| 1 | فَدَيناكَ مِن رَبعٍ وَإِن زِدتَنا كَربا | * | فَإِنَّكَ كُنتَ الشَرقَ لِلشَمسِ وَالغَربا | 
| 2 | وَكَيفَ عَرَفنا رَسمَ مَن لَم يَدَع لَنا | * | فُؤادًا لِعِرفانِ الرُسومِ وَلا لُبّا | 
| 3 | نَزَلنا عَنِ الأَكوارِ نَمشي كَرامَةً | * | لِمَن بانَ عَنهُ أَن نُلِمَّ بِهِ رَكبا | 
| 4 | نَذُمُّ السَحابَ الغُرَّ في فِعلِها بِهِ | * | وَنُعرِضُ عَنها كُلَّما طَلَعَت عَتبا | 
| 5 | وَمَن صَحِبَ الدُنيا طَويلًا تَقَلَّبَت | * | عَلى عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها كِذبا | 
| 6 | وَكَيفَ التِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى | * | إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا | 
| 7 | ذَكَرتُ بِهِ وَصلًا كَأَنْ لَم أَفُز بِهِ | * | وَعَيشًا كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا | 
| 8 | وَفَتّانَةَ العَينَينِ قَتّالَةَ الهَوى | * | إِذا نَفَحَت شَيخًا رَوائِحُها شَبّا | 
| 9 | لَها بَشَرُ الدُرِّ الَّذي قُلِّدَت بِهِ | * | وَلَم أَرَ بَدرًا قَبلَها قُلِّدَ الشُهبا | 
| 10 | فَيا شَوقِ ما أَبقى وَيالي مِنَ النَوى | * | وَيا دَمعِ ما أَجرى وَيا قَلبِ ما أَصبى | 
| 11 | لَقَد لَعِبَ البَينُ المُشِتُّ بِها وَبي | * | وَزَوَّدَني في السَيرِ ما زَوَّدَ الضِبّا | 
| 12 | وَمَن تَكُنِ الأُسدُ الضَواري جُدودَهُ | * | يَكُن لَيلُهُ صُبحًا وَمَطعَمُهُ غَصبا | 
| 13 | وَلَستُ أُبالي بَعدَ إِدراكِيَ العُلا | * | أَكانَ تُراثًا ما تَناوَلتُ أَم كَسبا | 
| 14 | فَرُبَّ غُلامٍ عَلَّمَ المَجدَ نَفسَهُ | * | كَتَعليمِ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنَ وَالضَربا | 
| 15 | إِذا الدَولَةُ استَكفَت بِهِ في مُلِمَّةٍ | * | كَفاها فَكانَ السَيفَ وَالكَفَّ وَالقَلبا | 
| 16 | تُهابُ سُيوفُ الهِندِ وَهيَ حَدائِدٌ | * | فَكَيفَ إِذا كانَت نِزارِيَّةً عُربا | 
| 17 | وَيُرهَبُ نابُ اللَيثِ وَاللَيثُ وَحدَهُ | * | فَكَيفَ إِذا كانَ اللُيوثُ لَهُ صَحبا | 
| 18 | وَيُخشى عُبابُ البَحرِ وَهوَ مَكانَهُ | * | فَكَيفَ بِمَن يَغشى البِلادَ إِذا عَبّا | 
| 19 | عَليمٌ بِأَسرارِ الدِياناتِ وَاللُغى | * | لَهُ خَطَراتٌ تَفضَحُ الناسَ وَالكُتبا | 
| 20 | فَبورِكتَ مِن غَيثٍ كَأَنَّ جُلودَنا | * | بِهِ تُنبِتُ الديباجَ وَالوَشيَ وَالعَصبا | 
| 21 | وَمِن واهِبٍ جَزلًا وَمِن زاجِرٍ هَلًا | * | وَمِن هاتِكٍ دِرعًا وَمِن ناثِرٍ قُصبا | 
| 22 | هَنيئًا لِأَهلِ الثَغرِ رَأيُكَ فيهِمُ | * | وَأَنَّكَ حِزبَ اللهِ صِرتَ لَهُمْ حِزبا | 
| 23 | وَأَنَّكَ رُعتَ الدَهرَ فيها وَرَيبَهُ | * | فَإِن شَكَّ فَليُحدِث بِساحَتِها خَطبا | 
| 24 | فَيَومًا بِخَيلٍ تَطرُدُ الرومَ عَنهُمُ | * | وَيَومًا بِجودٍ يَطرُدُ الفَقرَ وَالجَدبا | 
| 25 | سَراياكَ تَترى وَالدُمُستُقُ هارِبٌ | * | وَأَصحابُهُ قَتلى وَأَموالُهُ نُهبى | 
| 26 | أَرى مَرعَشًا يَستَقرِبُ البُعدَ مُقبِلًا | * | وَأَدبَرَ إِذ أَقبَلتَ يَستَبعِدُ القُربا | 
| 27 | كَذا يَترُكُ الأَعداءَ مَن يَكرَهُ القَنا | * | وَيَقفُلُ مَن كانَت غَنيمَتُهُ رُعبا | 
| 28 | وَهَل رَدَّ عَنهُ بِاللُقانِ وُقوفُهُ | * | صُدورَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القُبّا | 
| 29 | مَضى بَعدَما التَفَّ الرِماحانِ ساعَةً | * | كَما يَتَلَقّى الهُدبُ في الرَقدَةِ الهُدبا | 
| 30 | وَلَكِنَّهُ وَلّى وَلِلطَعنِ سَورَةٌ | * | إِذا ذَكَرَتها نَفسُهُ لَمَسَ الجُنبا | 
| 31 | وَخَلّى العَذارى وَالبَطاريقَ وَالقُرى | * | وَشُعثَ النَصارى وَالقَرابينَ وَالصُلبا | 
| 32 | أَرى كُلَّنا يَبغي الحَياةَ لِنَفسِهِ | * | حَريصًا عَلَيها مُستَهامًا بِها صَبّا | 
| 33 | فَحُبُّ الجَبانِ النَفسَ أَورَدَهُ التُقى | * | وَحُبُّ الشُجاعِ النَفسَ أَورَدَهُ الحَربا | 
| 34 | وَيَختَلِفُ الرِزقانِ وَالفِعلُ واحِدٌ | * | إِلى أَن يُرى إِحسانُ هَذا لِذا ذَنبا | 
| 35 | فَأَضحَت كَأَنَّ السورَ مِن فَوقِ بَدئِهِ | * | إِلى الأَرضِ قَد شَقَّ الكَواكِبَ وَالتُربا | 
| 36 | تَصُدُّ الرِياحُ الهوجُ عَنها مَخافَةً | * | وَتَفزَعُ مِنها الطَيرُ أَن تَلقُطَ الحَبّا | 
| 37 | وَتَردي الجِيادُ الجُردُ فَوقَ جِبالِها | * | وَقَد نَدَفَ الصِنَّبْرُ في طُرقِها العُطبا | 
| 38 | كَفى عَجَبًا أَن يَعجَبَ الناسُ أَنَّهُ | * | بَنى مَرعَشًا تَبًّا لِآرائِهِمْ تَبّا | 
| 39 | وَما الفَرقُ ما بَينَ الأَنامِ وَبَينَهُ | * | إِذا حَذِرَ المَحذورَ وَاستَصعَبَ الصَعبا | 
| 40 | لِأَمرٍ أَعَدَّتهُ الخِلافَةُ لِلعِدا | * | وَسَمَّتهُ دونَ العالَمِ الصارِمَ العَضبا | 
| 41 | وَلَم تَفتَرِق عَنهُ الأَسِنَّةُ رَحمَةً | * | وَلَم يَترُكِ الشامَ الأَعادي لَهُ حُبّا | 
| 42 | وَلَكِن نَفاها عَنهُ غَيرَ كَريمَةٍ | * | كَريمُ الثَنا ما سُبَّ قَطُّ وَلا سَبّا | 
| 43 | وَجَيشٌ يُثَنّي كُلَّ طَودٍ كَأَنَّهُ | * | خَريقُ رِياحٍ واجَهَت غُصُنًا رَطبا | 
| 44 | كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ خافَت مُغارَهُ | * | فَمَدَّت عَلَيها مِن عَجاجَتِهِ حُجبا | 
| 45 | فَمَن كانَ يُرضي اللُؤمَ وَالكُفرَ مُلكُهُ | * | فَهَذا الَّذي يُرضي المَكارِمَ وَالرَبّا |