الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمدًا وَلا ذَمّا * فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما
| 1 | أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمدًا وَلا ذَمّا | * | فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما | 
| 2 | إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى | * | يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى | 
| 3 | لَكِ اللهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها | * | قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرَ مُلحِقِها وَصما | 
| 4 | أَحِنُّ إِلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَتْ بِها | * | وَأَهوى لِمَثواها التُرابَ وَما ضَمّا | 
| 5 | بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها | * | وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما | 
| 6 | وَلَو قَتَلَ الهَجرُ المُحِبّينَ كُلَّهُمْ | * | مَضى بَلَدٌ باقٍ أَجَدَّتْ لَهُ صَرما | 
| 7 | مَنافِعُها ما ضَرَّ في نَفعِ غَيرِها | * | تَغَذّى وَتَروى أَن تَجوعَ وَأَن تَظما | 
| 8 | عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بِنا | * | فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما | 
| 9 | أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ | * | فَماتَتْ سُرورًا بي فَمُتُّ بِها همّا | 
| 10 | حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني | * | أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا | 
| 11 | تَعَجَّبُ مِن خَطّي وَلَفظي كَأَنَّها | * | تَرى بِحُروفِ السَطرِ أَغرِبَةً عُصما | 
| 12 | وَتَلثَمُهُ حَتّى أَصارَ مِدادُهُ | * | مَحاجِرَ عَينَيها وَأَنيابَها سُحما | 
| 13 | رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّتْ جُفونُها | * | وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى | 
| 14 | وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما | * | أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما | 
| 15 | طَلَبتُ لَها حَظًّا فَفاتَتْ وَفاتَني | * | وَقَد رَضِيَت بي لَو رَضيتُ بِها قِسما | 
| 16 | فَأَصبَحتُ أَستَسقي الغَمامُ لِقَبرِها | * | وَقَد كُنتُ أَستَسقي الوَغى وَالقَنا الصُمّا | 
| 17 | وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى | * | فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى | 
| 18 | هَبيني أَخَذتُ الثَأرَ فيكِ مِنَ العِدا | * | فَكَيفَ بِأَخذِ الثَأرِ فيكِ مِنَ الحُمّى | 
| 19 | وَما انسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِها | * | وَلَكِنَّ طَرفًا لا أَراكِ بِهِ أَعمى | 
| 20 | فَوا أَسَفا أَن لا أُكِبَّ مُقَبِّلاً | * | لِرَأسِكِ وَالصَدرِ الَّذي مُلِئا حَزما | 
| 21 | وَأَن لا أُلاقي روحَكِ الطَيِّبَ الَّذي | * | كَأَنَّ ذَكِيَّ المِسكِ كانَ لَهُ جِسما | 
| 22 | وَلَو لَم تَكوني بِنتَ أَكرَمِ والِدٍ | * | لَكانَ أَباكِ الضَخمَ كَونُكِ لي أُمّا | 
| 23 | لَئِن لَذَّ يَومُ الشامِتينَ بِيَومِها | * | فَقَد وَلَدَتْ مِنّي لِأَنفِهِمُ رَغما | 
| 24 | تَغَرَّبَ لا مُستَعظِمًا غَيرَ نَفسِهِ | * | وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما | 
| 25 | وَلا سالِكًا إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ | * | وَلا واجِدًا إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما | 
| 26 | يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ | * | وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى | 
| 27 | كَأَنَّ بَنيهِمْ عالِمونَ بِأَنَّني | * | جَلوبٌ إِلَيهِْم مِن مَعادِنِهِ اليُتما | 
| 28 | وَما الجَمعُ بَينَ الماءِ وَالنارِ في يَدي | * | بِأَصعَبَ مِن أَن أَجمَعَ الجَدَّ وَالفَهما | 
| 29 | وَلَكِنَّني مُستَنصِرٌ بِذُبابِهِ | * | وَمُرتَكِبٌ في كُلِّ حالٍ بِهِ الغَشما | 
| 30 | وَجاعِلُهُ يَومَ اللِقاءِ تَحِيَّتي | * | وَإِلّا فَلَستُ السَيِّدَ البَطَلَ القَرما | 
| 31 | إِذا قَلَّ عَزمي عَن مَدىً خَوفَ بُعدِهِ | * | فَأَبعَدُ شَيءٍ مُمكِنٌ لَم يَجِد عَزما | 
| 32 | وَإِنّي لَمِن قَومٍ كَأَنَّ نُفوسَنا | * | بِها أَنَفٌ أَن تَسكُنَ اللَحمَ وَالعَظما | 
| 33 | كَذا أَنا يا دُنيا إِذا شِئتِ فَاذهَبي | * | وَيا نَفسُ زيدي في كَرائِهِها قُدما | 
| 34 | فَلا عَبَرَت بي ساعَةٌ لا تُعِزُّني | * | وَلا صَحِبَتني مُهجَةٌ تَقبَلُ الظُلما | 
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
 التبيان (4/102-109)
- البحر:: طويل
- الروي:: ميم
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (5-7) في صفحة (103)،
3 - الأبيات (8-10) في صفحة (104)،
4 - الأبيات (11-16) في صفحة (105)،
5 - الأبيات (17-20) في صفحة (106)،
6 - الأبيات (21-26) في صفحة (107)،
7 - الأبيات (27-29) في صفحة (108)،
8 - الأبيات (30-34) في صفحة (109)،


