَبَّ في أَسرابِهِ |
٣٢ |
لَو زايَلَ المَوتى مَحاجِرَهُم بِهِ |
* |
وَتَلَفَّتوا لَتَحَيَّروا كَضَبابِهِ |
٣٣ |
لَم يَألُهُ صَبرًا وَلَم يَنِ هِمَّةً |
* |
حَتّى اِنثَنى بِكُنوزِهِ وَرِغابِهِ |
٣٤ |
أَفضى إِلى خَتمِ الزَمانِ فَفَضَّهُ |
* |
وَحَبا إِلى التاريخِ في مِحرابِهِ |
٣٥ |
وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى |
* |
فِرعَونَ بَينَ طَعامِهِ وَشَرابِهِ |
٣٦ |
المَندَلُ الفَيّاحُ عودُ سَريرِهِ |
* |
وَاللُؤلُؤُ اللَمّاحُ وَشيُ ثِيابِهِ |
٣٧ |
وَكَأَنَّ راحَ القاطِفينَ فَرَغنَ مِن |
* |
أَثمارِهِ صُبحًا وَمِن أَرطابِهِ |
٣٨ |
جَدَثٌ حَوى ما ضاقَ غُمدانٌ بِهِ |
* |
مِن هالَةِ المُلكِ الجَسيمِ وَغابِهِ |
٣٩ |
بُنيانُ عُمرانٍ وَصَرحُ حَضارَةٍ |
* |
في القَبرِ يَلتَقِيانِ في أَطنابِهِ |
٤٠ |
فَتَرى الزَمانَ هُناكَ عِندَ مَشيبِهِ |
* |
مِثلَ الزَمانِ اليَومَ بَعدَ شَبابِهِ |
٤١ |
وَتُحِسُّ ثَمَّ العِلمَ عِندَ عُبابِهِ |
* |
تَحتَ الثَرى وَالفَنُّ عِندَ عُجابِهِ |
٤٢ |
يا صاحِبَ الأُخرى بَلَغتَ مَحَلَّةً |
* |
هِيَ مِن أَخي الدُنيا مُناخُ رِكابِهِ |
٤٣ |
نُزُلٌ أَفاقَ بِجانِبَيهِ مِنَ الهَوى |
* |
مَن لا يُفيقُ وَجَدَّ مِن تَلعابِهِ |
٤٤ |
نامَ العَدُوُّ لَدَيهِ عَن أَحقادِهِ |
* |
وَسَلا الصَديقُ بِهِ هَوى أَحبابِهِ |
٤٥ |
الراحَةُ الكُبرى مِلاكُ أَديمِهِ |
* |
وَالسَلوَةُ الطولى قِوامُ تُرابِهِ |
٤٦ |
وادي المُلوكِ بَكَت عَلَيكَ عُيونُهُ |
* |
بِمُرَقرَقٍ كَالمُزنِ في تَسكابِهِ |
٤٧ |
أَلقى بَياضَ الغَيمِ عَن أَعطافِهِ |
* |
حُزنًا وَأَقبَلَ في سَوادِ سَحابِهِ |
٤٨ |
يَأسى عَلى حَرباءِ شَمسِ نَهارِهِ |
* |
وَنَزيلُ قيعَتِهِ وَجارُ سَرابِهِ |
٤٩ |
وَيَوَدُّ لَو أُلبِستَ مِن بَردِيَّهِ |
* |
بُردَينِ ثُمَّ دُفِنتَ بَينَ شِعابِهِ |
٥٠ |
نَوَّهتَ في الدُنيا بِهِ وَرَفَعتَهُ |
* |
فَوقَ الأَديمِ بِطاحِهِ وَهِضابِهِ |
٥١ |
أَخرَجتَ مِن قَبرٍ كِتابَ حَضارَةٍ |
* |
الفَنُّ وَالإِعجازُ مِن أَبوابِهِ |
٥٢ |
فَصَّلتَهُ فَالبَرقُ في إيجازِهِ |
* |
يُبنى البَريدُ عَلَيهِ في إِطنابِهِ |
٥٣ |
طَلَعا عَلى لَوزانَ وَالدُنيا بِها |
* |
وَعَلى المُحيطِ ما وَراءَ عُبابِهِ |
٥٤ |
جِئتَ الشُعوبَ المُحسِنينَ بِشافِعٍ |
* |
مِن مِثلِ مُتقَنِ فَنِّهِم وَلُبابِهِ |
٥٥ |
فَرَفَعتَ رُكنًا لِلقَضِيَّةِ لَم يَكُن |
* |
سَحبانُ يَرفَعُهُ بِسِحرِ خِطابِهِ |