الرئيسة >> ديوان العرب >> النابغة الجعدي >> خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا * وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا
| 1 | خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا | * | وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا | 
| 2 | وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ | * | فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا | 
| 3 | وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ | * | فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا | 
| 4 | أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها | * | قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا | 
| 5 | تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا | * | تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا | 
| 6 | أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى | * | وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا | 
| 7 | خَلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا | * | وَسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّرا | 
| 8 | تَذَكَّرتُ والذِّكرى تَهِيجُ لِذي الهَوى | * | وَمِن حاجَةِ المَحزونِ أَن يَتَذَكَّرا | 
| 9 | نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ | * | أَرَى اليَومَ مِنهُمُ ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا | 
| 10 | كُهولاً وَشُبّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُم | * | دَنَانِيُر مِمّا شِيفَ فِي أَرضِ قَيصَرا | 
| 11 | وَمَا زِلتُ أَسعَى بَينَ بابٍ وَدارَةٍ | * | بِنَجرانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا | 
| 12 | لَدَى مَلِكٍ مِن آلِ جَفنَةَ خاَلُهُ | * | وَجَدَّاهُ مِن آلِ اِمرىءِ القَيسِ أَزهَرا | 
| 13 | يُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَه | * | مَناصِفُهُ وَالحَضرَمِيَّ المحبَّرا | 
| 14 | حَنِيفاً عِرَاقِيّاً وَرَيطاً شآمِياً | * | وَمُعتَصِراً مِن مِسكِ دارينَ أَذفَرا | 
| 15 | وَتِيهٍ عَلَيها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ | * | قَطَعتُ بحُرجُوجٍ مُسانَدَةِ القَرا | 
| 16 | خَنُوفٍ مَرُوحٍ تُعجِلُ الوُرقَ بَعدَما | * | تُعَرِّسُ تَشكُو آهةً وتذمُّرا | 
| 17 | وَتَعبُرُ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِنَاسَهُ | * | وَتُخرِجُهُ طَوراً وَإِن كانَ مُظهِرا | 
| 18 | كَمُرقَدَةٍ فَردٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ | * | أَنَامَت بِذِي الذِئبَينِ بِالصَيفِ جُؤذَرا | 
| 19 | فَأَمسى عَلَيهِ أَطلَسُ اللونِ شَاحِباً | * | شَحِيحاً يُسَمَّيهِ النَباطِيُّ نَهسَرا | 
| 20 | طَوِيلُ القَرا عارِي الأَشَاجعِ مارِدٌ | * | كَشَقِّ العَصا فُوه إِذا ما تَضَوَّرا | 
| 21 | فَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍ | * | أَخُو قَنَصٍ يُمسِي ويُصبحُ مُقفِرا | 
| 22 | فَلاَقَت بَياناً عِندَ أَوَّلِ مَربضٍ | * | إِهاباً وَمَعبوطاً مِن الجَوفِ أَحمَرا | 
| 23 | وَوَجهاً كبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعاً | * | ورَوقَينِ لَمّا يَعدُوا أَن تَقَمَّرا | 
| 24 | فَلَمّا سَقاها البأسُ واِرتَدَّ هَمُّها | * | إِليها وَلَم يترُك لَها مُتأَخَّرا | 
| 25 | أُتِيحَ لَها فَردُ خَلا بَينَ عالِجٍ | * | وَبَينَ حِبالِ الرّملِ فِي الصَيفِ أَشهُرا | 
| 26 | كَسا دَفعُ رِجلَيها صَفيحةَ وَجهِهِ | * | إِذا اِنجَرَدَت نَبتَ الخُزامَي المُنَوَّرا | 
| 27 | مُرُوجٌ كَسا القَريانُ ظَاهِرَ لَونِها | * | مِراراً مِنَ القُرَّاصٍ أَحوى وأَصفَرا | 
| 28 | فَبَاهَى كَفَحلِ الحُوشِ يُنغِضُ رأسَهُ | * | كَما يُنغِضُ الوَضعُ الفَنِيقَ المُجَفَّرا | 
| 29 | وَوَلَّت بِهِ روحٌ خِفافٌ كأَنَّها | * | خَذاريفُ تُزجي ساطِعَ اللَونِ أَغبَرا | 
| 30 | كَأَصدَافِ هِندِيَّين صُهبُ لِحاهُمُ | * | يَبيعُونُ في دارينَ مِسكاً وعَنبَرا | 
| 31 | فَباتَت ثَلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلَةٍ | * | وَكانَ النَكيرُ أَن تُضيفَ وَتجأرا | 
| 32 | وَباتَت كأَنَّ كَشحَها طيُّ رَيطَةٍ | * | إِلى راجِحٍ مِن ظَاهِرِ الرَملِ أَعفرا | 
| 33 | تَلألأُ كالشِّعرى العبورِ تَوَقَّدَت | * | وَكانَ عَماءُ دُونَها فتحسَّرا | 
| 34 | يَمُورُ النَدَى في مِدرَيَيها كأَنَّهُ | * | فَرِيدٌ هَوى مِن سِلكِهِ فَتَحَدَّرا | 
| 35 | وَعادِيةٍ سَوم الجرادِ شهِدتُها | * | فكفَّلتُها سيداً أَزَلَّ مُصدَّراً | 
| 36 | أشقَّ قسامِيّاً رُبَاعيَّ جانِب | * | وَقارحَ جَنبِ سُلَّ أَقرَحَ أشقَرا | 
| 37 | شَديدُ قُلاتِ المِرفَقَين كَأَنَّما | * | بِهِ نفَسٌ أَو قَد أَرادَ لِيَزفِرا | 
| 38 | يَمُرُّ كَمَرّيخ المُغالي اِنتحَت بِهِ | * | شِمالُ عُبَادِيِّ عَلى الريحِ أَعسَرا | 
| 39 | وَيُبقي وَجيفُ الأَربَع السودِ لحمَهُ | * | كَما بُنِيَ التابوتُ أَحزَمَ مُجفَرا | 
| 40 | فَلَمّا أَتَى لا ينقُصُ القَودُ لَحمَهُ | * | نقَصتُ المَديدَ والشّعِيرَ ليَضمُرا | 
| 41 | وَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم طَليعةٌ | * | فَأَربَى يَفاعاً مِن بَعيدٍ فَبَشَّرا | 
| 42 | وَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةً | * | مُضَاعَفَةً كالنِهيِ رِيحَ وَأُمطِرا | 
| 43 | وَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ ودَفعتُهُ | * | وَنَأنَأتُ مِنهُ خَشيةَ أَن يُكَسَّرا | 
| 44 | وَعرَّفتُه في شِدَّةِ الجَريِ باِسمِهِ | * | وَأَشلَيتُهُ حَتّى أَراحَ وَأَبصَرا | 
| 45 | فَظَلَّ يُجاريهم كَأَنَّ هُوِيَّهُ | * | هُويُّ قُطَامِيٍّ مِن الطيرِ أَمعَرا | 
| 46 | أَزُجُّ بِذِلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سابِقاً | * | نَزَائِعَ ما ضَمَّ الخَميسُ وَضَمَّرا | 
| 47 | لَهُ عُنُقٌ في كاهِلٍ غَيرُ جَأنبٍ | * | وَلَجَّ بِلَحيَيهِ وَنُحِّيَ مُدبرا | 
| 48 | وَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو شُلَّ أَربَعاً | * | لأَصبَحَ صِفراً بَطنُهُ ما تَخَرخَرا | 
| 49 | فَكفَّ أُولي شُقرٍ جياداً ضَوامِرا | * | فَزَحزَحَها عَن مِثِلها أَن تَصَدَّرا | 
| 50 | فَأُرسِلَ في دُهمٍ كأَنَّ حَنِيَنها | * | فَحِيحُ الأَفاعِي أُعجِلَت أَن تَحجَّرا | 
| 51 | لَها حَجَلٌ قُرعُ الرؤوسِ تَحَلَّبَت | * | عَلى هامَةٍ بِالصيفِ حَتّى تَمَوَّرا | 
| 52 | إِذا هِيَ سيقَت دافَعَت ثَفِناتُها | * | إِلى سُرَرٍ بُجرٍ مَزاداً مُقيَّرا | 
| 53 | وَتَغمِسُ في الماءِ الَّذي باتَ آجِنا | * | إِذا أَورَدَ الراعِي نَضيحاً مُجَيَّرا | 
| 54 | حَناجِرَ كالأَقماعِ فَحَّ حَنَينُها | * | كَما نَفَخ الزَمّارُ في الصُبحِ زَمخَرا | 
| 55 | وَمَهاما يَقُل فينا العَدُوُّ فَإِنَّهُم | * | يَقولونَ مَعروفاً وَآخَرَ مُنكِرا | 
| 56 | فَما وَجدَتُ مِن فِرقَةٍ عَرَبِيَّةٍ | * | كَفيلاً دَنا مِنّا أَعَزَّ وَأَنصَرا | 
| 57 | وَأَكثَرَ مِنّا ناكِحاً لِغَريبَةٍ | * | أُصيبَت سِباءً أَو أَرادت تَخَيُّرا | 
| 58 | وَأَسرَعَ مَّنا إِن أَرَدنا اِنصِرافةً | * | وَأَكثَرَ مِنّا دَارِعينَ وحُسَّرا | 
| 59 | وَأَجدرَ أَن لاَ يَترُكُوا عَانِياً لَهُم | * | فَيَغبُرُ حَولاً في الحَديدِ مُكفَّرا | 
| 60 | وَأَجدَرَ أَن لاَ يَترُكُوا مِن كَرَامةٍ | * | ثوِبّاً وَإِن كانَ الثوايَةُ أغضرا | 
| 61 | وَقَد آنَسَت مِنّا قُضَاعَةُ كَالِئاً | * | فَأَضحَوا بِبُصرَى يَعصِرونَ الصَنوبرا | 
| 62 | وَكِندةُ كانت بِالعَقِيقِ مُقيمَةً | * | وَنَهدٌ فَكُلاًّ قَد طَحَرناهُ مَطحَرا | 
| 63 | كِنانُة بينَ الصّخرِ وَالبَحرِ دارُهُم | * | فَأَحجَرَها أَن لَم تَجِد مُتَأَخّرا | 
| 64 | وَنَحنُ ضَرَبنا بِالصَفَا آلَ دارمٍ | * | وَحَسّانَ وَاِبنَ الجَون ضَرباً مُنكَّرا | 
| 65 | وَعَلقمَةَ الجعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنا | * | بِذِي النَخلِ إِذ صامَ النَهارُ وَهَجَّرا | 
| 66 | ضَرَبنا بُطونَ الخيلِ حَتّى تَناوَلَت | * | عميدَي بَني شيبانَ عَمروًا وَمُنذرا | 
| 67 | أَرَحنا مَعدّاً مِن شَراحيلَ بَعدَما | * | أَرَاها مَعَ الصُبحِ الكَواكِبَ مُظهِرا | 
| 68 | تَمَرَّنَ فيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَما | * | رَوَينَ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ أَحمَرا | 
| 69 | وَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثيرَةً | * | بِنَهي غُرابٍ يَومَ ما عَوَّجَ الذُرا | 
| 70 | وَتُنكُر يَومَ الرَوعِ أَلوانُ خيلِنا | * | مِن الطَعنِ حَتّى تَحسِبَ الجونَ أشقَرا | 
| 71 | وَنَحنُ أُناسٌ لا نَعَوِّدُ خَيلَنا | * | إِذا ما التقينا أَن تَحيدَ وَتَنفِرا | 
| 72 | وَما كانَ مَعروفاً لَنا أَن نَرُدَّها | * | صِحاحاً وَلا مِستَنكراً أَن تُعقَّرا | 
| 73 | بَلَغنَا السّما مَجداً وَجوداً وَسُؤدَداً | * | وَإِنّا لَنرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا | 
| 74 | وَكُلَّ مَعدٍّ قَد أَحَلَّت سُيوفُنا | * | جَوانِبَ بَحرٍ ذِي غَوَارِبَ أَخضَرا | 
| 75 | لَعَمري لَقَد أَنذَرتُ أَزداً أُناتَها | * | لِتَنظُرَ في أَحلامِها وَتُفكِّرا | 
| 76 | وَأَعرضَتُ عَنّها حِقبةً وَتَرَكتُها | * | لأَبلُغَ عُذراً عِندَ رَبِّي فَأُعذَرا | 
| 77 | وَما قُلتُ حَتّى نالَ شَتمُ عَشيرَتي | * | نُفَيلَ بِنَ عَمرٍو وَالوَحيدَ وَجَعفَرا | 
| 78 | وَحَيَّ أَبي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُم | * | إِذا بَلَغَ الأَمرُ العَماسَ المُذَمَّرا | 
| 79 | وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ | * | حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا | 
| 80 | وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ | * | بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا | 
| 81 | فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ | * | وفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّرا | 
| 82 | كَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفوا | * | شُرورٌ وَخيرٌ لا بَلِ الشَرُّ أَكثَرا | 
| 83 | إِذَا اِفتَخَرَ الأَزدِيُّ يوماً فَقُل لَهُ | * | تأَخّر فَلَن يَجعَل لَكَ اللَهُ مَفخرا | 
| 84 | فَإِن تَرِد العَليا فَلَستَ بِأَهلِها | * | وَإِن تَبسُطِ الكفَّينِ بِالمَجدِ تُقصَرا | 
| 85 | إِذَا أَدلَجَ الأَزدِيُّ أَدلَجَ سارِقاً | * | فَأَصبَحَ مَخطُوماً بِلَومٍ مُعَذَّرا | 
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
الديوان (35-59)، جمع عبد العزيز رباح، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1384 هـ - 1964 م - البحر:: طويل
 - الروي:: راء
 - العصر:: مخضرم
 - اضغط هنا للطباعة
 
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (8-14) في صفحة (36)،
3 - الأبيات (15-17) في صفحة (37)،
4 - الأبيات (18-22) في صفحة (38)،
5 - الأبيات (23-25) في صفحة (39)،
6 - الأبيات (26-30) في صفحة (40)،
7 - الأبيات (31-34) في صفحة (41)،
8 - الأبيات (35-39) في صفحة (42)،
9 - الأبيات (40-43) في صفحة (43)،
10 - الأبيات (44-47) في صفحة (44)،
11 - الأبيات (48-50) في صفحة (45)،
12 - الأبيات (51-57) في صفحة (46)،
13 - الأبيات (58-61) في صفحة (47)،
14 - الأبيات (62-65) في صفحة (48)،
15 - الأبيات (66-69) في صفحة (49)،
16 - الأبيات (70-78) في صفحة (50)،
17 - الأبيات (79-84) في صفحة (51)،
18 - البيت (85) في صفحة (52)،
19 - الأبيات (86-91) في صفحة (53)،
20 - الأبيات (92-95) في صفحة (54)،
21 - الأبيات (96-101) في صفحة (55)،
22 - الأبيات (102-106) في صفحة (56)،
23 - الأبيات (107-110) في صفحة (57)،
24 - الأبيات (111-116) في صفحة (58)،
25 - الأبيات (117-120) في صفحة (59)