الرئيسة >> ديوان العرب >> المتنبي >> دُروعٌ لِمَلكِ الرومِ هَذي الرَسائِلُ * يَرُدُّ بِها عَن نَفسِهِ وَيُشاغِلُ
1 | دُروعٌ لِمَلكِ الرومِ هَذي الرَسائِلُ | * | يَرُدُّ بِها عَن نَفسِهِ وَيُشاغِلُ |
2 | هِيَ الزَّرَدُ الضافي عَلَيهِ وَلَفظُها | * | عَلَيكَ ثَناءٌ سابِغٌ وَفَضائِلُ |
3 | وَأَنّى اهتَدى هَذا الرَسولُ بِأَرضِهِ | * | وَما سَكَنَتْ مُذ سِرتَ فيها القَساطِلُ |
4 | وَمِن أَيِّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ | * | وَلَم تَصفُ مِن مَزجِ الدِماءِ المَناهِلُ |
5 | أَتاكَ يَكادُ الرَأسُ يَجحَدُ عُنقَهُ | * | وَتَنقَدُّ تَحتَ الذُعرِ مِنهُ المَفاصِلُ |
6 | يُقَوِّمُ تَقويمُ السَماطَينِ مَشيَهُ | * | إِلَيكَ إِذا ما عَوَّجَتهُ الأَفاكِلُ |
7 | فَقاسَمَكَ العَينَينِ مِنهُ وَلَحظَهُ | * | سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الَّذي لا يُزايِلُ |
8 | وَأَبصَرَ مِنكَ الرِزقَ وَالرِزقُ مُطمِعٌ | * | وَأَبصَرَ مِنهُ المَوتَ وَالمَوتُ هائِلُ |
9 | وَقَبَّلَ كُمًّا قَبِّلَ التُربَ قَبلَهُ | * | وَكُلُّ كَمِيٍّ واقِفٌ مُتَضائِلُ |
10 | وَأَسعَدُ مُشتاقٍ وَأَظفَرُ طالِبٍ | * | هُمامٌ إِلى تَقبيلِ كُمِّكَ واصِلُ |
11 | مَكانٌ تَمَنّاهُ الشِفاهُ وَدونَهُ | * | صُدورُ المَذاكي وَالرِماحُ الذَوابِلُ |
12 | فَما بَلَّغَتهُ ما أَرادَ كَرامَةٌ | * | عَلَيكَ وَلَكِن لَم يَخِب لَكَ سائِلُ |
13 | وَأَكبَرَ مِنهُ هِمَّةً بَعَثَت بِهِ | * | إِلَيكَ العِدى وَاستَنظَرَتهُ الجَحافِلُ |
14 | فَأَقبَلَ مِن أَصحابِهِ وَهوَ مُرسَلٌ | * | وَعادَ إِلى أَصحابِهِ وَهوَ عاذِلُ |
15 | تَحَيَّرَ في سَيفٍ رَبيعَةُ أَصلُهُ | * | وَطابِعُهُ الرَحمَنُ وَالمَجدُ صاقِلُ |
16 | وَما لَونُهُ مِمّا تُحَصِّلُ مُقلَةٌ | * | وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأَنامِلُ |
17 | إِذا عايَنَتكَ الرُسلُ هانَت نُفوسُها | * | عَلَيها وَما جاءَت بِهِ وَالمُراسِلُ |
18 | رَجا الرومُ مَن تُرجى النَوافِلُ كُلُّها | * | لَدَيهِ وَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ |
19 | فَإِن كانَ خَوفُ القَتلِ وَالأَسرِ ساقَهُمْ | * | فَقَد فَعَلوا ما القَتلُ وَالأَسرُ فاعِلُ |
20 | فَخافوكَ حَتّى ما لِقَتلٍ زِيادَةٌ | * | وَجاؤوكَ حَتّى ما تُزادُ السَلاسِلُ |
21 | أَرى كُلَّ ذي مُلكٍ إِلَيكَ مَصيرُهُ | * | كَأَنَّكَ بَحرٌ وَالمُلوكُ جَداوِلُ |
22 | إِذا مَطَرَت مِنهُمْ وَمِنكَ سَحائِبٌ | * | فَوابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وابِلُ |
23 | كَريمٌ مَتى اِستوهِبتَ ما أَنتَ راكِبٌ | * | وَقَد لَقِحَت حَربٌ فَإِنَّكَ باذِلُ |
24 | أَذا الجودِ أَعطِ الناسَ ما أَنتَ مالِكٌ | * | وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلٌ |
25 | أَفي كُلِّ يَومٍ تَحتَ ضِبني شُوَيعِرٌ | * | ضَعيفٌ يُقاويني قَصيرٌ يُطاوِلُ |
26 | لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلٌ | * | وَقَلبي بِصَمتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ |
27 | وَأَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ | * | وَأَغيَظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ |
28 | وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني | * | بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ |
29 | وَأَكبَرُ تيهي أَنَّني بِكَ واثِقٌ | * | وَأَكثَرُ مالي أَنَّني لَكَ آمِلُ |
30 | لَعَلَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ هَبَّةً | * | يَعيشُ بِها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ |
31 | رَمَيتُ عِداهُ بِالقَوافي وَفَضلِهِ | * | وَهُنَّ الغَوازي السالِباتُ القَواتِلُ |
32 | وَقَد زَعَموا أَنَّ النُجومَ خَوالِدٌ | * | وَلَو حارَبَتهُ ناحَ فيها الثَواكِلُ |
33 | وَما كانَ أَدناها لَهُ لَو أَرادَها | * | وَأَلطَفَها لَو أَنَّهُ المُتَناوِلُ |
34 | قَريبٌ عَلَيهِ كُلُّ ناءٍ عَلى الوَرى | * | إِذا لَثَّمَتهُ بِالغُبارِ القَنابِلُ |
35 | تُدَبِّرُ شَرقَ الأَرضِ وَالغَربِ كَفُّهُ | * | وَلَيسَ لَها وَقتًا عَنِ الجودِ شاغِلُ |
36 | يُتَبِّعُ هُرّابَ الرِجالِ مُرادُهُ | * | فَمَن فَرَّ حَربًا عارَضَتهُ الغَوائِلُ |
37 | وَمَن فَرَّ مِن إِحسانِهِ حَسَدًا لَهُ | * | تَلَقّاهُ مِنهُ حَيثُما سارَ نائِلُ |
38 | فَتىً لا يَرى إِحسانَهُ وَهوَ كامِلٌ | * | لَهُ كامِلاً حَتّى يُرى وَهوَ شامِلُ |
39 | إِذا العَرَبُ العَرباءُ رازَت نُفوسَها | * | فَأَنتَ فَتاها وَالمَليكُ الحَلاحِلُ |
40 | أَطاعَتكَ في أَرواحِها وَتَصَرَّفَتْ | * | بِأَمرِكَ وَالتَفَّت عَلَيكَ القَبائِلُ |
41 | وَكُلُّ أَنابيبِ القَنا مَدَدٌ لَهُ | * | وَما يَنكُتُ الفُرسانَ إِلا العَوامِلُ |
42 | رَأَيتُكَ لَو لَم يَقتَضِ الطَعنُ في الوَغى | * | إِلَيكَ اِنقِيادًا لاقتَضَتهُ الشَمائِلُ |
43 | وَمَن لَم تُعَلِّمهُ لَكَ الذُلَّ نَفسُهُ | * | مِنَ الناسِ طُرًّا عَلَّمَتهُ المَناصِلُ |
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
التبيان (112-122) - البحر:: طويل
- الروي:: لام
- العصر:: عباسي
- اضغط هنا للطباعة
ملحوظة
الصفحات
2 - الأبيات (4-7) في صفحة (113)،
3 - الأبيات (8-13) في صفحة (114)،
4 - الأبيات (14-17) في صفحة (115)،
5 - الأبيات (18-23) في صفحة (116)،
6 - الأبيات (24-28) في صفحة (117)،
7 - الأبيات (29-31) في صفحة (118)،
8 - الأبيات (32-35) في صفحة (119)،
9 - الأبيات (36-39) في صفحة (120)،
10 - البيتان (40-41) في صفحة (121)،
11 - البيتان (42-43) في صفحة (122)،