رُوِيَ أنه لَمَّا أفضى إليه الأمرُ كان أولُ خطبةٍ خطبَ الناسَ بها أن قال :
ما الجزعُ مِمَّا لا بدَّ منه؟!
وما الطَّمعُ فيما لا يُرْجَى؟!
وما الحيلةُ فيما سيزولُ؟!
وإنما الشّيءُ مِن أصلِه، فقد مَضَتَ قبلَنا أصولٌ نحن فروعُها، فما بقاءُ فَرْعٍ بعدَ أصلِه؟! إِنَّما الناس في الدنيا أغراضٌ تَنْتَضِلُ فيهم المنايا، وهم فيها نُهَبٌ للمصائبِ مع كُلِّ جَرْعَةِ شَرْقٍ، وفي كُلِّ أَكْلَةِ غَصَصٍ، لا ينالون نِعمةً إلا بفراقِ أخرى، ولا يُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ يومًا مِن عُمُرِه إلا بِهَدْمِ آخرَ مِن أَجْلِهِ، وأنتم أعوانٌ الحتوفِ على أنفسكم، فأين المهربُ مِمَّا هو كائنٌ؟ وإنما نَتَقَلَّبُ في قُدْرَةِ الطَّالبِ، فما أصغرَ المصيبةَ اليومَ مع عظيمِ الفائدة ِغدًا، وأكبرَ خيبةَ الخائبِ فيه والسلام.
ما الجزعُ مِمَّا لا بدَّ منه؟!
وما الطَّمعُ فيما لا يُرْجَى؟!
وما الحيلةُ فيما سيزولُ؟!
وإنما الشّيءُ مِن أصلِه، فقد مَضَتَ قبلَنا أصولٌ نحن فروعُها، فما بقاءُ فَرْعٍ بعدَ أصلِه؟! إِنَّما الناس في الدنيا أغراضٌ تَنْتَضِلُ فيهم المنايا، وهم فيها نُهَبٌ للمصائبِ مع كُلِّ جَرْعَةِ شَرْقٍ، وفي كُلِّ أَكْلَةِ غَصَصٍ، لا ينالون نِعمةً إلا بفراقِ أخرى، ولا يُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ يومًا مِن عُمُرِه إلا بِهَدْمِ آخرَ مِن أَجْلِهِ، وأنتم أعوانٌ الحتوفِ على أنفسكم، فأين المهربُ مِمَّا هو كائنٌ؟ وإنما نَتَقَلَّبُ في قُدْرَةِ الطَّالبِ، فما أصغرَ المصيبةَ اليومَ مع عظيمِ الفائدة ِغدًا، وأكبرَ خيبةَ الخائبِ فيه والسلام.