الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ رَحَلَتْ سُمَيّةُ غُدوَةً أَجْمَالَها * غَضْبَى عليكَ فما تقولُ بَدَا لَهَا
٢ هذا النّهارُ بَدَا لهَا مِنْ هَمِّها * ما بَالُها باللّيلِ زالَ زَوَالُها
٣ سَفَهًا وَمَا تَدْرِي سُمَيّةُ وَيْحَها * أنْ رُبَّ غانيةٍ صَرَمْتُ وِصَالَهَا
٤ وَمَصَابِ غاديةٍ كأنَّ تِجَارَها * نَشَرَتْ عليهِ بُرُودَها وَرِحَالَها
٥ قَدْ بِتُّ رَائِدَهَا وَشَاةِ مُحَاذِرٍ * حَذَرًا يُقِلُّ بِعَيْنِهِ أغْفَالَهَا
٦ فَظَلِلْتُ أَرْعَاها وَظَلَّ يَحُوطُها * حتى دنوتُ إذا الظَّلامُ دَنَا لَهَا
٧ فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ * فَأصَبْتُ حَبّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالَهَا
٨ حَفِظَ النَّهارَ وباتَ عنها غافلاً * فَخَلَتْ لِصَاحِبِ لَذَّةٍ وخلا لَهَا
٩ وَسَبِيْئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بَابِلٌ * كَدَمِ الذَّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا
١٠ وَغَرِيبَةٍ تَأتي المُلُوكَ حَكِيمَةٍ * قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذا قَالَهَا
١١ وَجَزُورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحَتْفِهَا * وَنِيَاطِ مُقْفِرَة ٍ أخَافُ ضَلالَهَا
١٢ يَهْمَاءَ مُوحِشَةٍ رَفَعْتُ لِعَرْضِهَا * طَرْفِي لأَقْدِرَ بينَها أَمْيَالَها
١٣ بِِجُلالَةٍ سُرُحٍ كَأنَّ بِغَرْزِهَا * هِرًّا إذا انْتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَهَا
١٤ عَسْفًا وَإِرْقَالَ الهَجِيرِ تَرَى لَهَا * خَدَمًا تُسَاقِطُ بالطَّرِيقِ نِعَالَهَا
١٥ كانتْ بَقِيَّةَ أَرْبَعٍ فاعتمتها * لَمّا رَضِيتُ مَعَ النّجَابَة ِ آلَهَا
١٦ فَتَرَكْتُها بعدَ المراحِ رَذِيَّةً * وَأمِنْتُ بَعْدَ رُكُوبِهَا إعْجَالَهَا
١٧ فَتَنَاوَلَتْ قَيْسًا بِحُرِّ بلادِهِ * فَأتَتْهُ بَعْدَ تَنُوفَةٍ فَأنَالهَا
١٨ فَإذَا تُجَوِّزُهَا حِبَالَ قَبِيلَةٍ * أَخَذَتْ مِن الأخرى إليكَ حِبَالَها
١٩ قِبَلَ امرئٍ طَلْقِ اليدينِ مُبَارَكٍ * أَلْفَى أباهُ بِنَجْوَةٍ فَسَمَا لَهَا
٢٠ فَكَأنَّهَا لَمْ تَلْقَ سِتّةَ أشْهُرٍ * ضُرًّا إذا وَضَعَتْ إليكَ جِلالَها
٢١ ولقد نَزَلْتُ بخيرِ مَن وَطِئَ الحَصَى * قَيْسٍ فَأَثْبَتَ نَعْلَها وَقِبَالَها
٢٢ ما النِّيلُ أصبحَ زاجرًا مِنْ مَدِّهِ * جَادَتْ لهُ رِيحُ الصَّبا فَجَرَى لَهَا
٢٣ زَبِدًا بِبَابِلَ فهو يَسْقِي أَهْلَها * رَغَدًا تُفَجِّرُهُ النَّبِيطُ خِلالَها
٢٤ يَوْمًا بِأجْوَدَ نَائِلاً مِنْهُ إذَا * نَفْسُ البَخِيلِ تَجَهَّمَتْ سُؤَّالَها
٢٥ الوَاهِبُ المِئَةَ الهِجَانَ وَعَبْدَهَا * عُوذًا تُزَجِّي خَلْفَهَا أطْفَالَهَا
٢٦ والقَارِحَ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ * ما إِنْ تَنَالُ يدُ الطَّويلِ قَذَالَها
٢٧ وَكَأنَّمَا تَبِعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا * عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيِّ عِيَالَهَا
٢٨ طَلَبًا حَثِيثًا بِالوَلِيدِ تَبُزُّهِ * حتى تَوَسَّطَ رُمْحُهُ أَكْفَالَها
٢٩ عَوَّدْتَ كِنْدَةَ عَادَةً فاصْبِرْ لَهَا * اغْفِرْ لجَاهِلِهَا وَرَوِّ سِجَالَهَا
٣٠ وَكُنْ لَهَا جَمَلاً ذَلُولاً ظَهْرُهُ * احْمِلْ وكنتَ مُعَاوِدًا تَحْمَالَها
٣١ وإذا تَحُلُّ مِنَ الخُطُوبِ عَظِيمَةٌ * أَهْلي فِداؤُكَ فاكْفِهِمْ أثْقَالَهَا
٣٢ فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشّهُورَ عَلامةً * قَدْرًا فبيَّنَ نِصْفَها وَهِلالَها
٣٣ مَا كنْتَ في الحَرْبِ العَوَانِ مُغَمَّرًا * إذْ شَبَّ حَرُّ وَقُودِهَا أجْزَالَهَا
٣٤ وَسَعَى لِكِنْدَةَ غيرَ سَعْيِ مُوَاكِلٍ * قَيْسٌ فَضَرَّ عَدَوَّها وبَنَى لَهَا
٣٥ وأهانَ صالحَ مالهِ لِفَقِيرِها * وأَسَى وَأصْلَحَ بَيْنَهَا وَسَعَى لَهَا
٣٦ ما إِنْ تَغِيبُ لها كما غابَ امرؤٌ * هانتْ عَشِيرتُهُ عليهِ فَغَالَها
٣٧ وَتَرَى لَهُ ضُرًّا عَلى أعْدَائِهِ * وَتَرَى لِنِعْمَتِهِ عَلى مَنْ نَالَهَا
٣٨ أَثَرًا مِنَ الخيرِ المُزَيِّنِ أَهْلَهُ * كالغيثِ صابَ بِبَلْدَةٍ فَأَسَالَها
٣٩ ثَقِفٌ إذَا نَالَتْ يَدَاهُ غَنِيمَةً * شدَّ الرِّكابَ لِمِثْلِها لِيَنَالَها
٤٠ بالخيلِ شُعْثًا ما تَزَالُ جِيادُها * رُجُعًا تُغادِرُ بِالطَّرِيقِ سِخَالَهَا
٤١ أَمًّا لِصَاحِبِ نِعْمَةٍ طَرَّحْتَهَا * وَوِصالِ رِحْمٍ قد نَضَحْتَ بِلالَها
٤٢ طالَ القِيادُ بِهَا فلمْ ترَ تَابِعًا * للخيلِ ذا رَسَنٍ ولا أَعْطَالَها
٤٣ وَسَمِعْتُ أكْثَرَ ما يُقالُ لها اقْدُمِي * والنّصُّ والإيجافُ كانَ صِقَالَها
٤٤ حَتّى إذا لَمَعَ الدّلِيلُ بِثَوْبِهِ * سُقِيَتْ وَصَبَّ رُوَاتُها أَشْوَالَها
٤٥ فكَفَى العَضَارِيطُ الرِّكابَ فبُدِّدَتْ * منهُ لأَمْرِ مُؤَمَّلٍ فَأَجاَلَها
٤٦ فَتَرَى سَوَابِقَهَا يُثِرْنَ عَجَاجَةً * مِثْلَ السَّحابِ إذا قَفَوْتَ رِعالَهَا
٤٧ مُتَبَارِيَاتٍ في الأَعِنَّةِ شُزَّبًا * حَتّى تُفِيءَ عَشِيّةً أنْفَالَهَا
٤٨ فأصَبْنَ ذا كَرَمٍ وَمَنْ أخطأنَهُ * جَزَّأ المَقِيظَةَ خَشْيَةً أمْثَالَهَا
٤٩ وَلَبُونِ مِعْزَابٍ حَوَيتَ فأصْبَحتْ * نُهْبَى وَآزِلَةٍ قَضَيْتَ عِقَالَها
٥٠ ولقدْ جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فَاقَةٍ * وأصابَ غَزُوُكَ إِمَّةً فَأَزَالَها
٥١ وإذا تَجِيءُ كَتِيبةٌ مَلْمُومةٌ * خَرْسَاءُ تُغْشِي مَن يَذُودُ نِهَالَها
٥٢ تَأْوِي طَوَائِفُها إلى مُخْضَرَّةٍ * مَكْرُوهَةٍ يَخْشَى الكُمَاةُ نِزَالَها
٥٣ كنتَ المقدَّمَ غيرَ لابسِ جُنّةٍ * بالسّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلِمًا أبْطَالَهَا
٥٤ وَعَلِمْتَ أنَّ النَّفسَ تَلْقَى حَتْفَها * ما كانَ خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لَهَا

بيانات القصيدة

الرابط المختصر