موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

1 خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا * وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا
2 وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ * فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا
3 وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ * فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا
4 أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها * قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا
5 تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا * تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا
6 أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى * وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا
7 خَلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا * وَسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّرا
8 تَذَكَّرتُ والذِّكرى تَهِيجُ لِذي الهَوى * وَمِن حاجَةِ المَحزونِ أَن يَتَذَكَّرا
9 نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ * أَرَى اليَومَ مِنهُمُ ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا
10 كُهولاً وَشُبّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُم * دَنَانِيُر مِمّا شِيفَ فِي أَرضِ قَيصَرا
11 وَمَا زِلتُ أَسعَى بَينَ بابٍ وَدارَةٍ * بِنَجرانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا
12 لَدَى مَلِكٍ مِن آلِ جَفنَةَ خاَلُهُ * وَجَدَّاهُ مِن آلِ اِمرىءِ القَيسِ أَزهَرا
13 يُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَه * مَناصِفُهُ وَالحَضرَمِيَّ المحبَّرا
14 حَنِيفاً عِرَاقِيّاً وَرَيطاً شآمِياً * وَمُعتَصِراً مِن مِسكِ دارينَ أَذفَرا
15 وَتِيهٍ عَلَيها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ * قَطَعتُ بحُرجُوجٍ مُسانَدَةِ القَرا
16 خَنُوفٍ مَرُوحٍ تُعجِلُ الوُرقَ بَعدَما * تُعَرِّسُ تَشكُو آهةً وتذمُّرا
17 وَتَعبُرُ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِنَاسَهُ * وَتُخرِجُهُ طَوراً وَإِن كانَ مُظهِرا
18 كَمُرقَدَةٍ فَردٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ * أَنَامَت بِذِي الذِئبَينِ بِالصَيفِ جُؤذَرا
19 فَأَمسى عَلَيهِ أَطلَسُ اللونِ شَاحِباً * شَحِيحاً يُسَمَّيهِ النَباطِيُّ نَهسَرا
20 طَوِيلُ القَرا عارِي الأَشَاجعِ مارِدٌ * كَشَقِّ العَصا فُوه إِذا ما تَضَوَّرا
21 فَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍ * أَخُو قَنَصٍ يُمسِي ويُصبحُ مُقفِرا
22 فَلاَقَت بَياناً عِندَ أَوَّلِ مَربضٍ * إِهاباً وَمَعبوطاً مِن الجَوفِ أَحمَرا
23 وَوَجهاً كبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعاً * ورَوقَينِ لَمّا يَعدُوا أَن تَقَمَّرا
24 فَلَمّا سَقاها البأسُ واِرتَدَّ هَمُّها * إِليها وَلَم يترُك لَها مُتأَخَّرا
25 أُتِيحَ لَها فَردُ خَلا بَينَ عالِجٍ * وَبَينَ حِبالِ الرّملِ فِي الصَيفِ أَشهُرا
26 كَسا دَفعُ رِجلَيها صَفيحةَ وَجهِهِ * إِذا اِنجَرَدَت نَبتَ الخُزامَي المُنَوَّرا
27 مُرُوجٌ كَسا القَريانُ ظَاهِرَ لَونِها * مِراراً مِنَ القُرَّاصٍ أَحوى وأَصفَرا
28 فَبَاهَى كَفَحلِ الحُوشِ يُنغِضُ رأسَهُ * كَما يُنغِضُ الوَضعُ الفَنِيقَ المُجَفَّرا
29 وَوَلَّت بِهِ روحٌ خِفافٌ كأَنَّها * خَذاريفُ تُزجي ساطِعَ اللَونِ أَغبَرا
30 كَأَصدَافِ هِندِيَّين صُهبُ لِحاهُمُ * يَبيعُونُ في دارينَ مِسكاً وعَنبَرا
31 فَباتَت ثَلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلَةٍ * وَكانَ النَكيرُ أَن تُضيفَ وَتجأرا
32 وَباتَت كأَنَّ كَشحَها طيُّ رَيطَةٍ * إِلى راجِحٍ مِن ظَاهِرِ الرَملِ أَعفرا
33 تَلألأُ كالشِّعرى العبورِ تَوَقَّدَت * وَكانَ عَماءُ دُونَها فتحسَّرا
34 يَمُورُ النَدَى في مِدرَيَيها كأَنَّهُ * فَرِيدٌ هَوى مِن سِلكِهِ فَتَحَدَّرا
35 وَعادِيةٍ سَوم الجرادِ شهِدتُها * فكفَّلتُها سيداً أَزَلَّ مُصدَّراً
36 أشقَّ قسامِيّاً رُبَاعيَّ جانِب * وَقارحَ جَنبِ سُلَّ أَقرَحَ أشقَرا
37 شَديدُ قُلاتِ المِرفَقَين كَأَنَّما * بِهِ نفَسٌ أَو قَد أَرادَ لِيَزفِرا
38 يَمُرُّ كَمَرّيخ المُغالي اِنتحَت بِهِ * شِمالُ عُبَادِيِّ عَلى الريحِ أَعسَرا
39 وَيُبقي وَجيفُ الأَربَع السودِ لحمَهُ * كَما بُنِيَ التابوتُ أَحزَمَ مُجفَرا
40 فَلَمّا أَتَى لا ينقُصُ القَودُ لَحمَهُ * نقَصتُ المَديدَ والشّعِيرَ ليَضمُرا
41 وَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم طَليعةٌ * فَأَربَى يَفاعاً مِن بَعيدٍ فَبَشَّرا
42 وَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةً * مُضَاعَفَةً كالنِهيِ رِيحَ وَأُمطِرا
43 وَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ ودَفعتُهُ * وَنَأنَأتُ مِنهُ خَشيةَ أَن يُكَسَّرا
44 وَعرَّفتُه في شِدَّةِ الجَريِ باِسمِهِ * وَأَشلَيتُهُ حَتّى أَراحَ وَأَبصَرا
45 فَظَلَّ يُجاريهم كَأَنَّ هُوِيَّهُ * هُويُّ قُطَامِيٍّ مِن الطيرِ أَمعَرا
46 أَزُجُّ بِذِلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سابِقاً * نَزَائِعَ ما ضَمَّ الخَميسُ وَضَمَّرا
47 لَهُ عُنُقٌ في كاهِلٍ غَيرُ جَأنبٍ * وَلَجَّ بِلَحيَيهِ وَنُحِّيَ مُدبرا
48 وَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو شُلَّ أَربَعاً * لأَصبَحَ صِفراً بَطنُهُ ما تَخَرخَرا
49 فَكفَّ أُولي شُقرٍ جياداً ضَوامِرا * فَزَحزَحَها عَن مِثِلها أَن تَصَدَّرا
50 فَأُرسِلَ في دُهمٍ كأَنَّ حَنِيَنها * فَحِيحُ الأَفاعِي أُعجِلَت أَن تَحجَّرا
51 لَها حَجَلٌ قُرعُ الرؤوسِ تَحَلَّبَت * عَلى هامَةٍ بِالصيفِ حَتّى تَمَوَّرا
52 إِذا هِيَ سيقَت دافَعَت ثَفِناتُها * إِلى سُرَرٍ بُجرٍ مَزاداً مُقيَّرا
53 وَتَغمِسُ في الماءِ الَّذي باتَ آجِنا * إِذا أَورَدَ الراعِي نَضيحاً مُجَيَّرا
54 حَناجِرَ كالأَقماعِ فَحَّ حَنَينُها * كَما نَفَخ الزَمّارُ في الصُبحِ زَمخَرا
55 وَمَهاما يَقُل فينا العَدُوُّ فَإِنَّهُم * يَقولونَ مَعروفاً وَآخَرَ مُنكِرا
56 فَما وَجدَتُ مِن فِرقَةٍ عَرَبِيَّةٍ * كَفيلاً دَنا مِنّا أَعَزَّ وَأَنصَرا
57 وَأَكثَرَ مِنّا ناكِحاً لِغَريبَةٍ * أُصيبَت سِباءً أَو أَرادت تَخَيُّرا
58 وَأَسرَعَ مَّنا إِن أَرَدنا اِنصِرافةً * وَأَكثَرَ مِنّا دَارِعينَ وحُسَّرا
59 وَأَجدرَ أَن لاَ يَترُكُوا عَانِياً لَهُم * فَيَغبُرُ حَولاً في الحَديدِ مُكفَّرا
60 وَأَجدَرَ أَن لاَ يَترُكُوا مِن كَرَامةٍ * ثوِبّاً وَإِن كانَ الثوايَةُ أغضرا
61 وَقَد آنَسَت مِنّا قُضَاعَةُ كَالِئاً * فَأَضحَوا بِبُصرَى يَعصِرونَ الصَنوبرا
62 وَكِندةُ كانت بِالعَقِيقِ مُقيمَةً * وَنَهدٌ فَكُلاًّ قَد طَحَرناهُ مَطحَرا
63 كِنانُة بينَ الصّخرِ وَالبَحرِ دارُهُم * فَأَحجَرَها أَن لَم تَجِد مُتَأَخّرا
64 وَنَحنُ ضَرَبنا بِالصَفَا آلَ دارمٍ * وَحَسّانَ وَاِبنَ الجَون ضَرباً مُنكَّرا
65 وَعَلقمَةَ الجعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنا * بِذِي النَخلِ إِذ صامَ النَهارُ وَهَجَّرا
66 ضَرَبنا بُطونَ الخيلِ حَتّى تَناوَلَت * عميدَي بَني شيبانَ عَمروًا وَمُنذرا
67 أَرَحنا مَعدّاً مِن شَراحيلَ بَعدَما * أَرَاها مَعَ الصُبحِ الكَواكِبَ مُظهِرا
68 تَمَرَّنَ فيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَما * رَوَينَ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ أَحمَرا
69 وَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثيرَةً * بِنَهي غُرابٍ يَومَ ما عَوَّجَ الذُرا
70 وَتُنكُر يَومَ الرَوعِ أَلوانُ خيلِنا * مِن الطَعنِ حَتّى تَحسِبَ الجونَ أشقَرا
71 وَنَحنُ أُناسٌ لا نَعَوِّدُ خَيلَنا * إِذا ما التقينا أَن تَحيدَ وَتَنفِرا
72 وَما كانَ مَعروفاً لَنا أَن نَرُدَّها * صِحاحاً وَلا مِستَنكراً أَن تُعقَّرا
73 بَلَغنَا السّما مَجداً وَجوداً وَسُؤدَداً * وَإِنّا لَنرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا
74 وَكُلَّ مَعدٍّ قَد أَحَلَّت سُيوفُنا * جَوانِبَ بَحرٍ ذِي غَوَارِبَ أَخضَرا
75 لَعَمري لَقَد أَنذَرتُ أَزداً أُناتَها * لِتَنظُرَ في أَحلامِها وَتُفكِّرا
76 وَأَعرضَتُ عَنّها حِقبةً وَتَرَكتُها * لأَبلُغَ عُذراً عِندَ رَبِّي فَأُعذَرا
77 وَما قُلتُ حَتّى نالَ شَتمُ عَشيرَتي * نُفَيلَ بِنَ عَمرٍو وَالوَحيدَ وَجَعفَرا
78 وَحَيَّ أَبي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُم * إِذا بَلَغَ الأَمرُ العَماسَ المُذَمَّرا
79 وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ * حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا
80 وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ * بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا
81 فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ * وفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّرا
82 كَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفوا * شُرورٌ وَخيرٌ لا بَلِ الشَرُّ أَكثَرا
83 إِذَا اِفتَخَرَ الأَزدِيُّ يوماً فَقُل لَهُ * تأَخّر فَلَن يَجعَل لَكَ اللَهُ مَفخرا
84 فَإِن تَرِد العَليا فَلَستَ بِأَهلِها * وَإِن تَبسُطِ الكفَّينِ بِالمَجدِ تُقصَرا
85 إِذَا أَدلَجَ الأَزدِيُّ أَدلَجَ سارِقاً * فَأَصبَحَ مَخطُوماً بِلَومٍ مُعَذَّرا

الوحدات

بيانات القصيدة

ملحوظة

هناك روايات أخرى لهذه القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (35)،

2 - الأبيات (8-14) في صفحة (36)،

3 - الأبيات (15-17) في صفحة (37)،

4 - الأبيات (18-22) في صفحة (38)،

5 - الأبيات (23-25) في صفحة (39)،

6 - الأبيات (26-30) في صفحة (40)،

7 - الأبيات (31-34) في صفحة (41)،

8 - الأبيات (35-39) في صفحة (42)،

9 - الأبيات (40-43) في صفحة (43)،

10 - الأبيات (44-47) في صفحة (44)،

11 - الأبيات (48-50) في صفحة (45)،

12 - الأبيات (51-57) في صفحة (46)،

13 - الأبيات (58-61) في صفحة (47)،

14 - الأبيات (62-65) في صفحة (48)،

15 - الأبيات (66-69) في صفحة (49)،

16 - الأبيات (70-78) في صفحة (50)،

17 - الأبيات (79-84) في صفحة (51)،

18 - البيت (85) في صفحة (52)،

19 - الأبيات (86-91) في صفحة (53)،

20 - الأبيات (92-95) في صفحة (54)،

21 - الأبيات (96-101) في صفحة (55)،

22 - الأبيات (102-106) في صفحة (56)،

23 - الأبيات (107-110) في صفحة (57)،

24 - الأبيات (111-116) في صفحة (58)،

25 - الأبيات (117-120) في صفحة (59)

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث