الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ ألا اعْتَزِليني اليومَ خَولةُ أو غُضِّي * فقدْ نَزَلتْ حَدْباءُ مَحْكَمَةُ العَضِّ
٢ أَزَالَتْ فؤادي عن مَقرِّ مَكانِه * وأضحى جَناحِي اليومَ ليس بذي نَهْضِ
٣ وقد كنتُ جَلْدًا في الحياة مُدَرِّئًا * وقد كنتُ لبّاسَ الرجالِ على البُغْضِ
٤ وإِنِّي لَحُلْوٌ للخليلِ وإنّني * لَمُرٌّ لِذي الأضغانِ أُبْدِي له بُغْضِي
٥ وإنّي لأستغني فما أَبْطَرُ الغِنَى * وأعرضُ ميسوري لِمَن يبتغي قَرْضِي
٦ وأَعْسِرُ أحيانًا فتشتدُّ عُسْرتي * فأُدْرِكُ ميسورَ الغِنى ومعي عِرْضِي
٧ وأستنقذ المولى مِن الأمرِ بعدَما * يَزِلُّ كما زَلَّ البعيرُ عن الدَّحْضِ
٨ وأَمْنَحُهُ مالي وعِرْضِي ونُصْرَتي * وإنْ كان مَحنِيَّ الضّلوعِ على بُغْضِ
٩ ويَغْمُرُهُ حِلْمِي ولو شِئْتُ نَالَهُ * عَوَاقِبُ تَبْري اللحمَ مِن كَلِمٍ مَضِّ
١٠ وما نالني حتّى تجلَّتْ فأسفرتْ * أخو ثقةٍ فيها بقَرْضٍ ولا فَرْضِ
١١ ولكنّه سَيْبُ الإلهِ وحِرْفَتِي * وشدُّ حيازيمِ المطيَّةِ بالغَرْضِ
١٢ لأُكْرِمَ نفسي أَنْ أُرَى مُتَخَشِّعًا * لذي مِنَّةٍ يُعْطِي القليلَ على الرَّحْضِ
١٣ أكفُّ الأذى عن أسرتي مُتكرِّمًا * على أنني أَجْزِي المُقارِضَ بالقَرْضِ
١٤ وأبذُلُ معروفي وتصفو خَليقَتي * إذا كَدَرَتْ أخلاقُ كلِّ فتىً مَحْضِ
١٥ وأمضي همومي بالزّماع لوجهها * إذا ما أمورٌ لم يكدْ بعضُها يَمْضِي
١٦ وأقضي على نفسي إذا ألحقّ نابني * وفي الناس من يُقضى عليه ولا يَقْضِي
١٧ وإني لذو حِلْمٍ على أنّ سَوْرَتِي * إذا هَزَّني قومٌ حَمِيتُ بها عِرْضِي
١٨ وإنْ طَلبوا وُدِّي عَطَفْتُ عليهمُ * ولا خيرَ فيمَن لا يعود إلى خَفْضِ
١٩ ومُعْترضٍ في الحقِّ غَيَّرتُ قولَه * وقلتُ له ليس القضاءُ كما تَقْضِي
٢٠ رَكِبْتُ به الأهوالَ حتى تَرَكْتُهُ * بمنزلِ ضَنْكٍ ما يَكُدُّ ولا يَمْضِي
٢١ ولستُ بذي لَوْنَيْنِ فيمَنْ عَرَفْتُهُ * ولا البخلُ فاعلمْ مِن سمائي ولا أَرْضِي
٢٢ قد امضيتُ هذا في وصيّةِ عَبْدَلٍ * ومثلُ الذي أوصى به عَبْدَلٌ أُمْضِي
٢٣ إذا مُتُّ فابكيني بما أنا أهلُه * وحَضِّي عليَّ الباكياتِ مَدَى الحَضِّ
٢٤ ولا تَعْدليني إِنْ هَلَكْتُ بِعَاجِزٍ * مِن الناسِ مَنْقُوضِ المريرةِ والنَّقْضِ
٢٥ حَلفتُ بربِّ الرّاقصاتِ إلى مِنى * يُبَارِينَ أيّامَ المَشاعرِ والنَّهْضِ
٢٦ لَئِنْ هِبْتُ أقوامًا بَدَتْ لي ذنوبُهمْ * مخافةَ رَحْبِ الصّدرِ ذي جَدَلٍ عَضِّ
٢٧ لقد طالما هَزُّوا قناتي وأَجْلَبُوا * عليَّ فما لانتْ قَنَاتي عن العَضِّ
٢٨ وقد عَلِمُوا أني شَجٍ لعدوهمْ * وأني على شحنائهمْ كَثْرَ ما أُغْضِي
٢٩ ولكنني أحمي ذمارَ عشيرتي * ويدفعُ مَن رَكَّّضْتُ دونهمُ رَكْضِي
٣٠ بِمَشْهَدِ لا وَانٍ ولا عَاجِزِ القُوَى * ولكنْ مُدِلاً يَخْبِطُ الناسَ عن عُرْضِ
٣١ أَبَعْدَ بني ذَرَى بنِ عبدلَ إذْ غَدَا * بهمْ مَن يُرَجِّي لذةَ العيشِ بالخفضِ
٣٢ مَضَوْا وبَقِينا نأملُ العيشَ بعدهمْ * ألا سارَ مَن يبقى على إِثْرِ مَن يَمْضِي
٣٣ فَحَسْبِي مِن الدّاءِ الذي ليس بارحي * وبعضُ همومٍ لم يَكَدْ وَجْدُها يُفْضِي
٣٤ ألم تَرَ أنّ العينَ بُعْثَ سُجومُها * مِن الدمعِ حتى لم يكدْ جفنُها يُغْضِي
٣٥ كأنّ مُجَاجَ السُّنْبُلِ الوَرْثِ فيهما * تداعتْ به الأرواحُ في وَرَقٍ رَحْضِ
٣٦ كما ينظرُ الورَّادُ خيلاً سريعةً * مُقيّدةً تَنْدُو إلى الحِلْسِ والغَرْضِ
٣٧ خُذوا حِذْرَكمْ أهلَ المُشَقَّرِ والصّفا * بني عَمِّنا والقَرْضِ نُجْزِيه بالقَرْضِ
٣٨ ألا أَبْلِغَا بكرَ العراقِ بنِ وائلٍ * بكأَسٍ سَقَى النَّصْرِيُّ شارِبَها رَمْضِ
٣٩ ف، يقتل النعمان قومي فإنما * هي اميتة الأولى وتقدمة القبض
٤٠ فميلوا على النعمان في الحرب ميلة * وكعب بن زيد فاشغلوه عن المحض
٤١ هُما أَورَداني المَوتَ عَمدًا وَجَرَّدا * عَلى الغَدرِ خَيلًا ما تَمَلُّ مِنَ الرَكضِ
٤٢ رَدِيتُ ونَجَّا اليَشْكُريَّ حِذارهُ * وحادَ كما حادَ الأَزَبُّ عن الدَّحْضِ
٤٣ ولو خِفْتُ هذا الفتكَ في الدَّينِ دافعتْ * بنو مالكٍ حتى يردُوا الذي يَقْضِي
٤٤ فيا عجبًا للجذعِ أرفعُ فوقَه * وللصَّلْبِ حَظِّي مِن عُداةٍ ومِن قَرْضِي
٤٥ وكنَّا على ذي مِرَّةٍ وَسْطَ قَوْمِنا * ضُبَيْعَةَ قِدْمًا نَضْرِبُ النّاسَ عن عُرْضِ
٤٦ أَبا مُنذِرٍ أَفنَيتَ فَاِستَبقِ بَعضَنا * حَنانَيكَ بَعضُ الشَرِّ أَهوَنَ مِن بَعضِ
٤٧ أبا مُنْذِرٍ إِنْ كنتَ قد رُمْتَ حربَنا * فمنزلُنا رَحْبٌ مَسَافَتُهُ مُفْضِ
٤٨ أبا مُنْذِرٍ مَن للكماةِ نِزالها * إذا الخيلُ جالتْ في قَنًا بينهَا رَفْضِ
٤٩ أَبا مُنذِرٍ كانَت غَرورًا صَحيفَتي * وَلَم أُعطِكُمْ في ِالطَوعِ مالي وَلا عِرضي
٥٠ أبا مُنْذِرٍ مَن للأمورِ التي تَرَى * على مِرَّةٍ تَحْدُو الشَّرائعَ بالنَّقْضِ
٥١ أبا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوفاءَ فَهِبْتَهُ * وَحِدْتَ كما حاد البعيرُ عن الدَّحْضِ
٥٢ ترى الناسَ أفواجًا إلى بابِ دارِهِ * ليَعْلَمَ حَيٌّ ما يَرُدُّ وما يُمْضِي
٥٣ فلستَ على الأحياءِ حيًّا مُمَلَّكًا * ولستَ على الأمواتِ في نُكْتَةِ الأَرْضِ
٥٤ يقال أبيتَ اللعنَ واللعنُ حَظُّهُ * وسوفَ أَبِيتَ الخيرَ تُعرَفُ بالخَفْضِ
٥٥ فَأَقسَمتُ عِندَ النُصبِ إِنّي لَهالِكٌ * بِمَتْلَفَةٍ لَيسَت بِغَبطٍ وَلا خَفضِ
٥٦ وتَصبَحُكَ الغَلباءُ تَغلِبُ غارَةً * هُنالِكَ لا يُنجيكَ عَرضٌ مِنَ العَرضِ
٥٧ وَيُلْبَسٌ قومٌ بِالمُشَقَّرِ وَالصَفا * شَآبيبَ مَوتٍ تَستَهِلُّ وَلا تُغضي
٥٨ تَميلُ عَلى العَبديِّ في حَدِّ أَرْضِهِ * وَكَعْبَ بنَ سَهْلٍ تَختَرِمهُ عَنِ المَحضِ
٥٩ فلا أَرْفِدُ المولى العَنودَ نَصِيحتي * إذا هو لم يَجْنَحْ إليَّ ولم يُفْضِ
٦٠ فما كل ذي غِشٍّ يَضُرُّكَ غِشُّه ُ * ولا كلُّ مَن تَهْوَى كَرامَتَهُ تُرْضِي

بيانات القصيدة

ملحوظة

الأبيات (٥-٢١) للحكم بن عبدل الأسدي في أمالي القالي، والقصيدة ملفقة من عدة مصادر

الصفحات

١ - الأبيات (١-٥) في صفحة (١٦٨)،
٢ - الأبيات (٦-١٨) في صفحة (١٦٩)،
٣ - الأبيات (١٩-٢٩) في صفحة (١٧٠)،
٤ - الأبيات (٣٠-٣٩) في صفحة (١٧١)،
٥ - الأبيات (٤٠-٤٧) في صفحة (١٧٢)،
٦ -الأبيات (٤٨-٥٥) في صفحة (١٧٣)،
٧ - الأبيات (٥٦-٦١) في صفحة (١٧٤)،

الرابط المختصر