وهوَ مَثَلٌ يُقَالُ في كَثِيْرِ الشَّفَاعَة، وَاجِبِ التَّقْدِيْرِ والإطَاعَة، و(وَاوٌ) اسْمُ رَجُلٍ مِنَ العَـمَالِيْق، يُقَالُ إنَّهُ يَفْرِجُ الضِّيْق، وهوَ مِنْ عِلْيَةِ القَوْم، ولَهُ نَسْلٌ إلى اليَوْم.
وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ (وَاواً) زادَ عَلَى قَوْمِهِ ضَخَامَة، وكَانَتْ لا تَصِلُ إلى قَامَتِهِ قَامَة، وبَلَغَ طُوْلُهُ مِئةَ ذِرَاع، ويَمْلِكُ أيْضاً الدِّيَارَ والضِّيَاع، وحُكِيَ أنَّهُ يَصْرَعُ الفِيْلَ بِاللَّمْس، ثُمَّ يَشْوِيْهِ عَلَى الشَّمْس، وإذا ظَمِئَ شَرِبَ بَحْرا، ومَتَى احْتَقَنَ أَفْرَزَ نَـهْرا.
فكَانَتِ الـجَمَـاعَاتُ حَوْلَهُ تُقِيْم، وتَلتَمِسُ فَضْلَ خَيْرِهِ العَمِيْم، وتُطِيْعُه لِـحِمَايَتِه، ومَـخَافَةِ جِنَايَتِه، فلَمْ يَكُنْ يُرَدُّ لهُ مَطْلَب، ولا لِعَاصِيْهِ مِنْهُ مَهْرَب، وبَقِيَتْ لهُ ذُرِيَّة، مُنْتَشِرَةً في البَرِيَّة، ما لَـهَا عُشْرُ ضَخَامَتِه، ولا هُطُوْلُ غَـمَامَتِه، فلَـمَّا هَلَكَ وبَاد، ونُصِبَتْ فَوْقَهُ الأَوْتَاد، وَجَدُوا عَلَى دَارِ وُجُوْمِه، شِعْراً لأَحَدِ خُصُوْمِه:
أَيَا (وَاوُ) خَبِّرْنِي عَنِ المَوْتِ وَالبِلَى *** وَعَنْ مَـجْدِكَ الفَانِي وَعَنْ قَبْرِكَ الـخَاوي
لَقَدْ كُنْتَ في الأَقْوَامِ حَيّاً مُعَظَّماً *** وَهَا قَدْ طَوَاكَ اليَوْمَ عَنْ عَيْشِنَا طَاوي
قَهَرْتَ رِجَالاً، وَاغْتَصَبْتَ حُقُوْقَهُمْ *** وَنِلْتَ الذي لَـمْ يَـحْوِهِ في الوَرَى حَاوي
وَقَسَّمْتَ خَيْرَ الأَرْضِ قِسْمَةَ جَائرٍ *** فَأَشْبَعْتَ مَنْ تَـهْوَى، وَمَاتَ بِكَ الطَّاوي
تَشَفَّعْتَ في الأَدْنَيْنَ حَتَّى رَفَعْتَهُمْ *** وَأَمَّا سِوَاهُمْ فَالرَّجَاءُ بِـهِمْ هَاوي
لَقَدْ جُرْتَ حَتَّى قِيْلَ: يَا هَوْلَ جَوْرِهِ *** وَحَابَيْتَ حَتَّى قِيْلَ: أَشْفَعُ مِنْ (وَاوِ)
فَأَيْنَ الذِيْنَ اليَوْمَ تَرْقُبُ حَـمْدَهُمْ؟ *** لَقَدْ ذَهَبُوا وَاسْتَخْلَفُوا حَوْلَكَ العَاوي
وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ (وَاواً) زادَ عَلَى قَوْمِهِ ضَخَامَة، وكَانَتْ لا تَصِلُ إلى قَامَتِهِ قَامَة، وبَلَغَ طُوْلُهُ مِئةَ ذِرَاع، ويَمْلِكُ أيْضاً الدِّيَارَ والضِّيَاع، وحُكِيَ أنَّهُ يَصْرَعُ الفِيْلَ بِاللَّمْس، ثُمَّ يَشْوِيْهِ عَلَى الشَّمْس، وإذا ظَمِئَ شَرِبَ بَحْرا، ومَتَى احْتَقَنَ أَفْرَزَ نَـهْرا.
فكَانَتِ الـجَمَـاعَاتُ حَوْلَهُ تُقِيْم، وتَلتَمِسُ فَضْلَ خَيْرِهِ العَمِيْم، وتُطِيْعُه لِـحِمَايَتِه، ومَـخَافَةِ جِنَايَتِه، فلَمْ يَكُنْ يُرَدُّ لهُ مَطْلَب، ولا لِعَاصِيْهِ مِنْهُ مَهْرَب، وبَقِيَتْ لهُ ذُرِيَّة، مُنْتَشِرَةً في البَرِيَّة، ما لَـهَا عُشْرُ ضَخَامَتِه، ولا هُطُوْلُ غَـمَامَتِه، فلَـمَّا هَلَكَ وبَاد، ونُصِبَتْ فَوْقَهُ الأَوْتَاد، وَجَدُوا عَلَى دَارِ وُجُوْمِه، شِعْراً لأَحَدِ خُصُوْمِه:
أَيَا (وَاوُ) خَبِّرْنِي عَنِ المَوْتِ وَالبِلَى *** وَعَنْ مَـجْدِكَ الفَانِي وَعَنْ قَبْرِكَ الـخَاوي
لَقَدْ كُنْتَ في الأَقْوَامِ حَيّاً مُعَظَّماً *** وَهَا قَدْ طَوَاكَ اليَوْمَ عَنْ عَيْشِنَا طَاوي
قَهَرْتَ رِجَالاً، وَاغْتَصَبْتَ حُقُوْقَهُمْ *** وَنِلْتَ الذي لَـمْ يَـحْوِهِ في الوَرَى حَاوي
وَقَسَّمْتَ خَيْرَ الأَرْضِ قِسْمَةَ جَائرٍ *** فَأَشْبَعْتَ مَنْ تَـهْوَى، وَمَاتَ بِكَ الطَّاوي
تَشَفَّعْتَ في الأَدْنَيْنَ حَتَّى رَفَعْتَهُمْ *** وَأَمَّا سِوَاهُمْ فَالرَّجَاءُ بِـهِمْ هَاوي
لَقَدْ جُرْتَ حَتَّى قِيْلَ: يَا هَوْلَ جَوْرِهِ *** وَحَابَيْتَ حَتَّى قِيْلَ: أَشْفَعُ مِنْ (وَاوِ)
فَأَيْنَ الذِيْنَ اليَوْمَ تَرْقُبُ حَـمْدَهُمْ؟ *** لَقَدْ ذَهَبُوا وَاسْتَخْلَفُوا حَوْلَكَ العَاوي