| 1 | مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ | * | فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ |
| 2 | لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ | * | وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ |
| 3 | فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي | * | وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ |
| 4 | جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ | * | كَما انجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ |
| 5 | وَفي الجِسمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بِشَيبِهِ | * | وَلَو أَنَّ ما في الوَجهِ مِنهُ حِرابُ |
| 6 | لَها ظُفُرٌ إِنْ كَلَّ ظُفرٌ أُعِدُّهُ | * | وَنابٌ إِذا لَم يَبقَ في الفَمِ نابُ |
| 7 | يُغَيِّرُ مِنّي الدَهرُ ما شاءَ غَيرَها | * | وَأَبلُغُ أَقصى العُمرِ وَهِيَ كَعابُ |
| 8 | وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي | * | إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ |
| 9 | غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني | * | إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ |
| 10 | وَعَن ذَمَلانِ العيسِ إِنْ سامَحَتْ بِهِ | * | وَإِلّا فَفي أَكوارِهِنَّ عُقابُ |
| 11 | وَأَصدى فَلا أُبدي إِلى الماءِ حاجَةً | * | وَلِلشَمسِ فَوقَ اليَعمُلاتِ لُعابُ |
| 12 | وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ | * | نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ |
| 13 | وَلِلخَودِ مِنّي ساعَةٌ ثُمَّ بَينَنا | * | فَلاةٌ إِلى غَيرِ اللِقاءِ تُجابُ |
| 14 | وَما العِشقُ إِلّا غِرَّةٌ وَطَماعَةٌ | * | يُعَرِّضُ قَلبٌ نَفسَهُ فَيُصابُ |
| 15 | وَغَيرُ فُؤادي لِلغَواني رَمِيَّةٌ | * | وَغَيرُ بَناني لِلزُجاجِ رِكابُ |
| 16 | تَرَكنا لِأَطرافِ القَنا كُلَّ شَهوَةٍ | * | فَلَيسَ لَنا إِلّا بِهِنَّ لِعابُ |
| 17 | نُصَرِّفُهُ لِلطَعنِ فَوقَ حَواذرٍ | * | قَدِ انقَصَفَت فيهِنَّ مِنهُ كِعابُ |
| 18 | أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ | * | وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ |
| 19 | وَبَحرٌ أَبو المِسكِ الخِضَمُّ الَّذي لَهُ | * | عَلى كُلِّ بَحرٍ زَخرَةٌ وَعُبابُ |
| 20 | تَجاوَزَ قَدرَ المَدحِ حَتّى كَأَنَّهُ | * | بِأَحسَنِ ما يُثنى عَلَيهِ يُعابُ |
| 21 | وَغالَبَهُ الأَعداءُ ثُمَّ عَنَوا لَهُ | * | كَما غالَبَت بيضَ السُيوفِ رِقابُ |
| 22 | وَأَكثَرُ ما تَلقى أَبا المِسكِ بِذلَةً | * | إِذا لَم تَصُن إِلّا الحَديدَ ثِيابُ |
| 23 | وَأَوسَعُ ما تَلقاهُ صَدرًا وَخَلفَهُ | * | رِماءٌ وَطَعنٌ وَالأَمامَ ضِرابُ |
| 24 | وَأَنفَذُ ما تَلقاهُ حُكمًا إِذا قَضى | * | قَضاءً مُلوكُ الأَرضِ مِنهُ غِضابُ |
| 25 | يَقودُ إِلَيهِ طاعَةَ الناسِ فَضلُهُ | * | وَلَو لَم يَقُدها نائِلٌ وَعِقابُ |
| 26 | أَيا أَسَدًا في جِسمِهِ روحُ ضَيغَمٍ | * | وَكَم أُسُدٍ أَرواحُهُنَّ كِلابُ |
| 27 | وَيا آخِذًا مِن دَهرِهِ حَقَّ نَفسِهِ | * | وَمِثلُكَ يُعطى حَقَّهُ وَيُهابُ |
| 28 | لَنا عِندَ هَذا الدَهرِ حَقٌّ يَلُطُّهُ | * | وَقَد قَلَّ إِعتابٌ وَطالَ عِتابُ |
| 29 | وَقَد تُحدِثُ الأَيّامُ عِندَكَ شيمَةً | * | وَتَنعَمِرُ الأَوقاتُ وَهِيَ يَبابُ |
| 30 | وَلا مُلكَ إِلّا أَنتَ وَالمُلكُ فَضلَةٌ | * | كَأَنَّكَ نَصْلٌ فيهِ وَهُوَ قِرابُ |
| 31 | أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَينًا قَريرَةً | * | وَإِن كانَ قُربًا بِالبِعادِ يُشابُ |
| 32 | وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا | * | وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ |
| 33 | أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ | * | وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ |
| 34 | وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ | * | سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ |
| 35 | وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً | * | ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ |
| 36 | وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي | * | عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ |
| 37 | وَأُعلِمَ قَومًا خالَفوني فَشَرَّقوا | * | وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا |
| 38 | جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ | * | وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ |
| 39 | وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ | * | ذِئابًا وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ |
| 40 | وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ | * | وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ |
| 41 | إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ | * | وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ |
| 42 | وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِرًا | * | لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ |
| 43 | وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً | * | فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ |