موقع يعنى باللغة العربية وآدابها

الرئيسة >> المقالات >> المكتبة >> أنس المسجون وراحة المحزون
هذا الكتاب من الكتب الفريدة في بابه؛ حيث خصصه مصنفه للمسجونين، وصاحب الكتاب هو صفي الدين أبو الفتح عيسى بن البحتري الحلبي، والمؤلف ليست له ترجمة؛ لكن محقق الكتاب يذكر أن المصنف كان حيًّا سنة 625 هـ
وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب سبب تأليفه فقال : «ولما امتحنت بالمحن، وصرفت إلى صروف الزمن، واعتقل مخدومي الذي رضعت من لبون نعمه، ونشأت في حمى إحسانه وكرمه، وأصبت بوفاة الوالد والأخ، وحصلت بعدهما وبعد ذهاب المال في كفة الحدثان والفخ.»
ويقع الكتاب في تسعة فصول هي :
الفصل الأول : في الشكر واستدامة النعم، وصرفه المحن والنقم.
الفصل الثاني : في الصبر والرضا، والتسليم والعزا.
الفصل الثالث : في الموت وانقطاع الأسباب بين الأهلين والأصحاب.
الفصل الرابع : في السجن والتعويق، ومن خرج إلى سعة من ضيق.
الفصل الخامس : في نفاق الأصحاب والإخوان، وتغيرهم مع تغير الزمان.
الفصل السادس : في القناعة واليأس، والزهادة فيما بأيدي الناس.
الفصل السابع : في مكارم الأخلاق والكرم، ومحاسن الماقب والشيم.
الفصل الثامن : في التقوى والأمانة، وقمع الهوى، والديانة.
الفصل التاسع : في ذم الدنيا والزهادة فيها، وتقلب أحوالها بأهاليها، وما قيل من تنبيه ووعظ بأحسن إشارة وأفصح لفظ.
وهو مجموع أدبي يشتمل كل فصل منه على نثر، وشعر، وأخبار أدبية وقد بلغ مجموع النصوص ستة وأربعين وستمئة (646) نص.
فمن نصوص الفصل الأول :
«وقال بعض الصالحين : إني لأصاب بالمصيبة فأشكر الله تعالى عليها أربع مرار : شكرًا إذ لم تكن أعظم مما هي، وشكرًا إذ رزقني الصبر عليها، وشكرًا لما أرجوه من زوالها، وشكرًا إذ لم تكن في ديني». ( الصفحة السابعة والثلاثون 37).
ومن نصوص الفصل الثاني :
«وقيل : ما من مصيبة إلا ومعها أعظم منها : إن جزعتَ فالوزر، وإن صبرت فالأجر». ( الصفحة السابعة والخمسون 57)
ومن نصوص الفصل الثالث :
«وقيل لأبي بكر -رضي الله عنه- في مرضه الذي مات فيه : لو أرسلت إلى الطبيب؟ قال : قد رآني. قيل له : فما قال لك؟ قال : إني فعال لما أريد.» ( الصفحة الثانية والستون 62).
ومن نصوص الفصل الرابع :
«قيل : إن السجن محك العقول، وتجربة المأمول، به يمتحن الصبر من الأحرار، ويكشف مكنون العقل والوقار». (الصفحة السادسة والعشرون بعد المئة 126).
ومن نصوص الفصل الخامس :
«وقال العتابي : إذا كان لك أخ تحبه، فلا تفسدن حبه بإدخال الدنيا بينك وبينه، وإذا أردت أن تصفو لك مودة الأصحاب والإخوان فاحذر أن تكون لهم عليك نعمة.» ( الصفحة الثانية والسبعون بعد المئة 172).
ومن نصوص الفصل السادس :
« وقال آخر :
أعز الناس نفسًا من تراه *** يعز النفس عن ذل السؤال
ويقنع بالكفاف ولا يبالي *** بفضل فات من جدة ومال
فكم شقت ودقت واسترقت *** فضول العيش أعناق الرجال »
( الصفحة السابعة بعد المئتين 207).
ومن نصوص الفصل السابع :
«وقال بعض أهل الفضل : إنه يعرض الإنسان إليَّ حاجة فأبدار إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها، فتذهب حلاوة الكرم». ( الصفحة التاسعة عشرة بعد المئتين 219).
ومن نصوص الفصل الثامن :
«وقيل : من ترك الدنيا، وطلب الآخرة أعطاه الله خير الدنيا، ونعيم الآخرة». ( الصفحة الثالثة والثلاثون بعد المئتين 233).
ومن نصوص الفصل التاسع :
«ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى *** ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى
فمن سره ألا يرى ما يسوؤه *** فلا يتحذ شيئًا يخاف له فقدا»
( الصفحة الخامسة والأربعون بعد المئتين 245).
والفصل الرابع هو لب الكتاب؛ إذ يتعلق بالسجن.
ومما يستظرف من الأبيات :
ما يدخل السجنَ إنسانٌ فنسأله *** ما بال سجنك ؟ إلا قال : مظلوم!
( الصفحة الثالثة والثلاثون بعد المئة 133).
وقد حقق الكتاب محمد أديب الجادر تحقيقًا علميا رائعًا، وأخرجه في حلة تسر الناظرين، ونشرته دار البشائر في دمشق سنة 1417 هجرية الموافق 1997 مسيحية.
ويقع الكتاب في ثلاث وتسعين ومئتي (293) صفحة، منها خمس وعشرون صفحة للمقدمة، وإحدى وعشرون ومئتي 221) صفحة لنص الكتاب المحقق، و ثلاث وأربعين صفحة للفهارس.
http://www.toarab.ws/images/my/ons_almsjoon.gif

Twitter Facebook Whatsapp