موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

Twitter Facebook Whatsapp

١ أَبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُرْ * وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُرْ
٢ فَيالِدَةَ الدَهرِ لا الدَهرُ شَبَّ * وَلا أَنتَ جاوَزتَ حَدَّ الصِغَرْ
٣ إِلامَ رُكوبُكَ مَتنَ الرِمالِ * لِطَيِّ الأَصيلِ وَجَوبِ السَحَرْ
٤ تُسافِرُ مُنتَقِلًا في القُرونِ * فَأَيّانَ تُلقي غُبارَ السَفَرْ
٥ أَبَينَكَ عَهدٌ وَبَينَ الجِبالِ * تَزولانِ في المَوعِدِ المُنتَظَر
٦ أَبا الهَولِ ماذا وَراءَ البَقاءِ * إِذا ما تَطاوَلَ غَيرُ الضَجَرْ
٧ عَجِبتُ لِلُقمانَ في حِرصِهِ * عَلى لُبَدٍ وَالنُسورِ الأُخَرْ
٨ وَشَكوى لَبيدٍ لِطولِ الحَياةِ * وَلَو لَم تَطُل لَتَشَكّى القِصَرْ
٩ وَلَو وُجِدَت فيكَ يا ابنَ الصَفاةِ * لَحَقتَ بِصانِعِكَ المُقتَدِرْ
١٠ فَإِنَّ الحَياةَ تَفُلُّ الحَديدَ * إِذا لَبِسَتهُ وَتُبلى الحَجَرْ
١١ أَبا الهَولِ ما أَنتَ في المُعضِلاتِ * لَقَد ضَلَّتِ السُبلَ فيكَ الفِكَرْ
١٢ تَحَيَّرَتِ البَدوُ ماذا تَكونُ * وَضَلَّت بِوادي الظُنونِ الحَضَرْ
١٣ فَكُنتَ لَهُمْ صورَةَ العُنفُوانِ * وَكُنتَ مِثالَ الحِجى وَالبَصَرْ
١٤ وَسِرُّكَ في حُجبِهِ كُلَّما * أَطَلَّت عَلَيهِ الظُنونُ استَتَرْ
١٥ وَما راعَهُمْ غَيرُ رَأسِ الرِجالِ * عَلى هَيكَلٍ مِن ذَواتِ الظُفُرْ
١٦ وَلَو صُوِّروا مِن نَواحي الطِباعِ * تَوالَوا عَلَيكَ سِباغَ الصُوَرْ
١٧ فَيا رُبَّ وَجهٍ كَصافي النَميرِ * تَشابَهَ حامِلُهُ وَالنَمِرْ
١٨ أَبا الهَولِ وَيحَكَ لا يُستَقَلُّ * مَعَ الدَهرِ شَيءٌ وَلا يُحتَقَرْ
١٩ تَهَزَّأتَ دَهرًا بِديكِ الصَباحِ * فَنَقَّرَ عَينَيكَ فيما نَقَرْ
٢٠ أَسالَ البَياضَ وَسَلَّ السَوادَ * وَأَوغَلَ مِنقارَهُ في الحُفَرْ
٢١ فَعُدتَ كَأَنَّكَ ذو المَحبِسَينِ * قَطيعَ القِيامِ سَليبَ البَصَرْ
٢٢ كَأَنَّ الرِمالَ عَلى جانِبَيكَ * وَبَينَ يَدَيكَ ذُنوبُ البَشَرْ
٢٣ كَأَنَّكَ فيها لِواءُ الفَضاءِ * عَلى الأَرضِ أَو دَيدَبانُ القَدَرْ
٢٤ كَأَنَّكَ صاحِبُ رَملٍ يَرى * خَبايا الغُيوبِ خِلالَ السَطَرْ
٢٥ أَبا الهَولِ أَنتَ نَديمُ الزَمانِ * نَجِيُّ الأَوانِ سَميرُ العُصُرْ
٢٦ بَسَطتَ ذِراعَيكَ مِن آدَمٍ * وَوَلَّيتَ وَجهَكَ شَطرَ الزُمَرْ
٢٧ تُطِلُّ عَلى عالَمٍ يَستَهِلُّ * وَتُوفي عَلى عالَمٍ يُحتَضَرْ
٢٨ فَعَينٌ إِلى مَن بَدا لِلوُجودِ * وَأُخرى مُشَيِّعَةٌ مِن غَبَرْ
٢٩ فَحَدِّث فَقَد يُهتَدى بِالحَديثِ * وَخَبِّر فَقَد يُؤتَسى بِالخَبَرْ
٣٠ أَلَم تَبلُ فِرعَونَ في عِزِّهِ * إِلى الشَمسِ مُعتَزِيًا وَالقَمَرْ
٣١ ظَليلَ الحَضارَةِ في الأَوَّلينَ * رَفيعَ البِناءِ جَليلَ الأَثَرْ
٣٢ يُؤَسِّسُ في الأَرضِ لِلغابِرينَ * وَيَغرِسُ لِلآخَرينَ الثَمَرْ
٣٣ وَراعَكَ ما راعَ مِن خَيلِ قَمبيـ * ـزَ تَرمي سَنابِكَها بِالشَرَرْ
٣٤ جَوارِفُ بِالنارِ تَغزو البِلادَ * وَآوِنَةً بِالقَنا المُشتَجِرْ
٣٥ وَأَبصَرتَ إِسكَندَرًا في المَلا * قَشيبَ العُلا في الشَبابِ النَضِرْ
٣٦ تَبَلَّجَ في مِصرَ إِكليلُهُ * فَلَم يَعدُ في المُلكِ عُمرَ الزَهَرْ
٣٧ وَشاهَدتَ قَيصَرَ كَيفَ استَبَدَّ * وَكَيفَ أَذَلَّ بِمِصرَ القَصَرْ
٣٨ وَكَيفَ تَجَبَّرَ أَعوانُهُ * وَساقوا الخَلائِقَ سَوقَ الحُمُرْ
٣٩ وَكَيفَ ابتُلوا بِقَليلِ العَديدِ * مِنَ الفاتِحينَ كَريمِ النَفَرْ
٤٠ رَمى تاجَ قَيصَرَ رَميَ الزُجاجِ * وَفَلَّ الجُموعَ وَثَلَّ السُرَرْ
٤١ فَدَعْ كُلَّ طاغِيَةٍ لِلزَمانِ * فَإِنَّ الزَمانَ يُقيمُ الصَعَرْ
٤٢ رَأَيتَ الدِياناتِ في نَظمِها * وَحينَ وَهى سِلكُها وَانتَثَرْ
٤٣ تُشادُ البُيوتُ لَها كَالبُروجِ * إِذا أَخَذَ الطَرفُ فيها انحَسَرْ
٤٤ تَلاقى أَساسًا وَشُمَّ الجِبالِ * كَما تَتَلاقى أُصولُ الشَجَرْ
٤٥ وَإيزيسُ خَلفَ مَقاصيرِها * تَخَطّى المُلوكُ إِلَيها السُتُرْ
٤٦ تُضيءُ عَلى صَفَحاتِ السَماءِ * وَتُشرِقُ في الأَرضِ مِنها الحُجَرْ
٤٧ وَآبيسُ في نيرِهِ العالِمونَ * وَبَعضُ العَقائِدِ نيرٌ عَسِرْ
٤٨ تُساسُ بِهِ مُعضِلاتُ الأُمورِ * وَيُرجى النَعيمُ وَتُخشى سَقَرْ
٤٩ وَلا يَشعُرِ القَومُ إِلّا بِهِ * وَلَو أَخَذَتهُ المُدى ما شَعَرْ
٥٠ يَقِلُّ أَبو المِسكِ عَبدًا لَهُ * وَإِن صاغَ أَحمَدُ فيهِ الدُرَرْ
٥١ وَآنَستَ موسى وَتابوتَهُ * وَنورَ العَصا وَالوَصايا الغُرَرْ
٥٢ وَعيسى يَلُمُّ رِداءَ الحَياءِ * وَمَريَمُ تَجمَعُ ذَيلَ الخَفَرْ
٥٣ وَعَمرو يَسوقُ بِمِصرَ الصِحابَ * وَيُزجي الكِتابَ وَيَحدو السُوَرْ
٥٤ فَكَيفَ رَأَيتَ الهُدى وَالضَلالَ * وَدُنيا المُلوكِ وَأُخرى عُمَرْ
٥٥ وَنَبذَ المُقَوقِسِ عَهدَ الفُجورِ * وَأَخذَ المُقَوقِسِ عَهدَ الفَجِرْ
٥٦ وَتَبديلَهُ ظُلُماتِ الضَلالِ * بِصُبحِ الهِدايَةِ لَمّا سَفَرْ
٥٧ وَتَأليفَهُ القِبطَ وَالمُسلِمين * كَما أُلِّفَت بِالوَلاءِ الأُسَرْ
٥٨ أَبا الهَولِ لَو لَم تَكُن آيَةً * لَكانَ وَفاؤُكَ إِحدى العِبَرْ
٥٩ أَطَلتَ عَلى الهَرَمَينِ الوُقوفَ * كَثاكِلَةٍ لا تَريمُ الحُفَرْ
٦٠ تُرَجّي لِبانيهِما عَودَةً * وَكَيفَ يَعودُ الرَميمُ النَخِرْ
٦١ تَجوسُ بِعَينٍ خِلالَ الدِيارِ * وَتَرمي بِأُخرى فَضاءَ النَهَرْ
٦٢ تَرومُ بِمَنفيسَ بيضَ الظُبا * وَسُمرَ القَنا وَالخَميسَ الدُثَرْ
٦٣ وَمَهدَ العُلومِ الخَطيرَ الجَلالِ * وَعَهدِ الفُنونِ الجَليلَ الخَطَرْ
٦٤ فَلا تَستَبينُ سِوى قَريَةٍ * أَجَدَّ مَحاسِنَها ما اندَثَرْ
٦٥ تَكادُ لِإِغراقِها في الجُمودِ * إِذا الأَرضُ دارَت بِها لَم تَدُرْ
٦٦ فَهَل مَن يُبَلِّغُ عَنّا الأُصولَ * بِأَنَّ الفُروعَ اقتَدَت بِالسِيَرْ
٦٧ وَأَنّا خَطَبنا حِسانَ العُلا * وَسُقنا لَها الغالِيَ المُدَّخَرْ
٦٨ وَأَنّا رَكِبنا غِمارَ الأُمورِ * وَأَنّا نَزَلنا إِلى المُؤتَمَرْ
٦٩ بِكُلِّ مُبينٍ شَديدِ اللِدادِ * وَكُلِّ أَريبٍ بَعيدِ النَظَرْ
٧٠ تُطالِبُ بِالحَقِّ في أُمَّةٍ * جَرى دَمُها دونَهُ وَانتَشَرْ
٧١ وَلَم تَفتَخِر بِأَساطيلِها * وَلَكِن بِدُستورِها تَفتَخِرْ
٧٢ فَلَم يَبقَ غَيرُكَ مَن لَم يَحِفْ * وَلَم يَبقَ غَيرُكَ مَن لَم يَطِرْ
٧٣ تَحَرَّك أَبا الهَولِ هَذا الزَمانُ * تَحَرَّكَ ما فيهِ حَتّى الحَجَرْ
٧٤ نَجِيَّ أَبي الهَولِ آنَ الأَوانُ * وَدانَ الزَمانُ وَلانَ القَدَرْ
٧٥ خَبَأتُ لِقَومِكَ ما يَستَقونَ * وَلا يَخبَأُ العَذبَ مِثلُ الحَجَرْ
٧٦ فَعِندي المُلوكُ بِأَعيانِها * وَعِندَ التَوابيتِ مِنها الأَثَرْ
٧٧ مَحا ظُلمَةَ اليَأسِ صُبحُ الرَجاءِ * وَهَذا هُوَ الفَلَقُ المُنتَظَرْ

الوحدات

بيانات القصيدة

الصفحات

١ - الأبيات (١-٧) في صفحة (١٠٧)،

٢ - الأبيات (٨-٢٣) في صفحة (١٠٨)،

٣ - الأبيات (٢٤-٣٨) في صفحة (١٠٩)،

٤ - الأبيات (٣٩-٥٥) في صفحة (١١٠)،

٥ - الأبيات (٥٦-٧٢) في صفحة (١١١)،

٦ - الأبيات (٧٣-٧٧) في صفحة (١١٢)،

الرابط المختصر


التبليغ عن خطأ


أدخل المكتوب في الصورةتحديث

بحث


الشنكبوتية