الرئيسة >> ديوان العرب >> لبيد ربن ربيعة العامري >> عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا*بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
| 1 | عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا | * | بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا | 
| 2 | فمَدافعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا | * | خَلَقًا كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلاَمُها | 
| 3 | دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهْدِ أنِيسِهَا | * | حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وحَرَامُهَا | 
| 4 | رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا | * | وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُها | 
| 5 | مِنْ كلِّ سَارِيَةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ | * | وَعَشِيَّةٍ مُتجاوبٍ إرْزَامُهَا | 
| 6 | فَعَلا فُرُوعُ الأيْهُقَانِ وَأطْفَلَتْ | * | بالجَلهَتين ظِبَاؤهَا ونَعَامُهَا | 
| 7 | والعِينُ ساكِنَةٌ على أطْلائِهَا | * | عُوذًا تَأجَّلُ بالفضَاءِ بِهَامُها | 
| 8 | وجَلا السُّيولُ عن الطُّلُولِ كأنّها | * | زُبُرٌ تُجِدّ مُتُونَهَا أقْلامُها | 
| 9 | أوْ رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا | * | كِفَفًا تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُها | 
| 10 | فوقفتُ أسْألُهَا وكيفَ سُؤالُنَا | * | صُمًّا خَوالدَ ما يَبِينُ كَلامُهَا | 
| 11 | عَرِيَتْ وكان بها الجميعُ فأبْكَرُوا | * | منها وَغُودرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُها | 
| 12 | شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ حينَ تَحَمّلُوا | * | فتكنسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُها | 
| 13 | مِن كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ | * | زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وَقِرَامُهَا | 
| 14 | زُجَلاً كأنَّ نِعَاجَ تُوضِحَ فَوْقَهَا | * | وظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفًا أَرْآمُهَا | 
| 15 | حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كأنها | * | أجْزَاعُ بِيشةَ أثْلُهَا وَرُضَامُهَا | 
| 16 | بَلْ ما تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقد نَأتْ | * | وَتَقَطَّعَتْ أسْبَابُهَا وَرِمَامُهَا | 
| 17 | مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَاوَرَتْ | * | أهْلَ الحِجَازِ فأيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا | 
| 18 | بمشارقِ الجبلين أو بِمُحَجَّرٍ | * | فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُهَا | 
| 19 | فَصُوَائقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ | * | فيها وِحَافُ القَهْرِ أوْ طِلْحَامُهَا | 
| 20 | فاقطعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ | * | ولَشرُّ واصلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها | 
| 21 | وَاحْبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وَصَرْمُهُ | * | باقٍ إذا ضَلَعَتْ وزاغَ قِوَامُهَا | 
| 22 | بِطَليحِ أسْفَارٍ تَرَكْنَ بقيَّةً | * | منها فأحْنَقَ صُلْبُها وسَنَامُها | 
| 23 | وإذا تغالى لَحْمُهَا وتَحَسَّرَتْ | * | وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُهَا | 
| 24 | فلها هِبَابٌ في الزِّمامِ كأنَّها | * | صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَهَامُها | 
| 25 | أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ | * | طَرْدُ الفُحول وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا | 
| 26 | يَعْلُو بها حَدَبَ الإكامِ مُسَحَّجٌ | * | قَد رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُهَا | 
| 27 | بأحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا | * | قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُهَا | 
| 28 | حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى ستَّةً | * | جَزءًا فطالَ صِيامُهُ وَصِيَامُها | 
| 29 | رَجَعَا بأمرهما إلى ذي مِرَّةٍ | * | حَصِدٍ وَنُجْحُ صَريمةٍ إبْرَامُهَا | 
| 30 | وَرَمَى دوابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ | * | ريحُ المصايِفِ سَوْمُهَا وسِهامُهَا | 
| 31 | فتنازعا سَبِطًا يَطيرُ ظِلالُهُ | * | كدخانِ مُشْعَلةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا | 
| 32 | مَشْمُولةٍ غُلِثَتْ بنابِت عَرْفَجٍ | * | كَدُخَانِ نارٍ سَاطِعٍ أسْنَامُها | 
| 33 | فمضى وَقَدَّمَهَا وكانتْ عادةً | * | منه إذا هِيَ عَرَّدَتْ إقدامُها | 
| 34 | فتوسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا | * | مسجورةً مُتَجَاورًا قُلاَّمُهَا | 
| 35 | مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّها | * | مِنه مُصَرَّعُ غَابةٍ وقِيامُها | 
| 36 | أفَتِلْكَ أم وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ | * | خَذَلَتْ وهاديةُ الصِّوارِ قِوَامُها | 
| 37 | خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فلمْ يَرِمْ | * | عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُها وَبُغامُها | 
| 38 | لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ | * | غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها | 
| 39 | صَادَفْنَ منها غِرَّةً فَأصَبْنَهَا | * | إنَّ المَنايا لا تَطيشُ سِهَامُهَا | 
| 40 | باتَتْ وَأسْبَلَ واكفٌ مِن ديمةٍ | * | يُرْوِي الخمائلَ دائِمًا تَسْجَامُها | 
| 41 | يَعْلُو طريقةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِرٌ | * | في ليلةٍ كَفَرَ النُّجومَ غَمَامُهَا | 
| 42 | تَجْتَافُ أصْلاً قَالِصًا مُتَنَبِّذًا | * | بِعُجُوبِ أنْقاءٍ يَميلُ هَيَامُها | 
| 43 | وتُضيءُ في وَجْهِ الظلام مُنِيرةً | * | كَجُمَانَةِ البحريِّ سُلَّ نِظامُها | 
| 44 | حتى إذا انحسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ | * | بَكَرَتْ تزلُّ عن الثَّرَى أزْلامُها | 
| 45 | عَلِهَتْ تَرّدَّدُ في نِهاءِ صَعَائِدٍ | * | سَبْعًا تُؤامًا كاملاً أيَّامُها | 
| 46 | حتى إذا يَئسَتْ وأسْحَقَ حَالِقٌ | * | لم يُبْلِهِ إرْضَاعُها وفِطَامُها | 
| 47 | وَتَوَجَّستْ رِزَّ الأنيسِ فَرَاعهَا | * | عن ظهرِ غَيْبٍ والأنيسُ سَقَامُها | 
| 48 | فَغَدَتْ كلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ | * | مَوْلى المخافة خلفُها وأمامُها | 
| 49 | حتى إذا يئسَ الرُّماةُ وأرْسَلُوا | * | غُضْفًا دواجِنَ قَافِلاً أعْصامُها | 
| 50 | فَلَحِقْنَ واعتكرتْ لها مَدْرِيَّةٌ | * | كالسَّمهريَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَا | 
| 51 | لِتذَودَهُنَّ وَأيقنتْ إن لم تَذُدْ | * | أن قد أُحِمَّ من الحُتُوفِ حِمَامُها | 
| 52 | فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ فَضُرِّجتْ | * | بدمٍ وغُودرَ في المَكَرِّ سُخَامُها | 
| 53 | فَبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُّحى | * | واجتابَ أرديةَ السَّرابِ إكامُها | 
| 54 | أقضي اللُّبانةَ لا أفرِّطُ ريبةً | * | أو أن يلومَ بحاجةٍ لُوَّامُهَا | 
| 55 | أوَلم تكنْ تدري نَوَارُ بأنَّني | * | وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُها | 
| 56 | تَرَّاكُ أمكنةٍ إذا لم أرْضَهَا | * | أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها | 
| 57 | بل أنتِ لا تدرين كم مِنْ ليلةٍ | * | طَلْقٍ لذيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها | 
| 58 | قَد بِتُّ سامِرَها وغَايةِ تاجرٍ | * | وافيتُ إذ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُها | 
| 59 | أُغْلي السِّباءَ بكلِّ أدْكَنَ عاتقٍ | * | أو جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها | 
| 60 | وصَبوح صافيةٍ وجذبِ كرينةٍ | * | بِمُوَتَّرٍ تَأتالُهُ إبهامُهَا | 
| 61 | بادرتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ | * | لأُعَلَّ منها حينَ هَبّ نيامُها | 
| 62 | وغداةِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقِرَّةٍ | * | إذ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زمامُها | 
| 63 | ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تَحملُ شِكَّتي | * | فُرُطٌ وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها | 
| 64 | فعَلوتُ مرتقبًا عَلى ذي هَبْوَةٍ | * | حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها | 
| 65 | حتى إذا ألْقَتْ يدًا في كافِرٍ | * | وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها | 
| 66 | أسْهَلْتُ وانْتَصَبتْ كجذعِ مُنِيفَةٍ | * | جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها | 
| 67 | رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ | * | حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها | 
| 68 | قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا | * | وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا | 
| 69 | تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي | * | وِرْدَ الحمَامة إذ أجَدَّ حَمَامُها | 
| 70 | وكثيرةٍ غُرَباؤهَا مَجْهُولَةٍ | * | تُرْجَى نوافِلُها ويُخْشَى ذَامُها | 
| 71 | غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ كأنَّهَا | * | جِنُّ البَديِّ رواسيًا أقْدَامُها | 
| 72 | أنكرتُ باطلَها وَبُؤْتُ بحقِّها | * | عندي ولم يَفْخَرْ عليَّ كرامُها | 
| 73 | وَجزَورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحتفِها | * | بِمَغَالِقٍ مُتَشَابهٍ أجسامُها | 
| 74 | أدعُو بهنَّ لِعَاقِرٍ أوْ مُطْفِلٍ | * | بُذِلَتْ لجيرانِ الجميعِ لِحَامُها | 
| 75 | فالضَّيْفُ والجارُ الجنيبُ كأنّما | * | هَبَطا تبالَةَ مُخْصِبًا أهْضَامُها | 
| 76 | تأوِي إلى الأطْنَابِ كلُّ رَذِيَّةٍ | * | مِثْلُ البَلِيّةِ قَالصٌ أهدَامُها | 
| 77 | وَيُكَلِّلُونَ إذا الرياحُ تَنَاوَحَتْ | * | خُلُجًا تُمَدُّ شَوارعًا أيْتَامُها | 
| 78 | إنّا إذا التقتِ المجَامِعُ لم يَزَلْ | * | منّا لِزَازُ عظيمةٍ جَشّامُها | 
| 79 | وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي العشيرةَ حَقَّهَا | * | وَمُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها | 
| 80 | فَضْلاً وذو كَرَمٍ يُعينُ على النَّدى | * | سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنّامُهَا | 
| 81 | مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لهمْ آباؤهُمْ | * | ولكلِّ قومٍ سُنَّةٌ وإمامُهَا | 
| 82 | لا يَطْبَعُونَ ولا يَبُورُ فَعَالُهُمْ | * | إذ لا يميلُ معَ الهَوى أحلامُها | 
| 83 | فاقْنَعْ بما قَسَمَ المليكُ فإنّمَا | * | قَسَمَ الخَلائقَ بينَنا عَلاَّمُها | 
| 84 | وإذا الأمانةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ | * | أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا | 
| 85 | فبنى لنا بيتًا رفيعًا سَمْكُهُ | * | فَسَما إليه كَهْلُهَا وَغُلامُها | 
| 86 | وَهُمُ السُّعَاةُ إذا العشيرةُ أُفْظِعَتْ | * | وَهُمُ فوارِسُهَا وَهُمْ حُكّامُهَا | 
| 87 | وهمُ رَبيعٌ للمُجَاورِ فيهمُ | * | والمرملاتِ إذا تَطَاوَلَ عَامُها | 
| 88 | وَهُمُ العَشيرةُ أنْ يُبَطِّئَ حاسدٌ | * | أو أن يميلَ معَ العدوِّ لئامُها | 
الوحدات
بيانات القصيدة
- المصدر::
 الديوان (297-321)، بتحقيق إحسان عباس، نشر وزارة الإعلام، الكويت 1984م
- البحر:: كامل
- الروي:: ميم
- العصر:: مخضرم
- اضغط هنا للطباعة


